أكد أمين عام مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية الشيخ احمد بن عبدالعزيز بن باز ان استضافة المملكة وتنظيمها لفعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب بمشاركة دولية وبحضور فاعل من عدد كبير من ممثلي الدول والحكومات والمنظمات الدولية لهي استضافة تنطلق من ركائز الدين الإسلامي. وان ما تقوم به هذه البلاد المباركة - بتوجيهات من ولاة أمرها وفقهم الله - من جهود حثيثة في بث فكر الوسطية ونبذ الغلو والجفاء مع الحرص على التمسك بثوابت الدين لهو امتداد للمنهج الذي قامت عليه منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أمور الحياة والسعي إلى إسعاد العالم بنور الوحيين بأبرع الأساليب وألطفها {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}. وأشار أمين عام مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية في مؤتمر صحفي حول الإرهاب عقده بمقر المؤسسة مؤخرا إلى أن من أبرز ما يذكر فيشكر لولاة الأمر في هذه البلاد رعايتهم ودعمهم وتشجيعهم للعمل الخيري والمؤسسات والجمعيات الخيرية التي لها أثرها الفاعل في الحد من ظاهرة الإرهاب عبر إيصال المعونات والمساعدات لأبناء الأسر الفقيرة وإلحاقهم بالدورات التأهيلية النافعة وحمايتهم من السقوط - تحت وطأة الحاجة أو الجهل - في براثن محترفي الإرهاب وعصابات المخدرات وشبكات التجارات المحرمة. كما أشار إلى أن المؤسسات الخيرية لها أثرها الفاعل في بث الوعي الديني والوطني تجاه مثل هذه القضايا عبر البرامج الإرشادية الموجهة إلى مختلف طبقات المجتمع مثل هذه الحملة التي نشهدها اليوم.. وذكر الشيخ احمد بن باز ان مؤسسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله هي إحدى المؤسسات الرائدة في العمل الخيري في هذه البلاد المباركة حيث تأسست بعد وفاة سماحة الشيخ عبدالعزيز رحمه الله عام 1420ه بناءً على رغبة ملحة من عدد كبير من محبي الشيخ من اصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء وجمع من محبي الشيخ لتكون استمراراً للعطاءات العلمية والاجتماعية والإنسانية التي كان يضطلع بها ذلك العلم الذي كان يمثل مرجعية دينية وفكرية وإنسانية تجسدت في رسالته ومنهجه الفكري الذي قام على ترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال وبنبذ التطرف بنوعيه الغلي والجافي. وانطلاقاً من الواجب الديني والوطني وتمشياً مع الأهداف الرئيسة التي تهدف إليها المؤسسة ندشن فعاليات مشاركة مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية في الحملة الوطنية للتضامن ضد الإرهاب، وتشمل الفعاليات إقامة عدد من المحاضرات والندوات والمسابقات الثقافية وبث بعض المواد السمعية والمقروءة التي تعالج هذه الظاهرة الخطيرة. كما يصاحب هذه الفعاليات معرض عن الإرهاب يقام في مقر المؤسسة يعرض فيه بعض نتاج المؤسسة الذي يصب في هذا الجانب، ومن ذلك الفيلم الوثائقي «الإسلام الحق» وموسوعة 11 سبتمبر وكذلك مجلة الخيرية وموقع الشيخ ابن باز الالكتروني. وفي نهاية المؤتمر أجاب الشيخ احمد بن باز على الاستفسارات التي طرحها الصحفيون مؤكداً أن الجانب الإنساني والاجتماعي كان بارزاً في شخصية سماحة الشيخ رحمه الله تعالى بدعم من ولاة الأمر والمحسنين، حيث كان سماحته - رحمه الله - يكفل قريباً من (2000) أسرة في الرياض وضعفها في مكة ومثلها في المدينة والطائف، وكان يكفل قريباً من ألفي داعية في الداخل والخارج ويدفع إيجارات بعض المطلقات والأرامل ويرعى الأيتام. وقد حرصت المؤسسة على استمرار هذه العطاءات - والحق يقال - بموظفيها وفروعها لم تصل إلى الآن إلى حجم عطاءات ذلك الرجل المبارك رحمه الله. وتكفل المؤسسة حالياً (750) مطلقة و(370) أرملة و(1360) يتيماً حيث تركز على أيتام ومطلقات وأرامل وفروع المؤسسة في شمال وشرق وجنوب وغرب المملكة (16 فرعاً) إذ أن لدينا قناعة بأن أيتام وأرامل ومطلقات مدينة الرياض سيجدون العديد من المؤسسات والجمعيات التي ترعاهم في حين تعاني الفروع أحياناً من شيء من الإهمال. كما ذكر الشيخ احمد بن باز ان سماحة الشيخ رحمه الله كان صمام الأمان الفكري الذي عصم الله به المسلمين من كثير من الفتن واللوثات الفكرية التي كادت أن تنطلي على الجهال بل ربما على بعض طلبة العلم غير الراسخين فكانت فتاوى الشيخ رحمه الله - في كل مرة - هي فصل الخطاب وكلما احتد النقاش في مسألة وتضاربت الأقوال فيها وعلى الصوت تجيء فتوى ابن باز فينقطع الجدل وتأتلف القلوب وتتوحد الصفوف. وحين عصفت بالمسلمين فتنة الحرم المكي الشريف قبل (25 سنة) كانت فتوى سماحة الشيخ قاطعة الشك أمام كل من تردد في تجريم تلك الفئة الغالية الضالة الجاهلة بدين الإسلام ومبادئه العظام. وحين عصفت الفتنة بإخواننا في الجزائر وانخدع لها بعض الصالحين فشاركوا فيها أرسل أحد علمائنا إحدى عشرة فتوى لسماحة الشيخ فأجاب عليها ونشرت عندهم وكانت بفضل الله وتوفيقه سبباً في كف أيدي أهل المعتقد السليم من المسلمين في الجزائر عن الفتنة والتوقف عن إراقة الدماء، ولم يبقَ مشارك في الفتنة إلا من هم على غير منهج السلف رحمهم الله. وهكذا حين وقعت أزمة الخليج وتفجيرات الرياض عام (1416ه) وكل الأحداث التي عاصرها سماحته كان بفضل الله هو صمام الأمان الذي بفتواه تقمع الفتنة وتتوحد صفوف الأمة حكاماً ومحكومين لوأدها وتجريم أصحابها. وما مشاركة مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية اليوم في هذه الحملة إلا استمرار لذلك النهج الواضح وتلك الرؤية النيّرة. وفي رد ابن باز على سؤال آخر قال: لا تعاني المؤسسة - بفضل الله - من أية ضغوط بل على العكس تحظى بالدعم والتشجيع من قبل كافة المسؤولين بدءاً من ولاة الأمر أيدهم الله ومروراً بأصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب السعادة كبار المسؤولين المعنيين بالعمل الخيري وعلى رأسهم وزارة الشؤون الاجتماعية ووكالاتها وننتهزها فرصة لتهنئة معالي وزير الشؤون الاجتماعية د. عبدالمحسن بن عبدالعزيز العكاس بالثقة الملكية وأسأل الله أن ينفع به البلاد والعباد ويرزقه التوفيق والسداد. ثم إن طبيعة عمل المؤسسة وأنشطتها بعيدة عن الضغوطات الخارجية المباشرة فهي مؤسسة تُعنى بعلم الشيخ والأسر التي كان يرعاها، وتتمتع بشفافية مطلقة في نظامها المالي والإداري ويشرف على ميزانيتها وحساباتها السنوية مكتب قانوني خارجي ومعتمد وترفع حساباتها السنوية لمجلس الأمناء برئاسة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز سدده الله. أما مؤسسة الحرمين الخيرية فقد قرأنا كما قرأتم تصريح معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ حين أكد انه لم يُعثر على أية مخالفات مالية أو إدارية على مؤسسة الحرمين وإنما أوقفت لمصلحة عليا رآها المسؤولون في الدولة، ولاشك أن المصالح العليا العامة للبلاد هي المقدمة دائماً كما ذكر أهل العلم.