وصل وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير الى بغداد امس الثلاثاء في زيارة مفاجئة هي الاولى لمسؤول الماني منذ عشرين عاما، حسبما افاد مسؤول عراقي. وتأتي زيارة شتاينماير، الذي اجتمع مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في بغداد ويلتقي الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي، بعد اسبوع بالتحديد من زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المفاجئة للعراق. ومن المتوقع ان يفتتح الوزير القنصلية الالمانية في اربيل كبرى مدن اقليم كردستان في شمال العراق، بحسب مصادر كردية. وتعد زيارة وزير الخارجية الالماني الاولى من نوعها منذ 1987، اي قبل فرض العقوبات الاقتصادية على العراق بثلاث سنوات من الغزو العراقي للكويت. وعلى غرار فرنسا، عارضت المانيا الحرب على العراق في 2003 التي قادتها الولاياتالمتحدة واسفرت عن اسقاط نظام صدام حسين. ونقلت صحيفة هيندلسبلات عن مسؤول دبلوماسي الماني في تشرين الثاني/نوفمبر 2008، بان الزيارة التي يقوم بها شتاينماير للعراق "ستشكل منعطفا دبلوماسيا بالنسبة لبرلين". واضاف انها "قد ترسل اشارة الى ان الحكومة الالمانية تدعم سياسة اوباما تجاه الشرق الاوسط". وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكد خلال زيارة لالمانيا في تموز/يوليو 2008، ثقته بانه قادر على التمكن من اقناع الشركات الالمانية بالعودة قريبا الى العراق. وكانت سبقت زيارة المالكي لالمانيا زيارة قام بها وزير الاقتصاد والتكنولوجيا الالماني مايكل غلوس للعراق. ووقعت الحكومتان الالمانية والعراقية في 23 تموز/يوليو 2008، اتفاقا للترويج والحماية المتبادلة للاستثمارات ويرمي الى تحفيز الصناعيين الالمان على العمل في العراق. وكان العراق لفترة طويلة من المفضلين للمنتجات الالمانية. وفي ثمانينات القرن الماضي بلغت المبادلات بين البلدين 4 مليارات يورو سنويا. لكن عام 2007 لم تصدر المانيا الى العراق الا ما قيمته 319 مليون يورو من المنتجات.