مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كتب جاكسون ديل مقالاً نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "دروس صعبة لإسرائيل"، عرض فيه رأياً مختلفاً بقوله ان الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة في سبيلها إلى الفشل وأنها أثبتت استحالة التخلص من الجماعات المسلحة بالشرق الأوسط عبر الوسائل العسكرية. وهو الدرس الذي ان استوعبته إدارة الرئيس أوباما فسيكون لديها فرصة أفضل في تحييد الجماعات التي تدعمها إيران مثل حماس وحزب الله، وبالتالي تسهيل التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويوضح الكاتب أن رهان إسرائيل كان على تحجيم قدرات حماس العسكرية ومن ثم اجبارها على قبول وقف إطلاق النار بالشروط التي ترضي إسرائيل.. ولكن حماس رفضت اللعب وفق الشروط الإسرائيلية وأعادت تعريف النصر بصمودها، وهو ما يعني أنها لن تقبل هدنة جديدة ما لم تحصل على فوائد في المقابل مثل رفع الحصار الاقتصادي الإسرائيلي عن قطاع غزة. ومن ثم يرى الكاتب انه سينبغي على إسرائيل الاختيار ما بين ازاحة حماس عن السلطة (وهو ما سيكلفها الكثير ويهدد بترك الجنود في غزة إلى أجل غير مسمى) وبين التنازل لحماس أو الانسحاب دون التأكد من توقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على مدنها. ويتوقع دييل ان يتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مع القوات الدولية لمساعدته في وقف تهريب الأسلحة عبر الأنفاق من سيناء، وهو ما لا يتطلب موافقة حماس. ولكن هذا لن يوقف حماس من الاستمرار في صنع صواريخها أو من الادعاء بأنها نجحت في مقاومة الغزو الإسرائيلي مثل حزب الله من قبل. ويرى الكاتب أن الفخ الذي نصبه أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني ووقعا فيه ليس في امكانية تراجع مقاتلي حماس وإطلاق صواريخهم من المساجد والمدارس، وإنما في نشر الاعتقاد بين قادة إسرائيل بأنه يمكن القضاء على حماس بتضييق الخناق الاقتصادي أو بقوة السلاح.