أسلمت روحك وانطلقت إلى بارئها.. لتهنأ بمغفرة ربك ورضوانه.. فقد كنت صاحب قلب نقي.. كانت ابتسامتك كأضواء القناديل.. كنت طلق المحيا مشرق الابتسامة.. لا يعرف قلبك الحقد، ولا يعرف الكراهية.. كنت صحفياً محترفاً وماهراً وعاشقاً لمهنتك.. كنت تغتبط بعملك حتى في أصعب الظروف وأحلكها.. وهكذا مضيت.. مضيت مجابهاً مصاعب المهنة ثم مضيت في رحلة المرض المضنية، وكنت صابراً محتسباً . راضياً بقضاء الله وقدره.. مؤمناً أن الموت هو نهاية كل حي.. وأن الخطوات التي نسيرها إنما نسيرها في رحلة الموت والفناء ولا يبقى إلا وجه ربك ذي الجلال والإكرام.. ولا يبقى في هذه الدنيا إلا الخير وفعل الخير.. وكنت رجلاً تفيض بالخير والمحبة . لذا أحبك الناس، وفجعوا بيوم غيابك وانطفائك.. لقد سقطت من سماء صحافتنا كما يسقط الكوكب الدريّ ويذهب في مجاهل الغياب.. ولكنك ستظل براقاً مضيئاً في قلوب محبيك وقارئيك، والذين رافقوا دربك.. وهذه الحياة يا طلعت.. "فما نيل الخلود بمستطاع".. لكنك ستظل خالداً في تاريخ صحافتنا وإبداعنا.. كنت نبتة فاحت عطرا زكيا نشرت ضواعها ثم أدركها الجفاف وبقي شيء من نفح طيبها.. عزائي لأهلك ولذويك ولكل محبيك، وكل المفجوعين بفقدك.. عزائي لحملة القلم الشفيف، النظيف، الشريف.. وإلى رحمة الله، ومغفرته، ورضوانه..