سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هيئة السياحة تعنى بالتراث المادي وغيره وننسق مع الجهات الأخرى لحفظ الهوية الثقافية للمملكة الأمير سلطان بن سلمان يعقب على كلمة "الرياض" بعنوان (هل نصبح وطناً بلا تراث):
تلقت "الرياض" تعقيباً من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على كلمة "الرياض" وعنوانها (هل نصبح وطناً بلا تراث) للزميل الأستاذ يوسف الكويليت، أوضح فيها سموه جهود الهيئة في العناية بالتراث وعدداً من الجوانب الأخرى.. وفيما يلي نص التعقيب: سعادة رئيس تحرير صحيفة "الرياض" - المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: اطلعنا على كلمة "الرياض" للكاتب القدير الأستاذ يوسف الكويليت، العدد 14802بتاريخ 1430/1/5ه تحت عنوان "هل نصبح وطناً بلا تراث" التي تناول فيها أهمية الحفاظ على التراث الوطني في المملكة بشقيه: المادي وهو جميع أشكال التراث الذي يمكن رؤيته وملامسته من مبان تراثية، أو أدوات وقطع، والشق الآخر غير المادي والمتعلق بالتراث المرتبط بالممارسات الاجتماعية مثل المهارات والحرف اليدوية، أو الفنون الشعبية والأدبية من شعر وقصة ورواية وأهازيج. ونود في البداية أن نشكر صحيفة "الرياض" والكاتب الكريم لحرصهما على طرح هذا الموضوع الذي يكتسب أهمية كبيرة نظير ارتباطه المباشر بهوية الشعوب وعراقتها وتاريخها، ويطيب لنا ايضاح ما تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار من جهود في هذا الشأن، في حدود ما أوكل لها النظام من العناية بالتراث المادي وبعض جوانب التراث غير المادي، وما تقوم به من تنسيق مع الجهات الأخرى للتكامل في حفظ الهوية الثقافية للمملكة، مع الاشادة بالجهود المتقدمة لعدة جهات حكومية وجامعات سعودية وجمعيات وأفراد عملوا كثيراً لحفظ هذا التراث وحمايته من الاندثار، ولعل في مقدمتها المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية الذي عمل ولا يزال، بمتابعة من قيادة المملكة وعناية من الحرس الوطني، لترسيخ التراث الوطني وسعى إلى نشرها والتعريف بها على عدة أصعدة، وكذلك جهود دارة الملك عبدالعزيز، في توثيق التاريخ الوطني والتراث الشفوي المرتبط بتاريخ المملكة. واستكمالاً لهذه الجهود، وبالتعاون مع عدة جهات قامت الهيئة بتبني برنامج للمحافظة على التراث العمراني (الذي يعد أبرز أشكال التراث المادي) يستهدف تنمية مراكز المدن التاريخية والقرى والمباني التراثية والأسواق الشعبية، وكان من أهم إنجازاته: @ إيقاف إزالة المباني التراثية إلا بعد الرجوع للهيئة العامة للسياحة والآثار للتأكد من أهميتها من الناحية السياحية والتراثية، والأوامر الكريمة التي صدرت بهذا الخصوص من مقام خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء، ومن مقام صاحب السمو الملكي ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - يحفظهما الله - وما لحق ذلك من تعميم صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية لجميع الأمانات والبلديات في المملكة بالتقيد بذلك، وتعميم صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الموجه لأمراء المناطق لمتابعة تنفيذ الأوامر الكريمة بايقاف الازالة والتعدي على المباني التراثية، وهو ما أعاد الاهتمام بمكانة التراث العمراني ويسهم في حمايته. @ اطلاق برنامج تنمية القرى التراثية الذي يستهدف تطوير مجموعة من القرى التراثية التي تتسم بتكامل عناصرها، وقيمتها التاريخية والمعمارية وتحويلها إلى مواقع تنمية اقتصادية وحضارية لأهالي تلك المناطق الذي بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه العام الماضي بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وإمارات المناطق والجهات ذات العلاقة مستهدفة في هذه المرحلة خمس قرى هي: (البلدة القديمة في الغاط بمنطقة الرياض، وقرية العلا في منطقة المدينةالمنورة، وقرية جبة في منطقة حائل، وقرية رجال ألمع بمنطقة عسير، وقرية ذي عين بمنطقة الباحة)، وأضيف لها مؤخراً تطوير القرى القديمة في كل من: (الخبراء والمذنب بمنطقة القصيم، وأشيقر بمنطقة الرياض)، وتشتمل عمليات التطوير تجهيز برامج تشغيلية لتلك القرى تتضمن إقامة العديد من الفعاليات التراثية غير المادية كالأسواق الشعبية والحرف والصناعات التقليدية، كما يستهدف البرنامج تطوير 64قرية تراثية على مدى السنوات العشر المقبلة بإذن الله. @ العمل مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والجهات ذات العلاقة على تطوير عدد من مراكز المدن التاريخية ومنها: مشروع تطوير وتأهيل الدرعية التاريخية الذي بدأ تنفيذه بالتعاون مع هيئة تطوير مدينة الرياض، ومشروع الملك عبدالعزيز للمحافظة على وسط جدة التاريخي وتنميته والذي يجري تنفيذه بالتعاون مع أمانة محافظة جدة، ومشروع تطوير عدد من مراكز مدن ساحل البحر الأحمر والموانئ التاريخية في كل من (ينبع، ضباء، أملج، الوجه) بالتعاون مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ومشروع تطوير وسط محافظة تيماء، ومشروع تطوير وسط محافظة الهفوف، ومشروع تطوير وسط محافظة المجمعة. @ العمل على تسجيل عدد من المواقع التراثية في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، حيث أتمت الهيئة العام الماضي تسجيل مدائن صالح كأول موقع سعودي في القائمة، كما يجري الآن استكمال ترشيح موقع الدرعية التاريخي، وكذلك استكمال ملف ترشيح المنطقة التاريخية بوسط جدة لتقديمه للتسجيل العام القادم ان شاء الله. @ تطوير عدد من الأسواق الشعبية القائمة (سوق القطيف، سوق المخواة، سوق الخوبة بجازان، سوق محايل عسير الشعبي، السوق الشعبي بمدينة حائل، سوق ظهران الجنوب الشعبي، سوق القوز الشعبي، سوق النعيرية الشعبي) بمشاركة وزارة الشؤون البلدية والقروية. @ إعداد مواصفات دقيقة - تم نشرها على موقع الهيئة على الإنترنت - لترميم المباني التراثية الطينية والحجرية وأساليب بنائها وتعميمها على البلديات والمكاتب الهندسية لمراعاتها في جميع المشاريع بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية. @ إعداد برامج تعريفية وتوعوية بجدوى المحافظة على التراث العمراني وتنميته، وما ينتج عن التعامل مع التراث بكافة أشكاله من اعمار للمدن والبلدات، ومن ذلك تنظيم اربع زيارات استطلاعية لعدد كبير من أمناء المناطق ورؤساء البلديات وعدد من محافظي المحافظات في المملكة لمواقع عالمية مختارة تميزت في المحافظة على تراثها العمراني وتنميته وتحويله إلى موارد اقتصادية منتجة. كما عملت الهيئة على تنفيذ العديد من الأعمال في مجالات التراث غير المادي المرتبط بذاكرة المواطنين والممارسات الاجتماعية والفنون الإنسانية القديمة ومنها: 1- أعدت الهيئة مشروعاً وطنياً متكاملاً لتطوير الحرف والصناعات التقليدية يستهدف المحافظة عليها ونشر مهارات إعدادها لدى أبناء مناطق المملكة والمساندة في تطوير مستويات الجودة في تصنيعها ودعم تسويقها، ضمن استراتيجية وطنية لتنمية الحرف والصناعات التقليدية تم اعدادها بالتعاون مع وزارات المالية، والتجارة والصناعة، والعمل والاقتصاد والتخطيط، والشؤون الاجتماعية، والمؤسسة العامة للتدريب التقني المهني، الهيئة العامة للاستثمار، ومجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، تم خلال مراحل إعداد هذه الاستراتيجية، التي رفعت للدولة، عمل دراسات ميدانية ومسوحات لمواقع الحرفيين الذين يقدر عددهم في المملكة بأكثر من 20ألف حرفي وحرفية يعملون في حوالي 45مجموعة من الصناعات الحرفية، ويقدر إنتاجهم بحوالي 20% من واردات المملكة من الحرف اليدوية، في سوق حجمها 1500مليون ريال. 2- تعمل الهيئة حاليا على تطوير عدد من المشاريع الكبرى التي تستلهم الغنى الثقافي والمخزون التراثي في عدة مناطق، حيث اعلنت عن باكورة هذه المشاريع الصيف الماضي وهو مشروع تطوير سوق عكاظ بمحافظة الطائف بالتعاون مع امارة منطقة مكةالمكرمة، والذي حظي بمباركة خادم الحرمين الشريفين خلال اطلاعه حفظه الله على المشروع أثناء تدشينه معرض المشاريع التنموية الكبرى في منطقة مكةالمكرمة، ويجري الآن تأهيل المطورين. 3- أوجدت الهيئة برنامجاً لتنمية الفعاليات السياحية ودعمت من خلاله ما يقارب الثلاثمائة فعالية خلال الأعوام الأربعة الماضية، كانت غالبيتها مجالاً لاحتضان العديد من الحرف والأنشطة التراثية بما أسهم في احتضانها والتعريف بها وتطويرها. 4- تم التنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية لتهيئة وتجهيز مراكز الأسر المنتجة للحرف والصناعات اليدوية في عدد من المناطق والمحافظات، كما تولت الهيئة اقامة عدة دورات تدريبية لتطوير منتجات الحرف والصناعات اليدوية في مناطق المملكة، وتهيئة مقرات دائمة لمزاولة الحرف والصناعات اليدوية في عدد من المناطق. 4- تساند الهيئة جهود وزارة الثقافة والإعلام في التوثيق العلمي لعدد من أشكال التراث غير المادي مثل القصص والروايات والشعر العامي والفصيح والفنون الشعبية، والتي تقوم بها الوزارة وفقاً لاختصاصها إلى جانب جهودها الكبيرة حيال المحافظة على الفنون الشعبية، والتي تستطيع الوزارة ايضاحها بشكل أشمل. وتقبلوا تحياتنا أخوكم رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز