هل شاهدتم الفتاة الفلسطينية المصابة من القصف الاسرائيلي الغاشم على غزة وهي تتحدث من الرياض وعبر الجوال مع اهلها في غزة، هل تأثرتم بمنظر المصابين والرياض تستقبلهم، هل تابعتم الانسانية الحانية من خادم الحرمين الشريفين وهو يزور المصابين ويواسيهم، هل شاركتم المصلين في مساجد المملكة وهم يدعون الخالق عز وجل لنصرة اخواننا في فلسطين، هل شاركتم بالتبرع بالدم والمال والاحاسيس لاخواننا في غزة؟! استفهامات متعددة تطول وتطول ونحن نعيش حالة من الحزن الذي لا نملك سواه ونحن نتابع القصف الاسرائيلي المتكرر على اخواننا في غزة. رغم ذلك نجد من يستغل الفضائيات ضدنا، باستغلال هذا العدوان للظهور الفضائي العنتري، من يجعل من أحداث غزة فرصة له للاعلان عن حرب فضائية كلامية، كعادة العرب بالتفوق بالكلام والكلام فقط!! أي غرور وأي ضحك على الذات والقناة التابعة لحركة حماس تضلل المشاهدين بان صواريخ القسام زلزلت اسرائيل وبثت الرعب فيها، بينما القنوات جميعها ما عدا قناة المنار تنقل المآسي وعلى الهواء مباشرة وكأنك وبكل حزن وهم تشاهد لعبة (بلايستيشن)، من الصعوبة ان تعيش لحظات الموت وانتظاره في كل لحظة وهو حال أهالينا في غزة، بينما سياسي حماس وبنجومية فضائية يعلنون البطولات والنصر والتهديد والوعيد!! الفضائيات ادمت جراحنا، زادتنا انهزامية، زادتنا ألما، بثت في قلوبنا اليأس، كيف لا وأنت تتابع (فن) قصف الطيارين الاسرائيليين للمواقع التي يريدونها، فالامر لا يقتصر على جرحنا ونحن نشاهد القتلى والمصابين على الارض، وإنما مرارة الالم تشاهدها عبر أنامل الطيار الوحشية والكاميرا تصور لنا بشاعة الجريمة من الجو وبأحدث الكاميرات التلفزيونية . حتى في لحظات انهزاميتنا نحن كعرب مختلفين، القتلى يرتفع عددهم الى أكثر من 500شهيد وقناة المنار تواصل بث خطابات نصرالله لتحريض المصريين، ليس لنصرة اخوانهم وانما لتأليبهم على حكومتهم، أي فكر سياسي هذا الذي يجري حولنا وعبر الفضائيات، وكأن الامر تصفية حسابات تصبح دماء اهالينا في غزة ضحيتها. اللغة الاعلامية السعودية مع أحداث غزة كانت اكثر مصداقية، لم تكن هناك مزايدات، رغم ان المساحة في الفضاء وعلى الورق تتيح الفرصة للمسئولين السعوديين للحديث والحديث، ولكن العمل ابلغ من الاقوال، فيكفي تعابير خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وهو يزور المصابين الفلسطينيين في الرياض، لتلاحظ وبصورة جلية عن شعب تجري النخوة والعروبة بدمه ويبذل ما بوسعة، لن يستطيع اصحاب الدكاكين الفضائية والابواق الفارغة ان تمس ثقة شعب بقيادته، لان الوعي ومعرفة حجم امكانياتنا امام ما يحدث تتحكم بها لغة العقل وليس لغة الضحك على الشعوب، فرحل صدام حسين بعد ان اغتال الكويت ولم يستطع ان يحرق اسرائيل الا اعلاميا، وها هو حسن نصرالله يبشر بنصر لاهل غزة والقتلى يزداد عددهم لحظة بلحظة والعقلاء فقط يحاولون بشتى الطرق لإيقاف مسلسل القتل كاأضعف الايمان!! الفضائيات أصبحت في أحيان كثيرة للأسف نقمة علينا، لان سحر الكاميرا تجعل من بعض قادة حماس ونصرالله ومجموعته جبارين في لحظات بث كلماتهم ومعلقاتهم، وهذا الجبروت الخطابي يعزف وبمرارة على جثث أهالينا في غزة!!