دارت في أوساط المجالس السعودية في الأيام الماضية الأحاديث حول الحملة الوطنية التي تبنتها وزارة العمل لتوظيف الشباب السعوديين العاطلين عن العمل ومدى قدرة الحملة على انتشال كثير من العاطلين من دهاليز البطالة للزج بهم في ميادين العمل. وبالنظر بتمعن في خطوات الوزارة وتصريحات مسؤوليها يتضح للعيان ان كل المعطيات تشير إلى ان الوزارة ستقدم على نقلة نوعية تتمثل في توظيف الكثير من شباب الوطن. وبعد أن طويت صفحات الحملة ونحن ننتظر قطف ثمارها، عادت التساؤلات من جديد عن ماذا بعد البطالة وهل يبحث العاطل عن العمل عن وظيفة أي وظيفة أم ان هناك شروطاً ومعايير للوظيفة؟. وهل ينتهي دور الوزارة بالزج بالباحث عن العمل في أي مكان المهم أن توفر له الوظيفة؟ وماذا عن الراتب والحوافز وما الدور الذي ستلعبه في توفر الاستقرار الوظيفي للباحثين عن العمل؟. الأسئلة كثيرة حول الحملة ونجاحها، لكن يبقى الجواب لدى من خاضوا معترك العمل. «الرياض» أجرت استفتاء لخمسين فرداً ممن هم على رأس العمل اشتكى جلهم بنسبة 92٪ من ضعف المرتب ونسبة قليلة لا تتجاوز 3٪ يشتكون من مضايقات أرباب العمل وأبدت الشريحة المتبقية ارتياحها في العمل، كما نعرض نماذج لتجارب بعض الشباب ممن خاضوا معترك العمل وتحدثوا عن الصعوبات التي تواجههم من جراء تدني الرواتب وعدم قدرتهم على تلبية أمورهم الحياتية. صالح الغانم أحد النماذج لهذه المعاناة فهو موظف حكومي براتب ألف ريال، ذكر انه على رأس العمل منذ عام لم يستطع خلال هذا العام انجاز شيء يذكر لنفسه، فبالراتب الزهيد لم يستطع تلبية متطلبات الحياة البسيطة عوضا عن المتطلبات الضرورية الأخرى كالزواج مثلاً أو توفير وسيلة نقل في ظل الشح الذي نعيشه في وسائل النقل. وعند سؤالنا له لو وفر له راتب أكثر في مكان آخر هل سيترك العمل أجاب الغانم ولمَ لا.. أليس من حقي أن أصبح كغيري ممن يستطيع أن يدير أموره الحياتية بما يحصل عليه من مرتب آخر الشهر؟ فيما قال مشاري العتيبي الذي يقوم بإدارة مقهى للانترنت عن دوره في المقهى وراتبه الذي يتقاضاه: أنا أقوم بإدارة المقهى وتوفير احتياجات ومتطلبات المقهى، وأعمل في بعض الأحيان لمدة 12 ساعة يومياً وفي الأخير اتقاضى 1300 ريال فقط. وذكر بأنه يجب أن يراعى وضعنا كسعوديين وهل يتناسب الراتب مع المتطلبات والالتزامات التي علينا سؤال بسيط يجيبك عن مدى ارتياحي في العمل كم هو إيجار أرخص شقة عائلية بحائل ستجد بأن إيجارها راتبي لمدة خمس أشهر؟! وأبدى أحمد الرشيد وهو يعمل في إحدى كبائن الاتصال عدم ارتياحه في العمل والسبب يعود للمرتب الذي يتقاضاه، في الشهر 1000 ريال في نظره ماذا تكفي وماذا ستفعل لمن ينظر للمستقبل ويريد أن يعيش كما يعيش أبسط الناس.. الوزارة تخطت المهم وبقي الأهم لنجاح حملتها، فاستمرار من هيأت لهم الأعمال على خطوط الانتاج هو النجاح الحقيقي للوزارة، ولن يتحقق هذا ما لم تضع الوزارة في حسبانها وبالخطوط العريضة عاملين مهمين تتمثل في الراتب المناسب والأمن الوظيفي.