تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة المؤتمر العالمي " للفتوى وضوابطها " بمكةالمكرمة في الفترة مابين 1/23حتى 1/28من هذا الشهر في مقر رابطة العالم الإسلامي بمكةالمكرمة وحول أهمية هذا المؤتمر تحدث فضيلة الدكتور صالح بن زابن المرزوقي البقمي أمين عام المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي مبيناً أهداف المؤتمر واهم الموضوعات والبحوث التي سيناقشها أكثر من 160مفتياً وعالماً وباحثاً في شئون الفتوى. وذلك في حوار خاص مع "الرياض" وفيما يلي نص الحوار: "الرياض": نود من فضيلتكم التحدث بإيجاز عن هذا المؤتمر الذي يقيمه المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي؟ - بعد حمد الله تعالى والصلاة والسلام على سيد المرسلين فإنني أرحب "بصحيفة الرياض" وأشكرها على الحضور والسؤال عن أهمية هذا المؤتمر الذي ينظمه المجمع الفقهي برابطة العالم الأسلامي وعندما نريد الحديث عن اهداف المؤتمر العالمي للفتوى فكما يعلم الجميع فإن الفتوى امرها كبير وأجرها عظيم للمفتى ولها اثر بالغ للامة وللمستفتي والفتوى خطرها عظيم لمن تصدى لها وهو ليس من أهلها ثم إن هذه الفتوى لها أهمية في حياة المجتمعات الإسلامية سلبا او ايجاباً وكما يعلم الجميع ان وسائل الاعلام المختلفة وتطور وسائل الاتصال والفضائيات سمح للبعض بالظهور وتصدرهم للافتاء بدون علم وهم ليسوا من اهل الفتوى كما ان هذه الفتاوى التي انتشرت بين الناس لها آثارحميدة واخرى سلبية كما قلت قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه مما جد في المجتمعات مثل التكفير اوالتهاون في سفك الدماء إضافة إلى نشر الشرور والفتن والاختلاف بين المسلمين من أجل ذلك رأت أمانة المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي اهمية الحاجة إلى طرح وتناول مثل هذا الموضوع الهام في مؤتمر عالمي يعقد في ام القرى ويحضره كبار العلماء والمفتين والمهتمين بمواضيع الفتوى في العالم الإسلامي للمناقشة وطرح الرؤى وتقديم البحوث في هذا الباب الهام مما سيخرج به المؤتمر من آراء موفقة وسديدة من اجل ترشيد الفتوى وإيضاح أخطار ومساوئ الفتاوى الشاذة ومن اللذين يتصدون للفتوى بدون علم وقد قامت امانة المجمع الفقهي بالإعداد لهذا المؤتمر وتحديد اهم الموضوعات التي سيناقشها المؤتمر وتم تقسيمها إلى ثمانية مواضيع ومحاور رئيسية منها - أهمية الفتوى وتأكيد الثوابت الشرعية لها و مناقشة خطر الفتاوى الشاذة ومنها أيضا فتاوى الفضائيات وآثارها وكذلك مسألة الاجتهاد الجماعي ومنها التلفيق في الفتوى وغير ذلك من الموضوعات التي رأتها امانة المجمع وانبثقت عن اللجنة العلمية بالمجمع التي يوجد بها عدد من العلماء وقد وصل للمجمع اكثر من 40بحثاً علمياً في هذا الشأن. "الرياض": فضيلة الدكتور.. ماهي أهم المذاهب والمدارس الفقهية التي يرجع إليها مجمع الفقه الإسلامي؟ - من توفيق الله تعالى أن السادة أعضاء المجمع يمثلون المذاهب الفقهية المعروفة وجميع الآراء التي تطرح والقضايا التي تناقش تدور في هذا الخصوص، ثم ان القرارات التي يتخذها المجمع ليس فيها تعصب لمذهب دون آخر ولا يوجد إلزام لمذهب معين انما يتم الاعتماد على الدليل الفقهي من مصادر التشريع الإسلامي. "الرياض": هل الفتوى في العالم الإسلامي تمر بأزمة؟ - لا يجوز أن نقول أن الفتوى في عالمنا الإسلامي تمر بأزمة، لكن هناك كثير من الإشكاليات التي تحيط بها وهذه لاتعتبر أزمة وانما يحتاج الموضوع لمزيد من البحث مثلاً هناك حاجة ماسة لزيادة عدد من يقوم بالإفتاء من الملتزمين بضوابط الأفتاء لأن رقعة العالم الإسلامي كبيرة كما أن أعداد السكان تزداد زيادة ملحوظة إضافة لوجود نسبة كبيرة من أبناء المسلمين يعيشون في الدول التي لاتدين بالدين الإسلامي وهذا يجعل الحاجة مآسة لمن يقوم بإفتائهم والإجابة على استفساراتهم في شئون دينهم ودنياهم سواء. كما ان هناك أمر في غاية الأهمية يتمثل في ابتعاد من ليسوا مؤهلين في الفتوى في إفتاء الناس إضافة إلى أن موضوع الإفتاء عبر وسائل الإعلام يحتاج إلى ضبط أكثر فينبغي أن يكون للفتوى ضوابط معينة في هذه الحالة تبعاً لظروف اسئلة المستفتي. كل هذه الامور التي سبق ذكرها تحتاج إلى دراسة ومناقشة حتى يضع المؤتمر السياسة المناسبة لمثل هذه الظروف. "الرياض": ماذا تقصدون بضوابط الفتوى؟ - المقصود بالضوابط ماذكرته في الإجابة سابقاً ونقصد بذلك أن المؤتمر سوف يتحدث عن الصفات التي يجب توفرها في المفتي وطريقة الافتاء ويتعرض المؤتمر لإثار الفتاوى الشاذة وتعريفها وتبيين خطورتها ويضع الضوابط لمنع مثل هذه الفتوى كما يتعرض لما يسمى بالاجتهاد الجماعي وأن لايتم الإفتاء في المسائل بانفراد كما يناقش مايعرض على المجمع الفقهي او مؤسسات الفتوى من قضايا عامة تهتم بشئون الأمة او قضايا الاقليات الإسلامية إضافة إلى أن المؤتمر يبين معرفة مقاصد ومآلات الفتوى ويناقش القضايا الفقهية التي تكون عن طريق أسئلة فيها غموض يمكن أن يؤدي إلى فتوى شاذة يترتب عليها آثار ضارة للأمة. "الرياض": هل يمكن لفضيلتكم الحديث عن مايلقاه مجمع الفقه الإسلامي من دعم شخصي من مقام خادم الحرمين الشريفين وهذا المؤتمر على وجه الخصوص؟ - خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله شخصية إسلامية لها ريادتها في العالم الإسلامي ويولي قضايا الأمة الإسلامية اهتاماً كبيراً ومن ذلك دعوته للحوار بين أتباع الديانات المختلفة كما ان المجمع الفقهي ينال اهتاماً كبيراً من دعمه المادي والشخصي ومن ذلك هذا المؤتمر الذي حظي بعناية خادم الحرمين الشريفين وفقه الله وهو الامتداد للدعم الدائم من هذه الدولة المباركة لكل مافيه صلاح للإسلام والمسلمين. "الرياض": هل هناك ندوات أو مؤتمرات أخرى ينظمها المجمع الفقهي؟ - يقوم المجمع الفقهي من خلال الأمانة العامة على الإعداد للعديد من الندوات والمؤتمرات الهامة ويجري الآن الإعداد لندوة إثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي وسيتم عقد هذه الندوة في المملكة كما ان المجمع يعد لندوة عن ( التقويم السنوي لدول أورباء الواقعة بين خطي عرض 48- 66شمالاً وجنوباً ) وستعقد هذه الندوة في بروكسل في بلجيكا كما سيتم عقد ندوات متعددة عن الفتوى وضوابطها في عدد من بلدان العالم كما أن المجمع سيعقد دورته العشرين في هذه السنة بإذن الله. "الرياض": كلمة أخيرة من فضيلتكم عن أبرز المشاركين في المؤتمر وكيف تتوقعون أن تكون هذه المشاركة. - نتوقع بإذن الله ان يحقق هذا المؤتمر العالمي للفتوى كل نجاح بإذن الله خاصة وأن المشاركين به يعدون من أبرز المفتين والعلماء يتقدمهم مفتي عام المملكة وفضيلة مفتي جمهورية مصر وفضيلة شيخ الأزهر وعدد من وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية في تركيا والأردن وقطر وفلسطين ورؤساء الإفتاء في عمان وبنجلاديش والهند وغيرهم من متصدرين للافتاء في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وقد تم توجيه الدعوات لأكثر من 160عالماً ومشتغلاً بالفتوى ونسأل الله ان يوفق الجميع لما فيه صلاح وخير الأمة.