«نتعهد أمام الله سبحانه وتعالى وأمام الحشود الغفيرة» من أبناء الوطن، بأننا نبقى على هذا الخط، ولا نحيد عنه قيد أنملة، سواء تجاه أهلنا ومواطنينا في بيروت وكل المناطق أو من حيث ثباتنا على خطنا الوطني». هذا ما قالته عائلة الشهيد الرئيس رفيق الحريري في بيان صادر عنها يوم أمس مشددة على بناء دور الحريري الوطني، والعروبي، ونهجه في دعم السلام والمحبة واستقرار لبنان. وقال البيان: «.. إن مقتضيات الوفاء والالتزام الأخلاقي، تفرض أن نوجه في يوم وداع كبيرنا ووالدنا كلمة عرفان للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز، المملكة التي احتضنت رفيق الحريري، وشكلت بالنسبة له المنطلق الرئيسي للمهمة الوطنية والقومية التي اسهمت في إنقاذ لبنان وإرساء دعائم اتفاق الطائف، وإعادة الإعمار. وهذا نص بيان عائلة الحريري - رحمه الله -: «وفاء لدماء الزوج والوالد والحبيب والقدوة الشهيد رفيق بهاء الدين الحريري، ووفاء لدماء الشهداء الأبرياء الذين سقطوا معه فداء للبنان وشعبه وعروبته وسيادته ووحدته الوطنية». ووفاءً للمواطنين الذين أولوه ثقتهم ومحبتهم وشيّعوه بحسرة المقهورين والمستهدفين والمعتدى على كرامتهم، وهو الذي كرّس عمره للدفاع عن هذه الكرامة وعن رؤيته للبنان ومستقبله ووفاقه الوطني، ودوره في محيطه العربي والعالم. ووفاءً لبيروت، المدينة العظيمة، التي بادلته حباً بحب وولاءً بولاء وقوة بقوة، وكذلك وفاء لصيدا وطرابلس وأهلنا في كل المناطق اللبنانية من الشمال الى الجنوب الى البقاع والجبل، التي لم يدخر رفيق الحريري وسعاً في اعطائها ليس من ماله فقط ولكنه أعطاها من جهده وامكاناته وترك في كل منها علامة بيضاء من علامات الخير والأمان. واقتناعاً منا بأن استشهاده مأساة للبنان وللأمة العربية ولنا، نتعهد في يوم وداعه التاريخي وأمام الله سبحانه وتعالى وأمام الحشود الغفيرة من أبناء وطننا الذين شاركوا في تشييعه وأحاطونا بطوق من المحبة لن ننساها، وأمام كل من سار على خطه من أبناء لبنان والأمة العربية، بأن نبقى على هذا الخط ولا نحيد عنه قيد أنملة؛ سواء من حيث التزامنا تجاه أهلنا ومواطنينا في بيروت وكل المناطق، أو من حيث تأكيد ثباتنا على نهجه الوطني بما في ذلك التزامنا بقضايا بيروت ودورها ومكانتها، وبكتلتها النيابية التي كانت ونريدها أن تبقى على الدوام صوته، كما هي صوتنا في المحافل السياسية. وهو انعكاس لما لمسناه من كل لبناني شريف. إن رفيق الحريري عالمٌ كبيرٌ للوفاء والبناء والعمل الوطني والخيري والإنساني. وقد أعطى الناس كثيراً، وبادلوه العطاء كما فعل وأكثر. ونحن بدورنا سنحافظ على هذا الإرث العظيم، وسنسير على الطريق التي رسمها في مجال الأعمال الخيرية والاجتماعية والتربوية والصحية والتنموية وفي سائر المؤسسات التي امتد إليها الأفق الواعد الذي فتحه. لقد تحمل رفيق الحريري، الكثير من الضغوط والتجنّيات، وصبر عليها متسلحاً بإيمانه الكبير بالله سبحانه وتعالى، وبلبنان وبقدرة شعبه على تجاوز المحن للنهوض بالوطن. نحن زوجة وأبناء وأسرة رفيق الحريري نعلن لأسرته اللبنانية الكبيرة أننا سنبقى في صميم العمل الوطني والقومي، كما نُعلن تمسكنا بخطه السياسي المتمثل بتيار المستقبل وبالثوابت الوطنية القائمة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته، التي جسدتها وثيقة الوفاق الوطني وبالمبادئ والقيم التي التزمها وناضل في سبيلها ودفع حياته ثمناً لها. وهي الثوابت التي لن ندّخر وسعاً في تقديم جهدنا دفاعاً عنها، بما في ذلك تأكيد وقوفنا إلى جانب حلفائنا في الساحة اللبنانية، لا سيما في البقاع والجنوب والشمال، وكذلك في الجبل ممثلاً بالصديق الوفي الأستاذ وليد بك جنبلاط. إن مقتضيات الوفاء والالتزام الأخلاقي، تفرض أن نوجه في يوم وداع كبيرنا ووالدنا كلمة عرفان للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، المملكة التي احتضنت رفيق الحريري، وشكّلت بالنسبة له المنطلق الرئيسي للمهمة الوطنية والقومية، التي أسهمت في إنقاذ لبنان وإرساء دعائم اتفاق الطائف وإعادة إعماره. إننا لن نتخلى عن بيروت وأهلها، لن نتخلى عن صيدا والجنوب، عن طرابلس والشمال، عن البقاع كل البقاع، عن الجبل كل الجبل، لن نتخلى عن دورنا ومسؤولياتنا تجاه لبنان وشعبه، إن بيوت الخير والوطنية والعمل الإنساني التي فتحها رفيق الحريري لن تغلقها جريمة ارتكبتها حفنة من المجرمين. إننا ونحن نتوجه بالشكر والتقدير إلى اللبنانيين بشتى انتماءاتهم وأطيافهم، وإلى رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية وسائر المرجعيات الدينية، في يوم الوداع الوطني الكبير لشهيدنا وشهيد لبنان والعرب رفيق الحريري وإلى جميع الأصدقاء والمسؤولين العرب والمسؤولين في الدول الصديقة، وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي الصديق الوفي جاك شيراك، الذين عبروا عن حبهم وتقديرهم لرفيق الحريري وشاركونا في المأتم والتعازي، نتعهد بأن دماء رفيق الحريري ورفاقه لن تذهب هدراً. وبأننا لن نألو جهداً في العمل بمختلف الوسائل لكشف مرتكبي هذه الجريمة، إلى أي موقع انتموا. وإننا لهذه الغاية نطالب المجتمع العربي والدولي، بتنفيذ مضمون إعلان رئيس مجلس الأمن الدولي الصادر في 15 شباط الجاري بحيث يتم كشف الجناة ومعاقبتهم في مهلة معقولة وقصيرة.