استمر أمس القصف الإسرائيلي الاجرامي على قطاع غزة جواً وبراً وبحراً في اليوم السادس عشر للعدوان فيما واصلت المقاومة الرد على العدوان بإطلاق صواريخها باتجاه المستعمرات اليهودية في النقب. وذكر شهود عيان فلسطينيون ان وحدات اسرائيلية من المشاة والمدرعات تتقدم ببطء باتجاه مدينة غزة من محيطها بينما يواصل الطيران الحربي والمدفعية عمليات القصف في اطار العدوان الذي اسفر عن استشهاد 880فلسطينيا نصفهم تقريباً من النساء والأطفال. ومع تزايد عدد الشهداء والدمار، رفض رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل اجراء اي مفاوضات حول تهدئة قبل وقف العدوان. من جهته، واصل الجيش الاسرائيلي الذي هدد أول من امس بتكثيف العدوان، تجاهله لقرار مجلس الامن الدولي الذي دعا الخميس إلى وقف فوري لاطلاق النار، وتابع غاراته الجوية وقصفه المدفعي والبحري لعدة مناطق في مدينة غزة فجر أمس. واستشهد يوم أمس 18فلسطينياً بينهم اطفال ونساء.وكان سكان تحدثوا عن دخول دبابات فجر أمس حي الشيخ عجلين جنوب غرب المدينة واطلاق قذائف دبابات على حي تل الهوى في وسط المدينة وكذلك على حي الزيتون.وتابعت المصادر نفسها ان عشرات العائلات التي تضم اطفالا صغارا تفر من حي تل الهوى. حيث انتشل رجال الانقاذ مزيداً من الجثث. واكدت حركتا (حماس )و(الجهاد الاسلامي) ان عدة اشخاص جرحوا في معارك بين مقاتلين وجنود العدو في الشيخ عجلين، واوضحتا ان المقاتلين يزرعون قنابل على حافة الطريق لمنع تقدم الدبابات. وكان الطيران الاسرائيلي القى آلاف المنشورات امس تنذر السكان "بتكثيف العمليات ضد الانفاق ومستودعات الاسلحة والمقاتلين في جميع انحاء قطاع غزة". واوضح هذا المصدر ان 55جريحا اصيبوا بشظايا قذائف محشوة بالفوسفور الابيض المحظور. والفوسفور الابيض مادة سامة والاصابة بها يمكن ان تكون قاضية اذ انها تسبب حروقا في الجسم وتؤذي القلب والكلى والكبد.ولا تحظر اي معاهدة دولية استخدام هذا النوع من الذخائر. لكن البروتوكول الثالث لاتفاقية 1980حول الاسلحة التقليدية يحظر استخدامها ضد المدنيين والقوات العسكرية المتمركزة بين المدنيين. وذكر شهود عيان ان اضرارا جسيمة لحقت بثلاثين منزلا لفلسطينيين في خزاعة وخان يونس نتيجة قصف الدبابات. وفي غزة، اعلن مصدر طبي ان "مواطنين استشهدا في غارة جوية استهدفتهما لدى وجودهما في سيارة جيب في منطقة غرب مدينة غزة".من جهة ثانية، شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين جويتين على منزلين في مخيمي النصيرات والمغازي في وسط قطاع غزة.وفي مخيم النصيرات، اصيب ثلاثة اطفال بجروح عندما قصفت طائرة اسرائيلية مبنى لمؤسسة الجريح في المخيم.وانذر الجيش الاسرائيلي صباح أمس عبر منشورات القيت من الطائرات، سكان منطقة رفح الحدودية في جنوب قطاع غزة بضرورة "ان يخلوا بيوتهم فورا".وقال المنشور الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه "إلى سكان رفح ! بسبب استخدام بيوتكم من قبل حماس لتهريب وتخزين العتاد العسكري، سيهاجم الجيش الاسرائيلي عناصر ارهابية وانفاقا ومباني تمر من تحتها انفاق التهريب في المنطقة ما بين شارع البحر حتى الحدود المصرية". - على حد تعبير المنشور- وطالب المنشور "جميع سكان الاحياء التالية : مخيم الشعوت ومخيم يبنا وبلوك () ومخيم البرازيل وحي الشعراء وقشطة وحي السلام، (جميع هذه الاحياء تقع على الشريط الحدودي من الغرب إلى الشرق) الذين لم يخلوا بيوتهم بعد، ان يخلوها فورا إلى ما بعد شارع البحر، وذلك منذ لحظة استلام هذا البيان وحتى اشعار اخر، من اجل سلامتكم نفذوا هذا البلاغ". ويشار هنا إلى ان هذه المنطقة تقع ضمن مخيمات للاجئين ومكتظة بالسكان، والمطلوب منهم الابتعاد مسافة تتراوح بين نصف كيلومتر وكيلومتر عن الشريط الحدودي. وذكر شهود عيان ان مئات العائلات اضطرت إلى اخلاء منازلها قبل ايام "خوفا من القصف" الاسرائيلي إلى اماكن اكثر امنا وابعد من المنطقة الحدودية المهددة. ويقول عاملون في مؤسسات تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين انه بحسب الانذار الاسرائيلي "يصبح حوالى 50الف شخص" في رفح "مهددين بترك منازلهم" والمبيت في العراء. وأعلنت "كتائب القسام"، الذراع المسلح لحركة حماس، إنها قصفت حتى ظهر أمس أربع مستعمرات يهودية وقاعدة عسكرية بأربعة صواريخ من نوع "قسّام" محلية الصنع وأربعة صواريخ "غراد" الروسي الصنع. واعلن الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية أمس ان عددا من سيارات الاسعاف توقف عن العمل في قطاع غزة بسبب نقص حاد في الوقود.وقال حسنين لوكالة (فرانس برس) "نواجه مشكلة نقص في البنزين لتشغيل سيارات الاسعاف في محافظة غزة وشمال غزة، وهناك على الاقل ثلاث سيارات توقفت عن العمل ويمكن ان تتوقف اخرى بسبب نقص حاد في البنزين".