لم يكن ذلك التغيير الذي حدث يوم السبت الماضي عادياً، أو بسبب انتهاء مدة خدمة محددة مسبقاً، ولا شكلاً من أشكال الروتين، بل هي صورة متجددة وشاهدة على اهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على كل ما يرتقي بالمواطن ويلامس احتياجاته المختلفة، ويدل على إصرار رغم الصعاب على تحقيق الطموحات، ورغبة في التطوير نابعة من أفق واسع ومدرك لشاهد الحال وتحدي المرحلة. ما رأيناه نهار التاسع عشر من صفر هذا العام يأتي ليرسخ لقاعدة سياسية ملؤها التجديد والتفاؤل ومضمونها العمل لما فيه صلاح البلاد والعباد، وتأكيداً على المتابعة المستمرة والمراقبة الدقيقة منه حفظه الله لاحتياجات شعبه والعمل وفقاً لمتطلباته، يتجلى ذلك بوضوح من خلال ما نراه من مواطن التغيير التي تمس وبشكل مباشر هم المواطن وحاجته. لقد سرنا نحن المحامين التوجه السليم والدأب في طلب الجديد المفيد في سياسة الدولة الداخلية لبناء هذا الوطن وخدمة شعبه، وبخاصة ما يخص الشأن القضائي الذي سرنا ما حدث فيه من تعيينات استبشرنا بأسمائها، فعلى قمة الهرم وقع الاختيار على فضيلة الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد ليتولى زمام مجلس القضاء الأعلى، والحق يقال: فهذا الرجل وبحكم معرفتي القديمة به والممتدة من عهد أبيه - رحمه الله - يعد إضافة حقيقية لأي جهاز يعمل فيه، لما وهبه الله من علم ومعرفة وقدرة إدارية فذة سطرت سجلاً حافلاً بالعمل والإنجاز، وهي تتبلور الآن في صورة خبرات سنستفيد منها بإذن الله في قادم الأيام، فنسأل الله أن يعينه على أداء ما أنيط به من مهام، وأن يوفقه للسير للأمام. أما وزارة العدل، فنحن بحاجة فعلية للشباب الطموح، الذي لديه من الرغبة والنشاط ما يذلل به العقبات التي تقف أمام النجاح والإنجاز، فأجندة عمل الوزارة مثقلة بمهمات غير عادية، وأمامها مشروع تطوير شامل فرضتها ظروف العصر وحاجاته، كل ذلك يحتاج إلى همة أراها مرتسمة في محيا الوزير الجديد فضيلة الشيخ د. محمد بن عبدالكريم العيسى والذي سررت حينما قرأت أول تصريح له بعد تعيينه يقول فيه: «إن المقبل يعد بخير إن شاء الله، ولندع الأعمال تتحدث، فلا خير في وعود ما لم تكن حقائق» فهذا هو المطلب: التفاؤل والعمل، نسأل الله العلي القدير أن يعينه على أداء المهمات، ويوفقه لتحقيق الطموحات. وديوان المظالم كذلك أمامه من مراحل التطوير ما يحتاج إلى كفاءات ودماء شابة متخصصة ليمزج بين الخبرة والشباب، ولعل في تعيين فضيلة الشيخ إبراهيم ابن الشيخ شايع الحقيل - رحمه الله - والذي كان معروفاً بالخير والصلاح ومن وجهاء المجمعة وعقلائها، أقول لعل في تعيينه ما يكون دافعاً بإذن الله نحو تحقيق طموحات القيادة التي أرادت أن يكون الديوان صرحاً شامخاً لإحقاق الحق، ونحن نعلم أن الطريق طويل والمهمة ثقيلة، ولكن كلنا ثقة فيمن منح الثقة، نسأل الله أن يعينه ويوفقه ويسدد بالنجاحات خطاه. و«من لا يشكر الناس لا يشكر الله» فلا ننسى أن نقدم الشكر الجزيل للوزراء والمشايخ الكرام والإخوة الفضلاء الذين عملوا باجتهادهم، فلهم من الله الأجر والمثوبة ومنا الثناء والذكر الحسن. كتبت هذه السطور على عجالة، وفي الخاطر الكثير من هموم القضاء والمتقاضين، وللمحامين طموحات أراها قريبة من التحقيق في ظل وجود إدارة المحامين بالوزارة التي أراها تسابق الزمن، وبعون الله ثم بدعم الوزير الجديد سيطل فجر نحن بقربه الآن متفائلون.