استكملت صباح أمس في قاعة الملك فيصل في فندق الانتركونتيننتال جلسات منتدى العلاقات الخليجية الأمريكية وجاءت الجلسة الرابعة تحت عنوان (العلاقات الأمريكية الخليجية في مجالات الاقتصاد والطاقة). ورأسها الدكتور عدنان شهاب الدين مدير دائرة الأبحاث في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وتحدث فيها الدكتور ماجد المنيف مستشار وزير البترول والثروة المعدنية محافظ المملكة العربية السعودية في أوبك والدكتور رجاء البقمي المشرف على مركز الدراسات الآسيوية بمعهد الدراسات الدبلوماسية، والدكتور جايكومو لوسياني مدير مركز الخليج للأبحاث في جنيف. واستعرض الدكتور عدنان شهاب الدين مصادر الطاقة البترولية والبديلة وعدد الدول التي تحاول البحث عنها والاعتماد عليها. وتحدث في معرض تقديمه للجلسة عن العلاقات الخليجية الأمريكية في مجال الطاقة وخاصة البترولية بعد ذلك تحدث الدكتور ماجد المنيف في ورقته خلال الجلسة إمدادات النفط من دول الخليج إلى الدول المستهلكة حيث قال ان دول الخليج تتجه فيما يتعلق بالطاقة البترولية إلى السوق الآسيوية إلا انه وبالرغم من ذلك فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تتأثر إمداداتها لأن لديها سوقاً أخرى يمكن ان تستمد منها الطاقة وتتمثل في المكسيك وكندا. إلا أن الدكتور المنيف لم يخف أن السوق البترولية في دول الخليج ربما تأثر إذا ما عرفنا أن الإدارة الأمريكيةالجديدة تتحدث عن الطاقة البديلة والوقود الحيوي. وفي مداخلة للدكتور رجاء البقمي أكد فيها ان الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الشريك الأول لدول المنطقة مستعرضاً ما تملكه من ثروة في الطاقة، بعد ذلك تحدث الدكتور رجاء البقمي عن الأزمة المالية العالمية والأسباب التي قادت إلى هذه المشكلة وتأثير ذلك على دول العالم، مشيراً إلى أن الحلول التي تبنتها الإدارة الأمريكية لهذه الأزمة هي حلول قصيرة الأجل تعالج ظاهر الأزمة ولكنها لا تعالج الأسباب. وأشار الدكتور البقمي إلى أن اقتصاديات دول الخليج لها ارتباط وثيق بالاقتصاد العالمي ويأتي هذا الارتباط من البترول والبتر وكيماويات والصناديق الاستثمارية والواردات والصادرات والتدفقات النقدية للاستثمارات الخارجية. وتطرق البقمي إلى العلاقات الاقتصادية بين دول الخليج والولاياتالمتحدةالأمريكية مؤكدا أن دول الخليج العربي هي الشريك الأول للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. كما تحدث أيضا الدكتور جايكومو لوسياني عن سياسة الولاياتالمتحدة في ظل الإدارة الجديدة التي ستركز على الطاقة البديلة واللجوء إليها مؤكدا أن هناك دلائل على نجاح ذلك. وأضاف إن إدارة الرئيس أوباما ستركز كذلك على إنعاش الاقتصاد الأمريكي ومنها تطوير وتحسين الادخار في مجال الطاقة. ودعا الدكتور لوسياني دول الخليج إلى الاهتمام بسوق البترول وأن تتخذ خطوات لتصحيح وضع السوق ولا تنتظر ما يحدث في المستقبل وأن لا تعتمد على السياسات العقيمة في مجال تحديد الأسعار. اما الجلسة الخامسة فكانت تحت عنوان (العلاقات الامريكية الخليجية في مجالات التعليم والبيئة). ورأس الجلسة أمين عام جامعة الامارات الدكتورة فاطمة سعيد الشامسي وشارك فيها الدكتور ماجد بن عبدالله المنيف والدكتور عبدالرحمن بن محمد أبو عمة من جامعة الملك سعود. وأكدت الدكتور فاطمة الشامسي في بداية الجلسة أهمية التعليم وتطويره لتعزيز دور الانسان في نمو ورقي المجتمع. وأشارت إلى العلاقة المتميزة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والولاياتالمتحدةالامريكية في مجال التعليم النابع من تميز أمريكا علميا حيث تستقطب 23في المائة من الدارسين والمبتعثين في العالم. بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالرحمن أبو عمة عن أهمية التعليم واهتمام دول مجلس التعاون به وخاصة التعليم العالي الذي يؤدي دورا مهما في تنمية المجتمع حيث قامت باستقطاب العديد من الجامعات الامريكية وقامت أيضا بابتعاث العديد من طلابها الدارسين لمواصلة الدراسات العليا في الخارج وبخاصة إلى الولاياتالمتحدةالامريكية. كما أشار الدكتور أبو عمة إلى اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتعليم في المملكة وتخصيصه نحو 5ر 2مليار دولار لتطوير البحث العلمي والمدارس من خلال أدخال التقنية فيها وتحديث البيئة التعليمية واتخذت الاجراءات العملية في هذا المجال. ثم استعرضت المسؤولة عن التعليم في سفارة الولاياتالمتحدةالامريكية لدى المملكة ربيكا ونشستر في ورقتها خلال الجلسة الاحصاءات التي تشير إلى أن أكثر من (18) الف طالب وطالبة من دول مجلس التعاون يدرسون حاليا في عدد من الجامعات في الولاياتالمتحدةالامريكية وخاصة الماجستير والدكتوراه. بعد ذلك تحدث الدكتور ماجد المنيف عن التعاون القائم بين دول الخليج والولاياتالمتحدة في العديد من المجالات ومنها التقنية والبيئة مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون أنفقت 750مليون دولار لتمويل الابحاث الخاصة بالطاقة والبيئة. وقال (يجب تركيز الجهود والتعاون بين الجانبين لجعل الوقود الحفري (البترول) أكثر ملاءمة للبيئة).