سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دراسة علمية ميدانية تؤكد وجود هدر مائي هائل في المستشفيات الحكومية والخاصة دعت الطواقم الجراحية إلى تطبيق مبادئ الطب المبني على البراهين في عمليات التعقيم
حققت دراسة ميدانية شملت 18مستشفى بمختلف المناطق قام بها كل من الدكتور علي سعيد القحطاني، أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة المساعد بكلية الطب جامعة الملك خالد، والدكتور فاروق محمود مساهل استشاري أول التخدير والعناية المركزة بمستشفيات القوات المسلحة بالجنوب، حول أساليب وطرق تعقيم اليدين والذراعين للفريق الجراحي عند اجراء العمليات واستخدام الماء في أحواض التعقيم، حققت نتائج مذهلة أوضحت الكمية الكبيرة لهدر الماء في هذه الأحواض، في وقت يعتبر فيه الماء سلعة باهظة، جعلت المسؤولين يوجهون نداءات متكررة حول ترشيد وتوفير الماء. وأكد الباحثان أن هذه دراسة علمية بحتة، ليس لها علاقة لا بالأفراد ولا بالمستشفيات، والغرض منها لفت الأنظار إلى مشكلة هدر الماء وعمل توصيات لحلها. فقد أثبتت الدراسة انه في احد المستشفيات المتوسطة الحجم بلغ عدد مرات التعقيم التي قام بها الطاقم الجراحي خلال عام كامل 9384مرة وبلغ حجم الماء المتدفق من الصنابير 371641لتراً، بينما بلغت كمية الماء الذي استخدم في شطف اليدين والذراعين 60506لترات أي بنسبة 16% فقط!! كما أثبتت الدراسة أن 17مستشفى من تلك التي جرى ملاحظة طريقة التعقيم فيها تستخدم صنابير يتم التحكم فيها بواسطة اليد أو المرفق أو الركبة أو القدم، فمتى تم فتحها يبل الفرد يديه وذراعيه بالماء، ثم ينهمك في تعقيم اليدين والذراعين بالفرشاة المشبعة بالمطهر، بينما يظل الماء أثناء ذلك ينهمر من الصنبور ولا يلمس اليدين إلا وقت شطف المطهر منهما، ولاحظت الدراسة ايضاً انه في كثير من الصنابير التي تعمل بالقدم فإن الفرد لا يرفع قدمه ويستمر الماء في التدفق تماماً مثل الصنابير التي تعمل باليد. وذكرت الدراسة بأن الوسائل المتبعة حالياً في معظم المستشفيات قديمة ولا تصلح لوقتنا الحالي، وأوصت باتباع ما توصل إليه التقدم التقني، وما أثبته الطب المبني على البراهين في تعقيم اليدين والذراعين استعداداً للجراحة، حيث يجب تدليك اليدين والذراعين بمطهر خاص لا يحتاج إطلاقاً للماء، خاصة إذا علمنا أن استعمال الفرشاة لتعقيم جلد اليدين والذراعين يحدث خدوشاً دقيقة بالجلد، يساعد على نمو الميكروبات إضافة إلى استبدال وسائل التعقيم الحالية بصنابير تعمل بانقطاع الشعاع الضوئي، وهذه تستخدم الماء فقط وقت شطف اليدين والذراعين. ويقول الدكتور علي القحطاني ان المهنة الطبية لا تمارس دورها بمعزل عن اهتمامات وهموم المجتمع، بل هي جزء منه، يهمها ما يهم المجتمع ويشغله، وحينما تأخذ بالأسباب الحديثة في ترشيد الماء والحد من الإنفاق في كافة نواحي خدماتها دون المساس بسلامة المرضى، فإنها تقدم مشاركة متواضعة منها نحو هذا المجتمع الذي أولاها ثقته، ووفر لها مصادر التمويل والإمداد، بل فضلها على كثير من القطاعات الأخرى بسبب ارتباطها بصحة وحياة المواطنين. ودعا المسؤولين في قطاع الصحة سرعة البت وحل هذه المشكلة بالمستشفيات، مع توعية العاملين بترشيد استهلاك الماء والاقتصاد في استخدامه. وناشد وزير الصحة بتعميم هذه التوصيات وما توصل إليه الطب المبني على البراهين في تعقيم اليدين والذراعين قبل الجراحة على جميع مستشفيات المملكة - الحكومية والأهلية - لترشيد الاستهلاك والحد من الإنفاق دون المساس بسلامة المرضى وذلك اسهاماً من المهنة الطبية لخدمة هذا الوطن الغالي.