تمسك البيت الأبيض الثلاثاء بدعوته الى وقف "دائم" لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس، متحفظاً عن فكرة اعلان تهدئة إنسانية لمصلحة فلسطينيي قطاع غزة. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس عما اذا كان الرئيس الاميركي جورج بوش يؤيد تهدئة إنسانية، قالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو "نعمل على وقف دائم لإطلاق النار". واعتبرت ان المساعدات الإنسانية التي تؤمنها اسرائيل والأمم المتحدة تصل الى المناطق التي تشهد اعمالا حربية. وأبدت بيرينو تحفظاً عن الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع سوريا لتستخدم الأخيرة نفوذها لدى حماس. واضافت "لا نرى ان المشاورات مع السوريين بناءة او مفيدة. اذا نجح الرئيس ساركوزي في وقف دعم سوريا لحماس او حزب الله، فسيكون ذلك امرا جيدا". من جانبه، أعلن ساركوزي خلال لقائه أفراد القوة الفرنسية المشاركة في قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل) أمس الثلاثاء، ان هناك "أملاً صغيراً" يدفعه الى العودة الى مصر هذا المساء سعياً لإيجاد حل لأحداث غزة. وقال ساركوزي "الوقت يعمل ضدنا. لا بد من إيجاد حل، لذلك أعود الى شرم الشيخ" حيث سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك للمرة الثانية خلال 48ساعة. واضاف "لا أعلم ان كان ذلك سينجح، انما اذا كنت عائدا الى مصر، فلان هناك أملاً صغيراً". وقال ساركوزي "لمصر دور كبير تقوم به، لسوريا دور مهم جدا تلعبه. في اسرائيل، هناك وعي بأن الأمور لا يمكن ان تستمر هكذا. لا بد من حصول مصالحة فلسطينية، لا بد من بذل اقصى الجهد ليتوقف كل هذا". وعلق الرئيس الفرنسي على مقتل حوالى اربعين شخصاً الثلاثاء في قصف اسرائيلي قرب مدرسة في غزة، وقال "ان ذلك يزيد من تصميمي على ان يتوقف كل شيء في اسرع وقت ممكن". وأضاف "إزاء كل أعمال العنف هذه، ازاء كل هذا الألم، وهذه التضحيات، اقل ما يمكن القيام به هو مضاعفة المبادرات من أجل إيجاد حل". وتابع "أنا واثق بأن هناك حلولاً، ولسنا بعيدين عنها". إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أمس الثلاثاء ان عودة الرئيس نيكولا ساركوزي الى مصر للقاء نظيره حسني مبارك مجدداً، تعني ان هناك "كوة ضيقة نحو وقف لاطلاق النار" في غزة. وقال فيون أمام الجمعية الوطنية ان ساركوزي "اجرى اليوم محادثات في دمشق مع الرئيس (بشار) الأسد، ثم قرر اثر هذا اللقاء ان يعود مساء (الثلاثاء) للاجتماع بالرئيس المصري في شرم الشيخ، لأن هناك كوة، حتى لو كانت كوة ضيقة جداً، للحصول على وقف ميداني لاطلاق النار بفضل ضغوط مجمل الافرقاء". ورداً على سؤال حول نتائج جولة ساركوزي في الشرق الاوسط، شدد فيون على "الأهمية الكبرى في هذا النقاش للتحدث مع مجمل الافرقاء". من ناحية أخرى، استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي وبحث معه الجهود المبذولة عربياً ودولياً لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف الكارثة الإنسانية التي يتعرض إليها الشعب الفلسطيني هناك. وشدد الملك عبدالله على ان الأردن هو الأقرب للشعب الفلسطيني وسيستمر في بذل كل جهد ممكن لوقف العدوان عليه وتقديم المساعدات الطبية والإنسانية وافشال أي مؤامرة تستهدف تهديد حقه في إقامة الدولة المستقلة. وأكد ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وتحقيق المصالحة لمواجهة تداعيات العدوان وخدمة المصالح الفلسطينية. كما قال العاهل الأردني ان: "تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وصلت" إلي مرحلة خطيرة جداً، لا يمكن السكوت عليها". وأكد عبدالله الثاني خلال لقائه أمس رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر مواصلة بلاده جهودها المكثفة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانهاء الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في القطاع. وقال بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي، حصلت "الرياض" على نسخة منه، ان "الأردن يسخر كافة إمكانياته لنجدة الأشقاء الفلسطينيين وتوفير كل أشكال الدعم والمساندة لهم".