ربما لم يشاهد الكثير منا فيلم مناحي لكنه سمع به، والفيلم (القضية) حرّك ماكان ساكناً من التساؤلات والنقاشات في المجتمع السعودي؛ (هل نحن مع السينما.. أم ضدها؟). الساحة اليوم مليئة بالعديد من الآراء التي تنادي بما تراه صحيحاً، لاسيما بعد إطلاق أول عرض سينمائي في البلاد فكلّ يحشد لقوله من الأدلة ما يؤمن به ويعتقد صحته. دعونا نتأمل المشهد بصورة واسعة.. وسائل الإعلام المحلية والأجنبية تتباشر بافتتاح السعودية لأول عروض السينما بعد سنوات من الحظر. نحن كمجتمع ننقسم إلى فريقين ما بين مؤيد ومعارض، حتى قراء "الرياض" انقسموا ذات الانقسام في نقاشات صحية شهدها الموقع الإلكتروني؛ حراك تفاعلي اجتماعي قوي في ردود الأفعال. لذلك حق لمن يراقب المشهد أن يتساءل هل "مناحي" أنموذج الفن الذي نقدمه للعالم أو لشبابنا السعودي بعد غياب طويل للسينما"؟. لدينا مشكلة فعلية قلّ من التفت لها هي أننا لا نجد من يطالب بتأصيل الفنون ودراستها وتقديمها في قوالب تتسق مع الرؤية الثقافية والفنية الخاصة، وغياب هذا الصوت (الواعي) مزعج جداً باعتبار الناتج الذي تقدمه لنا مؤسسات الإنتاج اليوم، خصوصاً في هذا الزمان الحرج المستهدف لثقافتنا وقيمنا. ثم هل لدينا تجربة فنية ناضجة تستحق هذه المطالبات بالسينما، أم هي سينما المستورد لثقافته وفنه ومتعته؟. مؤسف حقاً أن نخسر مرحلة مهمة في تاريخ نهضة البلاد في مثل هذا الجدل، وكأن غايتنا أن نوجد السينما بغض النظر عن قيمة وجمال المعروض.