درست إسرائيل امس الاربعاء مقترحات دولية عدة "لهدنة دائمة بشروط" في قطاع غزة بعد حملة إجرامية مستمرة منذ خمسة ايام ضد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اسفرت عن سقوط حوالى 390قتيلا. لكن القادة الإسرائيليين رفضوا اقتراحا فرنسيا بوقف موقت لاطلاق النار معتبرين انه غير واقعي. من جهتها، انتقدت حماس شروط الهدنة بينما ادت الغارات إلى مقتل 390فلسطينيا وجرح 1900آخرين منذ بدئها السبت. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور لوكالة فرانس برس "هناك عدة مقترحات بالتهدئة قدمتها مختلف الاطراف" في العالم. واضاف "هناك حوار مع هذه الاطراف بهدف التوصل إلى مشروع جدي لهدنة دائمة ببعض الشروط" التي تسمح بوقف "كامل" لاطلاق الصواريخ الفلسطينية. وتابع بالمور "للبحث في مثل هذه الهدنة نحتاج إلى ضمانات وشروط. يجب ان توقف حماس اطلاق صواريخها وتكف عن التزود باسلحة وتوقف السباق على التسلح. انها شروط لا بد منها للتفكير جديا في هدنة". في الوقت نفسه، صرح مسؤول إسرائيلي كبير لفرانس برس ان إسرائيل رفضت مساء الثلاثاء اقتراحا فرنسيا بوقف اطلاق نار موقت في هجومها على حركة حماس في قطاع غزة. وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان "اقتراح وقف اطلاق نار موقت الذي طرحه وزير الخارجية الفرنسية وحده لا يعتبر مجديا لانه من الواضح ان حماس لن تتوقف عن اطلاق الصواريخ على إسرائيل". واضاف ان "عبارة وقف اطلاق نار انساني لا تبدو لنا مناسبة لان معابر قطاع غزة تفتح يوميا لنقل المساعدة الانسانية الدولية". من جهتها، قالت حماس ان الحديث عن تهدئة يعني "مساواة بين الضحية والجلاد"، مؤكدة ان اي تدخل عربي أو اجنبي يجب ان يبنى على "وقف العدوان ورفع الحصار وفتح كل المعابر". المجزرة مستمرة.. واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الاربعاء لليوم الخامس على التوالي عملياتها العسكرية وغاراتها الجوية في مناطق مختلفة من قطاع غزة موقعة المزيد من القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين وسط بوادر تشير إلى انها قررت مواصلة حربها الحالية بدلاً من تلبية دعوات دولية متزايدة إلى وقف النار. واهتزت عمارات الشقق العالية من شدة الانفجارات التي سببتها الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة أمس وتحطم زجاج النوافذ. وكان بين احدث الشهداء المسعف محمد ابو حصيرة الذي لقي حتفه في سيارة إسعاف تعرضت فجر أمس لغارة جوية إسرائيلية في منطقة جبل الريس ببلدة جباليا شمال قطاع غزة. وأعلن مدير الاسعاف والطوارىء الفلسطيني في القطاع الطبيب معاوية حسنين الأربعاء ارتفاع عدد ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة إلى 390شهيداً. وقال إن من بين الشهداء 42طفلا وطفلة و 13امرأة ورجل الإسعاف. وأضاف أن عدد الجرحى جراء الغارات وصل إلى أكثر 1900جريح لا يزال 1200منهم يتلقون العلاج في مستشفيات القطاع وان جراح 215منهم شديدة الخطورة. ويعد هذا العدوان الإسرائيلي هو الأكثر دموية في تاريخ الفلسطينيين منذ حرب الأيام الستة عام 1967الذي احتلت خلاله الدولة العبرية ما تبقى من الأراضي الفلسطينية (قطاع غزة والضفة الغربية). كما أغارت طائرات حربية إسرائيلية أمس الأربعاء على عدد من أنفاق التهريب على الحدود الفلسطينية المصرية. وذكرت مصادر فلسطينية وشهود عيان أن الطائرات الحربية التي تواصل غاراتها على قطاع غزة لليوم الخامس قصفت بصاروخين على الأقل عددا من أنفاق التهريب في حي السلام بمدينة رفح. ولم تتحدث المصادر عن وقوع جرحى في هذا القصف. انقطاع المطر يهدد غزة في تحليل هو الأقرب للسيناريوهات العسكرية المتوقعة خلال الساعات والايام القليلة القادمة، وتحت عنوان "ينتظرون توقف المطر" كتب محلل الشؤون العسكرية والاستراتيجية في صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية اليكس فيشمان أمس الاربعاء تحليلاً يقول فيه ان الاطراف السياسية والعسكرية في إسرائيل تريد خلال انتظارها تحسن حالة الطقس، قبل شن حملة برية، معرفة مزاج حركة "حماس" ومدى استعدادها لقبول شروط إسرائيل. وكتب فيشمان: "لم يقترح أحد وقفاً حقيقياً للنار والقيادة العسكرية لا تؤمن بان هذا سيتاح في الايام القريبة المقبلة. وعليه، فانها تستعد للمعركة البرية. الاحتمال في ان تنهي خطوة ما القتال بتسوية قبل الخطوة البرية متدنٍ جدا، ان لم يكن لشيء فانما لأن الاحساس في جهاز الامن هو ان "حماس" تلقت ضربة ولكنها ليست كافية لان تستخلص منها الاستنتاجات الصحيحة. لو كان الفصل صيفا، لكانت الخطوة البرية الان في ذروتها ولكن السماء تمطر علينا امطار البركة. وما العمل في مثل هذين اليومين - الثلاثة ايام من الشتاء؟ يحرقون الوقت ويثرثرون. هجمات "قياسية" للمقاومة وفي اطار رد فعل المقاومة اعلنت منظمة نجمة داوود الرديف الإسرائيلي للهلال الاحمر ان اكثر من عشرين صاروخا اطلقت صباح الاربعاء من قطاع غزة على جنوب إسرائيل حيث اسفرت عن اصابة شخصين بجروح طفيفة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان اربعة صواريخ من طراز غراد بعيدة المدى عبرت مسافة قياسية وسقطت صباح الاربعاء في جنوب إسرائيل قرب بئر السبع في صحراء النقب التي تبعد حوالى اربعين كيلومترا عن قطاع غزة. وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس اطلاق الصواريخ. وسقطت ثلاثة صواريخ على الاقل في عسقلان مما ادى إلى اصابة شخصين بجروح طفيفة. وسقط صاروخ في اشدود لم يسفر عن اصابات. كما انفجرت صواريخ في نيتيفوت واوفاكيم وسديريوت وكريات غات وكريات ملاخي وقطاعات اخرى في صحراء النقب. تحريض على عرب 48على صعيد آخر بدأت في إسرائيل حمى من التحريض والوعيد ضد مواطنيها العرب باعتبارهم "اعداء من الداخل"، لا سيما عقب موجة الاحتجاجات التي عبروا خلالها عن استنكارهم للحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. واوردت المصادر الإسرائيلية أمس معطيات للتدليل على خطر الجماهير العربية في الداخل بما في ذلك ابناء الشطر الشرقي من القدس. واشارت إلى اعتقال 100فلسطيني من ابناء القدسالشرقية على خلفية "اعمال الشغب" التي قام بها اكثر من الف من ابناء المدينة احتجاجا على العملية العسكرية في قطاع غزة، وهو ما تسبب في اصابة اكثر من 20من عناصر شرطتها بجراح طفيفة. ونوهت إلى القاء الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الامن الإسرائيلي خلال هذه التظاهرات. وفي اتجاه مواز، كشفت عن اعتقال شرطة لواء الشمال 107شباب عرب من ابناء فلسطينالمحتلة عام 48على خلفية التظاهرات وعمليات رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارات واهداف إسرائيلية منذ يوم السبت الماضي. واطلق قائد لواء الشمال في الشرطة الإسرائيلية شمعون كورين التهديد والوعيد للمشاركين في هذه التظاهرات من فلسطينيي الداخل، زاعما ان جزءh من " اعمال الشغب" وقع بمبادرة فردية واخرى تمت بدعوة من القيادات العربية. وقال كورين: قدرتنا على الاحتمال هذه المرة تساوي صفرا ازاء المشاغبين والمحرضين على اعمال العنف.