أكد عدد من مسئولي وكالات السفر والسياحة بالرياضوجدة انخفاض تكلفة الرحلات السياحية للعديد من المنتجعات السياحية في الدول العربية منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي ، وكذلك للحجوزات السياحية في شهر يناير الحالي . وارجع البعض منهم هذا التراجع لانخفاض الطلب على السياحة من دول أوربا التي تعتبر مصدراً للسياحية الشتوية في العديد من المدن الساحلية السياحية مثل مدينتي شرم الشيخ والغردقة في مصر وبعض المدن التونسية وفي دبي ولبنان بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وحالة البطالة التي يعيشها مواطنو معظم الدول الأوربية وأكد عدد من مسئولي المنتجعات السياحية في شرم الشيخ للرياض أن هذه الفترة من أصعب الفترات على القطاع السياحي في مصر حيث كان معدل الإشغال مابين 40% إلى 50% خلال الشهر الماضي مقارنة بنسبة تزيد على 80% لنفس الفترة من العام الماضي ، حيث يرتفع معدل الإشغال في هذه الفترة بسبب الأعياد في أوربا وخاصة ان شرم الشيخ تستفيد من تصدير السياحة الأوربية بنسبة تصل إلى 90% من باقي سواح العالم ، وهي في الوقت نفسه تقدم للاقتصاد المصري أكثر من 35% من إيراد السياحة في كل عام في السنوات الأخيرة . سعر لأوربا .. وسعر للخليج وبالرغم من انخفاض الأسعار من دول أوربا عند رغبتهم في التوجه إلى اغلب مدن السياحة في الشرق الأوسط بسبب قلة الطلب حيث لا تزيد تكلفة الرحلة لمدينة شرم الشيخ من ألمانيا على سبيل المثال للسائح الأوربي ضمن المجوعات السياحية وبالطيران العارض " شارتر " سوى 1200 ريال مع إقامة في منتج سياحي 3 نجوم و1700 ريال لمنتجع 4 نجوم وجميعها لمدة 7 ليال ، ومن مدينة الرياض يصل السعر الى 2200 ريال للشخص الواحد ولكن لمدة ليلتين فقط . وارجع حمزة بابكر مسئول بقسم السياحة بوكالة فرسان للسفر والسياحة زيادة الأسعار للسعوديين أنها بسبب ان اهل الخليج بشكل عام يسافرون بشكل فردي ، وهذه الأسعار التي يحصل عليها الأوربيون تكون للمجموعات السياحية الكبيرة والتي كانت في السنوات القريبة الماضية مكسباً لعدد من المدن السياحية العربية حيث توفر لهم نسبة أشغال للفنادق والمنتجعات تغطي تكلفة التشغيل وتوفر هامشاً ربحياً جيداً لهذه الفنادق . وحول الحركة السياحية الخارجية من المملكة للمدن العربية قال بابكر تعتبر هذه الفترة فترة ركود شتوي متوقعة وتوجد حجوزات للفنادق بنهاية الأسبوع لدبي والقاهرة أو لحضور مناسبات ومؤتمرات عمل ، وعموماً إذا ما قارنا ذلك بنفس الفترة للعام المنصرم فهذا العام أكثر هدوءاً بالرغم من انخفاض أسعار الفنادق في اغلب العواصم والمدن السياحية العربية بشكل غير م سبوق وغير متوقع من المدن السياحية مثل دبي تحديداً التي كانت ترفع أسعارها في هذه الفترة بسبب إقامة معارض معينة وأن كانت نسبة هذا الانخفاض تترواح حالياً مابين 10 الى 20 % بالنسبة لدبي . من جانبه قال المهندس هاني العطار مدير المبيعات في سفريات كانو " أن وضع بعض المنتجعات السياحية في المدن العربية مثل شرم الشيخ وغيرها من المواقع في الظروف الراهنة طبيعي بسبب الأزمة العالمية التي أثرت على السوق السياحي في مختلف دول العالم ، وهذا شيء طبيعي بسبب ارتباط الشئون الاقتصادية بعضها ببعض ، والمدن الساحلية السياحية في منطقتنا العربية تعتمد على تصدير سوق السياحية الأوربية وبداية أزمة العالم الاقتصادي من أمريكا وأوربا فلذلك لا يزال التأثير هناك قوياً وواضحاً ، وهذا سبب قلة إشغال كبيرة في هذه الفترة الشتوية التي تعد فترة ذروة موسم للسواح من أوربا خاصة وان نسبة كبيرة من هؤلاء السواح هم من فئة متوسطة ودون المتوسطة لا تسافر إلا مع مجموعات كبيرة وتحصل على تخفيض كبير للسكن ويكون في مستوى 4 و3 نجوم ونادراً يكون في مستوى 5 نجوم ، وهذه النوعية من السواح مقتصدة جداً ولاتقارن بتاتاً بالعرب . وحول عدم استفادة أهل الخليج والسعوديين خاصة من هذه الفترة حيث تنخفض أسعار السكن قال العطار " من الصعب تغيير ثقافة الشعب الخليجي فهم لا يحرصون على السفر في مجموعات مثل الأوربيين " وكذلك يحرص الكثير من السعوديين على فنادق بمستوى خمس نجوم ، وكذلك نحن كعرب لانهتم بالحجز المبكر وهذه الأسعار المنخفضة والعروض تتاح بشكل كبير للحجوزات المبكرة نسبياً . وعن قدرة وكالات سفر سعودية على شراء غرف في منتجعات سياحية في مثل هذه الفترة لتسويقها بأسعار تنافسية قال " إن هذا الشأن يحتاج لنوع من الجرأة ، وفيها نوع من المخاطرة في ظل فترة تقلبات اقتصادية تمر على مختلف دول العالم ، كما أن فترة الشتاء ليست موسماً للسياحة السعودية سواء للتوجه للدول العربية أو غيرها من دول العالم مقارنة بفترة الصيف التي تعتبر ذروة موسمية .