مراسل وكالة الانباء الفرنسية انشغل في المقارنة ما بين قناتي العربية والجزيرة فقط من منظور تسمية القتلى الابرياء في غزة، هل هم شهداء كما تطلق عليهم قناة الجزيرة أو قتلى كما تتناولهم في تغطياتهم قناة العربية، الاختلاف في المسميات جعل الكثيرين يطلقون العنان لخيالهم لاتهام قناة العربية بالكثير من التهم بسبب هذا المسمى، حتى البعض عندما يناقشك حتى ولو لم يشاهد العربية، تجده يستشهد بهذا الامر وبصورة سريعة، رغم اننا نتابع تغطيات القناتين بصورة احترافية، فالحديث عن المسمى لهؤلاء الضحايا الابرياء لن يغير من درجة تعاطفنا كمشاهدين وتأثرنا الشديد لما يحدث لاهالينا في غزة، فهم باذن الله شهداء عند ربهم ولن تغني المسميات والشعارات الاعلامية عن ارادة الخالق عز وجل، فلا يجب ان نميل لقناة ونتهم الاخرى لمجرد اصطلاحات وسياسات اعلامية عادية، وان كان هذا الامر يحتاج لفتوى شرعية بخصوص اطلاق مسمى شهداء أو قتلى على ضحايا غزة، لسبب واحد على الاقل ان تتوحد لغتنا الاعلامية، بعد ان اصبح توحدنا من الاحلام!! ولكن وبعيدا عن هذا الاختلاف ورغم نجاح العربية والجزيرة، الا ان هذا النجاح لم يكن من وجهة نظري بمستوى التفوق المهني الكبير للوكالة الفلسطينية ذات الامكانات المادية البسيطة واقصد وكالة رامتان للانباء.. !! فالكل تساءل ماهذا الاسم الذي اصبح مصدرا اعلاميا قويا لكافة وكالات الانباء العالمية ونلاحظه بخطه العربي المميز على يسار الشاشة، ببساطة نجاح وكالة رامتان للانباء سره الحقيقي الاستراتيجية الاعلامية التي انتهجتها وجعلتها تقريبا الاميز في التغطيات لاحداث غزة، فحسب تصريح رئيس مجلس الوكالة لشبكة شعاع انهم كانوا يتوقعون العدوان الاسرائيلي منذ اشهر ونجحوا في تغطياتهم لهذا العدوان رغم انهم لم يتمكنوا منذ ثلاثة اشهر من ادخال الاشرطة التلفزيونية اللازمة لعملهم. ولنا ان نتخيل لو توفرت الامكانات الكبيرة وخصوصا المادية لهذه الوكالة، كيف سيكون حالها، وانا هنا ونحن نحارب العدو الاسرائيلي بالدعاء اولا وبالاعلام ثانيا ان يذهب ولو جزء بسيط من التبرعات لاهالي غزة لدعم وسائل الاعلام الفلسطينية المحترفة ومنها هذه الوكالة المحترفة، فالسلاح الاعلامي لهذه الوكالة الذي واجه القصف العشوائي والهمجي لطائرات العدو الاسرائيلي (F 16)، جعل من غزة المثخنة بالدماء امام انظار العالم كاكبر قضية انسانية نستقبل بها العالم الجديد، رغم انه وللاسف ان الاحوال تبدلت ما بين صورة لطفلة عارية تهرب من القصف تتمكن هذه الصورة من ايقاف العدوان الامريكي على فيتنام وما بين اكثر من 800شهيد وخصوصا من الاطفال والنساء لم يستطع هذا الحجم من القتلى ان يحرك العالم المتحضر والانساني والذي تجده يثور ويثور عبر منظماته الانسانية المختلفة عندما يكون الامر ذا شأن داخلي لبعض الدول العربية، والامثلة متعددة في هذا الشأن، حتى مجرد النطق بالادانه والشجب من الجانب الآخر لم نسمعه الا نادرا، الا وقت اطلاق بعض الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل، فكانت الادانه الدولية ذات صوت عال وبصورة غريبة..!! ******* أخيراً ومع متابعتنا لظروف ايقاف المذيعة السعودية رنا القاسم وانهاء عملها مع اذاعة ام بي سي اف ام، نجد ان المذيعة وبكل شجاعة اعترفت انها اخطأت بسبب المعد الذي جعلها تفقد مصدر رزقها، وهذا الاعتراف يجعلنا وبتعاطف ننقله للشيخ الوليد البراهيم الذي عودنا على وقفاته الانسانية خصوصا ان رنا كمذيعة سعودية لها بصماتها على الاذاعة حتى ولو اختلف الكثيرين معها، فوقفات الوليد نعرفها كاعلاميين ومع اسماء معروفة ايضا داخل الامبراطورية الاعلاميةMBC، فهل يشمل هذا الامر رنا، كلنا أمل.