أغلق سوق الأسهم السعودي هذا الأسبوع مرتفعا بما نسبته 2.87% عن إغلاقه الأسبوع السابق، بما يعادل 133.94 نقطة، لتبلغ قيمة المؤشر 4,803 نقطة فيما كان إغلاق السوق للأسبوع الماضي قد بلغ 4,669 نقطة، ويعد هذا إغلاق هذا الأسبوع الإغلاق السنوي للمؤشر العام، ويكون بإغلاقه لهذا الأسبوع على انخفاض مقداره -56.49% عن قيمته في بداية السنة 2008م. وجاء أداء السوق ايجابيا طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم السبت في مطلع افتتاحية السوق الأسبوعية عندما هبط السوق بقوة متأثرا بانخفاض أسعار النفط وهبوطها بقوة تحت حاجز ال 40 دولارا ، فيما عوض جميع خسائره في اليوم التالي ، وواصل ارتفاعه الى نهاية الأسبوع وسط تذبذب متوسط ، محققا مكاسبا أسبوعية كانت كافية لتغطية خسارة المؤشر في الأسبوع الماض`ي باستثناء 50 نقطة . وسجلت أعلى نقطة تداول هذا الأسبوع عند 4,858 فيما بلغت أدنى نقطة عند 4,532 وسط تذبذب قارب ال 326نقطة وجاء ارتفاع المؤشر العام محصلة لحركة مؤشرات القطاعات المؤثرة في السوق ، حيث ارتفع مؤشر قطاع الصناعات البتروكيماوية 28.72 نقطة بنسبة تغير بلغت 0.91% مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي ليكون بذلك قد أنهى الأسبوع الحالي بانخفاض قدره -66.52% عن بداية العام بدعم من شركة سابك التي أغلقت عند السعر 51.5 بتغير مقداره 0.96- % خلال أسبوع واحد، كما ارتفع مؤشر القطاع البنكي بنسبة 2.78% عن قيمته بنهاية الأسبوع السابق، وبانخفاض بنسبة -55.49% عن بداية العام، ويلاحظ ارتفاع قطاع الاتصالات بمقدار 7.50% وبلغت إجمالي كمية الأسهم المتداولة هذا الأسبوع 1,213,330,727 سهماً مقارنة ب 1,042,462,641 سهماً تم تداولها خلال الأسبوع الماضي بنسبة ارتفاع بلغت 16.39% بمقدار تغير بلغ 170,868,086 سهماً ، وبمتوسط يومي بلغ 242,666,145 سهماً وبزيادة مقدارها 16.4% عن المتوسط اليومي للتداول خلال الأسبوع الماضي والبالغ 208492528.2 سهماً ، مع العلم بأن متوسط تداولات السوق الأسبوعية خلال 4 أسابيع سابقة قد بلغ 1301962627 سهماً وهو ما يزيد عن مجموع كميات الأسهم المتداولة بالسوق لهذا الأسبوع بما نسبته 7.3% ، وبالنظر الى تركز الأسهم المتداولة في شركات السوق، نجد أن أكثر الشركات نشاطا من حيث كمية التداول هي شركة الإنماء حيث تم التداول عليها ب 182,549,385 سهماً وهو ما يمثل 15.0% من إجمالي الكمية المتداولة في السوق تليها شركة إعمار بكمية بلغت 121,807,742 سهماً بنسبة 10.0% من أسهم السوق المتداولة ، في حين نجد أن أكثر خمس شركات من حيث كمية الأسهم وهي، الإنماء، إعمار، زين السعودية، معادن و نماء للكيماويات قد استحوذت على 476,524,199 سهماً وبنسبة 39.3% من الأسهم المتداولة في السوق. وبلغت إجمالي قيمة تداولات هذا الأسبوع 19,830,210,730 ريالاً ، مقارنة ب 18,026,818,213 ريالاً بنهاية الأسبوع السابق بنسبة ارتفاع بلغت 10.00% وبمقدار تغير بلغ 1,803,392,517 ريالاً ، وبمتوسط يومي بلغ 3,966,042,146 ريالاً مقابل متوسط تداول يومي للأسبوع السابق عند 3605363643 ريالاً ، مع العلم بأن متوسط تداولات السوق الأسبوعية خلال 4 أسابيع سابقة قد بلغ 22630481945 ريالاً وهو ما يزيد عن مجموع سيولة السوق لهذا الأسبوع بما نسبته 14.1% ، وبالنظر الى تركز السيولة المتداولة في شركات السوق ، نجد أن أكثر خمس شركات من حيث قيمة الأسهم المتداولة وهي ، الإنماء ، سابك ، إعمار ، زين السعودية و ملاذ للتأمين قد استحوذت على 6283706487 ريالاً من سيولة السوق بما يشكل 31.7% منها. وارتفعت الصفقات المنفذة هذا الأسبوع بما نسبته 8.26% مقارنة بالصفقات المنفذة خلال الأسبوع السابق بواقع 52,214 صفقة لتبلغ 684,312 صفقة وبالنظر الى التحليل التفصيلي لصفقات هذا الأسبوع نجد أن متوسط عدد الأسهم المنفذة في الصفقة الواحدة خلال الأسبوع الحالي قد بلغ 1773.1 سهماً ب ارتفاع مقداره 7.5% بمقدار تغير بلغ 123.9 سهماً عن المتوسط في الأسبوع السابق . كما بلغ إجمالي القيمة السوقية لشركات السوق السعودي 934688 مليون ريال بارتفاع مقداره 21126 مليون ريال مقارنة بنفس القيمة خلال تداولات الاسبوع السابق بنسبة تغير بلغت 2.31% وجاءت اجمالي القيمة السوقية للسوق السعودي محصلة لاجمالي القيم السوقية لقطاعات السوق كافة ، حيث بلغ اجمالي القيمة السوقية للقطاع البنكي هذا الاسبوع 287,570 مليون ريالاً بارتفاع مقداره 2.7% مقارنة بقيمته الاسبوع السابق وبنسبة تمثل 30.8% من اجمالي قيمة السوق ، فيما بلغ اجمالي القيمة السوقية لقطاع الصناعات البتروكيماوية 236,838 مليون ريال ، بارتفاع مقداره 256 مليون ريال مايمثل 0.1% مع العلم بأن مايمثله القطاع من اجمالي القيمة السوقية للسوق يمثل 25.3% ويتضح بأن للقطاعين المصرفي والبتروكيماوي ثقلا كبيرا في قيمة السوق اذا يمثلان مجتمعين 56.1% من قيمة السوق ، يليهما قطاع الاتصالات بنسبة 14.4% . ارقام 2008 خلال عام 2008 انخفض مؤشر السوق 56.5% ، وكان اكثر القطاعات انخفاضا قطاع التأمين الذي انخفض بنسبة 82% فقطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 66.5% فيما كانت القيمة السوقية بداية العام عند 2020.6 الف مليون ريال اما الآن فقد انخفضت الى اكثر من النصف عند 934.6 الف مليون وكان مكرر ربحية السوق بداية 2008 عند 24 مرة فيما تقهقر الآن عند 10 مرات وقد يصل الى 12 مرة باكتمال إعلان النتائج . فنياً : لا يزال السوق وللأسبوع الرابع على التوالي وطيلة تداولات شهر ديسمبر في مسار أفقي جانبي ومحصورا بين 4500 و 5000، واتسم بكثرة المضاربات الحامية ، ومكن اتخاذ المؤشر لمسار جانبي من انخفاض حدة الهلع جراء الهبوط مما ساهم في عودة جزء من الثقة التي سرعت بدورها من عملية رفع سريعة لأغلب أسهم السوق ، ولعل الأهم خلال الأسبوع هو ارتداد مؤشر السوق من دعم مزدوج يمثل دعم مسار فرعي صاعد بعد كسره للضلع السفلي من نموذج الراية المقلوبة أو المثلث ونقطة دعم يومية سابقة عند 4530 تمت الإشارة إليها في تحليل الأسبوع السابق وتحديدا عند 4525 كأحد الأهداف المتوقع الارتداد منها ، ليخترق في منتصف الأسبوع مسارا فرعيا قصيرا هابطا تشكل منذ 17ديسمبر مستهدفا منطقة مقاومة صعبة عند 4850 والتي قد أشرت إليها في تقرير الأسبوع السابق ، عندما ذكرت بأن مستوى المقاومة4850 يعد حاجزا مهما في طريق المؤشر الى 4976 ، والتي تراجع بعد اختراقها بنقاط قليلة ، ليغلق عند 4803 بعد تخليه عن اغلب مكاسب اليوم الأخير في السنة ومكونا بذلك مؤشر السوق شمعة غير ايجابية قد تكون مؤشرا لعكس اتجاه صاعد استمر لمدة 4 أيام وبحصيلة نقاط قدرها 300 نقطة تقريبا . سنويا .. إغلاق سيئ بكل المقاييس ، وبشمعة معتمة طويلة جدا حصيلته فقدان 6200 نقطة من أصل 11000 نقطة. شهريا .. جاء إغلاق السوق ايجابيا (اخضرا) وللمرة الأولى منذ 8 أشهر باستثناء شهر8 الذي أغلق فيه المؤشر بارتفاع طفيف جدا أشبه ما يكون بالاستقرار وتشكلت شمعة شهرية اقرب الى أن تكون شمعة حيرة ، وهو نتاج طبيعي ومنطقي لحالة الترقب لإعلانات الشركات إلا أن المسار العام الشهري لا يزال هابطا أسبوعيا: مؤشر السوق خارج القناة الهابطة الأسبوعية طويلة المدى وفي مسار أفقي شأنه شأن المسار اليومي ، يستلزم اما كسر 4400 او اختراق 5000 للخروج منه، إلا أنه لايزال أسفل من الترند الفرعي الصاعد الذي استمر على مدى 3 اسابيع سابقة وتم كسره بعد هبوط الاسبوع السابق . سابك : كما نبهت في الاسبوع ماقبل السابق الى ان سابك قد تجني ارباحها وهي على مشارف الستين وان مؤشراتها سلبية ، ذكرت في الاسبوع السابق ان خروج سابك من مسارها الصاعد كون لها مسارا هابطا جديدا ، قد يتوقف قرابة مستوى ال 48-50 ريالا ، وان حصل فربما تستهدف 55-53 قبل ان تعود للسلبية من جديد في قادم الايام ، وذلك على اساس نموذج فني في طور التكوين عبارة عن راس وكتفين ، وماشهدته تداولات السهم من تذبذبات خلال الاسبوع الحالي وافق تلك الرؤية الفنية ، عندما واصلت سابك هبوطها لتصل لنقطة الدعم القوية عند 49.25 التي شكلت صمام امان للسهم ليرتد بعده مستهدفا نقطة المقاومة الاولية التي سبق ذكرها كهدف عند الارتداد وهي 54 -55، وتمثل ايضا نقطة مقاومة لمسار فرعي هابط يربط بين قمتي 5 نوفمبر و17 ديسمبر اضافة الى قربها من متوسط 15 يوم البسيط، ، وماحصل يوم الاربعاء من الهبوط الى 51.5 بعد ملامستها ل 55 يؤكد قوة تلك النقطة ، وبالتالي بدأ يتشكل لنا الضلع الهابط للكتف الايمن لسهم سابك ويتداول سهم سابك حاليا اسفل المسار الصاعد الفرعي الذي تم كسره يوم 23 ديسمبر بعد ان استمر قرابة شهر كامل ، وتتحكم الاخبار الواردة من سابك في الوقت الراهن بحركة السهم ، اذ ان أي اخبار ايجابية قد تلغي أي نموذج فني سلبي متكون وفي حالة استجابة السهم للحركة الفنية فإن مناطق ال 45 ستكون هدفا خلال قادم الايام قبل ملامسة القاع 42 الراجحي : تم التنويه الاسبوع الماضي بأن هدف السهم مبدئيا عند 53.5 عندما كان سعره 57، وبالفعل ارتد السهم من مناطق ال 53 مستهدفا منطقة الدعم السابقة 56.75-57.25 والتي تحولت الى مناطق مقاومة بعد كسره لها مطلع الاسبوع ، ولازال السهم يسير بداخل قناة افقية ودون اتجاه واضح ومحصور بين 61 و53 بانتظار اعلان نتائجه المالية ربما نهاية الاسبوع القادم او بداية الاسبوع الذي يليه ، وفي حال تم كسر53 فهدفه الاولي عند 50 ثم القاع 47 . وفي حال اختراق 61 فهدفه بمشيئة الله 70 . في الختام .. 1- خطوة الهيئة الاخيرة بإلزام الشركات بتطبيق معايير ثابتة وموحدة عند صياغتها لاعلاناتها وفق نموذج موحد ، امر ايجابي ويحسب للهيئة وإن تأخر كثيرا ، كونه يحمل في جانبيه ايجابيات كثيرة تعود بالنفع للمتداول البسيط ، كونه يقضي على جميع عمليات التجميل والتلميع لميزانيات الشركات والتي تلجأ لها بعض الإدارات الضعيفة ، اما بقصد التغرير بمساهمي الشركة او محاولة للهروب من تحمل مسؤولية أي اخفاق . 2- كما ان تطبيق مثل ذلك القرار يتيح للمتداول امكانية اجراء المقارنات بين ميزانيات الشركات دون اللجوء إلى قراءة القوائم المالية، كون ان النموذج الجديد يحمل متطلبات مالية ومحاسبية موحدة ووفق ترتيب ثابت لجميع الشركات . 3- جاء اعلان الهيئة لموعد اكتتاب شركة الاتصالات الجديدة "اتحاد عذيب" ، ليضع حدا فاصلا لتكهنات المراقبين عن موعد طرح الشركات الثلاث للاتصالات وكذلك شركات الاسمنت الجديدة ، إلا أنه وبعد ان تم الاعلان ، عن موعد الاكتتاب لشركة عذيب الذي سيكون بعد 3 اسابيع من الآن ، فإن مايحسب على الهيئة هو عدم استغلالها لفترة الهبوط الكبير لادراج تلك الشركة كون ان السوق وهو في مسار هابط لن يضيره طرح مثل تلك الشركة كونه كان يتفاعل مع ماهو اعظم منها ، واتجاهه واضح وثابت ، وكما يبدو لي بأنه اكتتاب تمهيدي لما هو قادم ، وبمثابة جس نبض لمدى تفاعل السوق مع عودة الاكتتابات مرة اخرى، اذ كان من المفترض ان تطرح الثلاث شركات دفعة واحدة . 4- وكان الاجدى طرحها في وقت سابق لتفادي أي آثار نفسية قد تحدث من وراء طرحها في سوق غير مستقرة ، فما اخشاه ان يستغل اكتتابها للظغط على السوق نفسيا بعد فترة هدوء واستقرار شهده السوق خلال الفترة الماضية . 5- لن يكون اكتتاب شركة اتحاد عذيب بذلك الاكتتاب الضخم والمؤثر فهي شركة تعادل في عدد اسهمها المدرجة اسهم شركة انابيب اوالورق ، ولكن ماقد يؤثر فعلا هو العامل النفسي من انفراط عقد الاكتتابات من جديد بعد فترة توقف تعتبر معقولة . 6- ارباح الاسمنت ستكون منخفضة ولازالت تعاني من آثار قرار منع التصدير إضافة الى دخول شركات جديدة للسوق مما ادى الى وجود فوائض في المنتجات، الامر الذي انعكس على نتائج الربع الرابع ، والذي لم يساعد تلك الشركات لتعويض مافقدته خلال ارباح الربع الثالث ، ولعل مايؤكد ذلك هو انخفاض ارباح اسمنت ينبع بنسبة 16% . 7- سيكون شهر يناير فرصة لهواة المضاربة لجني المزيد من الارباح في ظل تواتر انباء الشركات التي ستخلق ارضية خصبة من التذبذب العالي. 8- الا ان نتائج الربع الأول من عام 2009م ستكون الاهم وعلى الاطلاق لمسيرة السوق والتي سيبدأ تأثيرها بعد 3 اسابيع من اكتمال اعلانات الربع الرابع الحالي ، كونه عند وصولنا لتلك الفترة نكون قد قطعنا نصف الشوط من فترة الربع الاول وعندها تتضح بشكل مبدئي نتائج الشركات بنهاية الربع ، وكما تعودنا ان الاسعار في هبوطها وصعودها تسبق المعلومة فلذلك علينا اخذ ذلك في الحسبان عند اتخاذ القرارات الاستثمارية. 9- قد لاتكون ارباح كثير من الشركات منخفضة بذلك القدر الذي يروج له في وسائل الإعلام ، فليس كل القطاعات قد ثأثرت ، وستحمل لنا الايام القادمة ارباحا ايجابية لكثير من الاسهم في مجملها حتى وان انخفض بعضها ، مما يجعل اسعارها اليوم محط انظار المستثمرين. 10- الاموال الاستثمارية جاهزة ، وتنتظر اشارة للدخول ، ولكن لن يكون ذلك قبل مرور الشركات المستهدفة بغربال الارباح الربعية وهي الاهم وليست الارباح السنوية. 11- لن يساهم اجمالي ربح السنة المعلن قريبا لكثير من الشركات في تفاعل اسهم الشركات مالم يتم تحقيق ارباح جيدة في الربع الرابع، فالفيصل في نتائج الشركات هو مقدار ماحققته خلال ال 3 اشهر الماضية والتي صادفت مرور تلك الشركات بواقع الازمة المالية وتداعيات انخفاض النفط ومشتقاته ، فيما لن يتم الاعتداد بماحققته تلك الشركات كاجمالي ربح سنوي نظرا لكون ارباح التسعة اشهر الاولى ليست مقياسا لما هو قادم نتيجة تغير الظروف الاقتصادية . 12- ستكون البنوك اول الشركات التي ستعلن نتائجها ، وحقيقة الامر ان اتجاه السوق مرهون بمدى تأثر ارباحها الربعية سواء بالسلب او بالايجاب ، خاصة في ظل التعتيم الذي تمارسه بنوكنا المحلية ، فيما لن يكون لنتائج البتروكيماويات ذلك الاثر الكبير كون التوقعات قد سبقت الاعلان وسبقتهما الاسعار . 13- عام كامل قد رحل ، وباغلاق السوق للاسبوع الحالي في آخر ايام السنة 2008 ، تبخرت كثير من اسرار تداوالات العام الماضي ،ليبدأ مستقبل جديد يحمل في طياته نظرة تفاؤل قد لا تكون كافية لمداواة جراح الكثير من متداولي الاسهم إلا أن الأمل بأن تكون تلك النظرة وان تحققت مسكنا يخفف من آلامهم.