أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبدالرحمن الفيصل المدير العام لمؤسسة الملك خالد الخيرية أهمية دور المؤسسات الخيرية في تبني واستحداث مبادرات رائدة هدفها خدمة المجتمع وتوعيته مع تطوير برامج تنمية اجتماعية تخدم المجتمع بجميع شرائحه. جاء ذلك عقب توقيع مؤسسة الملك خالد الخيرية، ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ومؤسسة الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الخيرية أمس "الأحد" اتفاقية تنسيق العمل الخيري في المملكة، وذلك بمقر مؤسسة الملك خالد الخيرية بالرياض. وأشارت سموها الى أن الاتفاقية تسعى إلى نقل العمل الخيري من النمطية التقليدية إلى العمل التنموي الفاعل. وأضافت: سنعمل من خلال هذه الاتفاقية على تنسيق الجهود وتوحيدها حتى لا يصير هناك تضارب أو عدم توافق بين المؤسسات والجهات العاملة في القطاع الخيري في المملكة، مؤكدة أن هذه الاتفاقية تعكس الرغبة في خدمة المجتمع السعودي والمواطن السعودي وهو الأمر الذي كان الملك خالد رحمه الله يسعى إلى تحقيقه. وتابعت: إن من أهداف الاتفاقية تطوير وتنسيق أعمال المؤسسات والجمعيات الخيرية في المملكة، إلى جانب تطوير التدريب والتأهيل في مجالات العمل الخيري، مع إنشاء بوابة إلكترونية تكون بمثابة وسيلة وتواصل مستمرة بين الجمعيات الخيرية الأخرى في المملكة، وتتضمن معلومات للمهتمين بالعمل الخيري في المملكة. وتطرقت إلى جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة قائلة إنه سيتم الإعلان عن الفائزين بها وعددهم ثلاث شركات، خلال انعقاد منتدى التنافسية الدولي الثالث "التنافسية المسؤولة في عالم متسارع الأحداث"، الذي تستضيفه الرياض في الفترة من 25إلى 27من يناير الجاري، كاشفة أن هدف الجائزة هو مواصلة نهج الملك خالد -يرحمه الله- في خدمة المجتمع السعودي وتشجيع العمل الخيري. من ناحيته، أكد د. ماجد القصبي المدير العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية أن الهدف من الاتفاقية هو انتقال العمل الخيري من العمل الانفرادي إلى العمل المؤسسي المنهجي المتكامل، من حيث وضع الأولويات للتواصل مع المجتمع اجتماعيا وإنسانيا وخيريا. وبيّن ان الاتفاقية من شأنها وضع برنامج محدد له أهدافه وغاياته المرسومة بعناية شديدة، مؤكدا ان تضافر الجهود في هذا الشأن يعد بداية طيبة لإشراك الآخرين. وأضاف د. القصبي أن القائمين على الاتفاقية سيبذلون قصارى الجهد من أجل رفع كفاءة العديد من المؤسسات وتحسين قدراتها مع دعم البرامج الرائدة، وأداء الخدمة الخيرية بمصداقية واحترافية والعمل كفريق واحد. من جانبه، بيّن الدكتور يوسف الحزيم الأمين العام لمؤسسة الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الخيرية، أن هذا الاجتماع الذي أسفر عن توقيع تلك الاتفاقية يعد شيئا بارزا في تاريخ العمل الخيري، مؤكداً على ان العمل المؤسسي هو استئناف لعملهم الاستراتيجي، معتبراً هذه الاتفاقية تأطيراً لعمل المؤسسة ويتماشى مع الفكرة الأساسية التي قامت عليها المؤسسة. وكشف الدكتور الحزيم عن تركيز المؤسسة على المناطق النائية وقال: نحن نتعاطى مع اكثر من ثلاثمائة مؤسسة في المملكة ومع ذلك تركيزنا على المناطق النائية لأن اهل هذه الأماكن هم ادرى باحتياجاتهم، وبالتالي نحن بحاجة لهذا العمل المؤسسي والتنسيقي الذي أثمر عن خفض لتكاليف الصرف لدينا وتفعيل أذرعة المؤسسات الخيرية التي تعاني اصلاً من شح في مواردها وبالتالي فإن المجلس سيدعم رسالتنا في مؤسسة الأميرة العنود. وحول ادوار المؤسسة وإنفاقاتها التي قد لا تظهر للمتابع العادي الذي يرى اقتصارها على المجال الدعوي، قال الدكتور الحزيم:لا بد ألا نحيد عن ان هذه الدولة قامت على محورية الدعوة من خلال اللقاء المبارك بين الإمام محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود فالدعوة جزء من تاريخنا وضميرنا أما عن العمل الخيري في الفترة الماضية فالمؤسسة كانت مشغولة في تأسيس المحفظة الاستثمارية والإيرادات تذهب لصالح العمل الخيري وعندنا أنشطة واسعة جداً من خلال الوحدات السكنية التي نحن شركاء رئيسيون في أغلبها موضحاً ان الإشكالية التي تكتنف العمل الخيري ان اسمك كمتبرع ومنفق يذوب ويغفل لأننا لا نحرص ولا نشترط الظهور والبروز ونراه حقاً لغيرنا بل ومحفزاً لهم لكننا مصدر مهم للعمل الخيري وختم الدكتور الحزيم قائلاً: الاتفاقية تنسجم مع فلسفة مؤسسة العنود الخيرية التي تأخذ على عاتقها دفع العمل الخيري التنموي في المملكة قدما إلى الأمام، بحيث تتكامل الجهود وتتضافر من أجل مستقبل مشرق لهذا العمل. ولا شك أن العمل الخيري في المملكة بات عملاً موثوقاً به بدرجة كبيرة، كاشفاً أن المملكة تقدم نحو 2% من الناتج الوطني نحو الأعمال الخيرية باعتبارها أمة ذات رسالة في هذا النوع من الأعمال الإنسانية.