يقرأ خبراء الشأن السياسي في الجزائر، الإعلان المتتالي لأبرز الشخصيات الجزائرية عن مقاطعة انتخابات الرئاسة المزمعة في أبريل/نيسان المقبل، بكونه يشكل تهديدا صريحا لمصداقية الموعد، ويشكل متاعب إضافية بعدما بات من المرجح غياب منافسين أقوياء بإمكانهم إضفاء شيء من الإثارة على السباق المؤدي إلى القصر الرئاسي، حتى وإن كانت نتائج الاستحقاق محسومة سلفا بمنظار أكثرية متابعي المشهد السياسي المحلي. ويرى مراقبون أنّ إعلان الرئيس الجزائري السابق "اليامين زروال" عن عدم ترشحه، شأنه في ذلك الزعيم الأمازيغي المعارض "سعيد سعدي" وقبلهما كل من "أحمد بن بيتور" و"سيد أحمد غزالي"، وبنسبة كبيرة الوجه الإسلامي "عبد الله جاب الله"، سيجرّد رابع انتخابات رئاسية تعددية في البلاد من طعمها، ويجعلها مختلفة رأسا عن مواعيد سابقة شهدت احتداما في التنافس وتشويقا حبس الأنفاس إلى آخر لحظة، مثلما كان عليه الحال في انتخابات 2004والثنائية التي جمعت الرئيس الحالي "عبد العزيز بوتفليقة" بخصمه "علي بن فليس". وبعدما صار واضحا أنّ اقتراع أبريل/نيسان سيقوم على مترشح عملاق ومجموعة من الأرانب عددهم بلغ إلى حد الآن الرقم تسعة، يخشى محللون أن يؤدي هذا السيناريو إلى تسجيل نسبة امتناع قياسية عن التصويت، حيث يتوقع أن لا يبالي الشارع المحلي باقتراع خال من الفرسان الذين من شأنهم إغراؤه بغزو مكاتب الانتخاب، بشكل قد يبرهن حرص السلطات على ضمان نزاهة وشفافية الاقتراع المقبل.