يمكن اعتبار فوز الأديب الفرنسي جان ماري غوستاف لوكليزو بجائزة نوبل للآداب من أبرز أحداث العام 2008الثقافية، عربياً كان رحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش والمفكر عبدالوهاب المسيري هو الأبرز، والحوارات التي دارت حول جائزة البوكر العربية التي فاز بها الروائي المصري بهاء طاهر، أما محلياً فكانت الملتقيات التي نظمتها الأندية من أبرز الأحداث، بالإضافة معرض الرياض الدولي، ووفاة الكاتب عبدالله الجفري، لنتحدث هنا بشكل سريع عن هذه الأحداث وغيرها في رصد لأبرز ما جرى في عام 2008م على الصعيد الثقافي. نوبل تعود إلى فرنسا يعد الكاتب جان ماري غوستاف لوكليزو من أبرز الأدباء الفرنسيين، فاز هذا العام بجائزة نوبل للآداب وذلك لكتاباته في أدب المغامرة والأطفال، ويعد أول فرنسي يفوز بالجائزة منذ 2000م، ولد لوكليزيو المتحدر من أب بريطاني وأم فرنسية في 13أبريل عام 1940م في مدينة نيس، وهو متزوج من امرأة مغربية منذ عام 1975م، تعد رواية "الصحراء" من أهم إنجازاته الروائية، والتي حققت له شهرة واسعة، وهو حائز على إجازة في الأدب وعمل في جامعة بريستول ثم جامعة لندن، كما قام بالتدريس في بانكوك وبوسطن ومكسيكو سيتي. الغونكور الفرنسية إلى رحيمي حصل الروائي الأفغاني الأصل عتيق رحيمي على جائزة غونكور الفرنسية، والتي تعد أكبر جائزة أدبية في فرنسا، وذلك عن روايته "حجر الصبر" ويبلغ رحيمي من العمر 46عاماً ويحمل الجنسيتين الفرنسية والأفغانية، وقد كتب أربع روايات منذ عام 2000م، وتعد روايته "حجر الصبر" أول رواية له بالفرنسية. البوكر البريطانية تذهب إلى الأزمة الاقتصادية كانت جائزة البوكر البريطانية من نصيب الكاتب الهندي ارافيند اديغا عن روايته "النمر الأبيض" التي تناقش معضلة الهند الحديث، حيث تجسد تنافس الولاءات والصدامات الطبقية، يعد اديغا من أصغر المؤلفين المرشحين لبوكر 2008م، حيث يبلغ من العمر 33عاماً، وتبلغ قيمة جائزة البوكر البريطانية 50جنيهاً إسترلينياً. جدل البوكر العربية على هامش الدورة 18لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، تم إعلان اسم الروائي بهاء طاهر وتتويجه بجائزة البوكر العربية لعام 2008م عن روايته "واحة الغروب"، بهاء طاهر ولد في صعيد مصر عام 1935م وحصل على ليسانس الآداب في التاريخ عام 1956ودبلومي الدراسات العليا في الإعلام والتاريخ في نفس العام، أول مجموعاته القصصية كانت "الخطوبة" عام 1972م. تعتبر جائزة البوكر العربية من أضخم الجوائز العربية للرواية، وتصل الجائزة المخصصة للرواية الفائزة إلى 5آلاف دولار، مع ترجمتها الفورية إلى عدة لغات عالمية، وتم ترشيح ست روايات للجائزة هي: مديح الكراهية لخالد خليفة، مطر حزيران لجبور الدويهي، تغريدة البجع لمكاوي سعيد، أرض اليمبوس للياس فركوح، انتعال الغبار وأمشي لمي منسي، والرواية الفائزة "واحة الغروب". وكانت لجنة تحكيم الجائزة تضم: محمد برادة، محمد بنيس، فيصل دراج، بول ستاركي، صموئيل شمعون، غالية قباني. أبرز من رحل أعلن يوم السبت 9أغسطس وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش في مستشفى "ميموريال هيرمان" في الولاياتالمتحدة، وتم تشييع جثمانه يوم الأربعاء 13أغسطس في رام الله في جنازة رسمية وشعبية ضخمة، يعد درويش من أبرز الشعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد كتب ما تسمى بوثيقة "إعلان الاستقلال" سنة 1988م والتي أعلنت في الجزائر. كما توفي المفكر المصري عبد الوهاب المسيري، صاحب الأعمال الموسوعية الضخمة، وتعتبر موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية من أبرز أعماله، بالإضافة إلى موسوعة التحيز، وأعماله حول العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية. أما محلياً فكانت وفاة الكاتب عبد الله الجفري خسارة صحفية وأدبية حقيقية، الجفري من مواليد مكة عام 1939م وأصدر أول مجموعاته القصصية في 1963م وحملت عنوان "حياة جائعة" وكتب الجفري في العديد من الصحف المحلية والعربية. أما من الأدباء العالميين، فداهم الموت الكاتب الروسي الأبرز ألكسندر سولجنتسين عن عمر ناهز الثامنة والتسعين، سولجنتسين الحائز على جائزة نوبل للآداب بعد فضحه لجرائم ستالين في رواية "أرخبيل الغولاق"، كما رحل مؤخراً كل من المفكر الأمريكي صموئيل هنتغتون، والمسرحي البريطاني هارولد بنتر الفائز بجائزة نوبل لعام 2005م، والذي يعد من أبرز رواد مسرح العبث. معرض الرياض الدولي للكتاب يكتسب معرض الرياض الدولي للكتاب نكهة خاصة كل عام، ويثار حوله العديد من الجدل، حول النشاطات المصاحبة له من ناحية، وسقف الرقابة، بينما انقسم المتابعون بين من يعتبر السقف متجاوزاً وغير مقبول، رأى فيه آخرون سقفاً متدنياً وغير واضح المعالم، لكن يبدو بأن الجميع اتفقوا على أن الفعاليات المصاحبة للمعرض كانت "باردة". وكان تزامن معرض الرياض الدولي للكتاب مع مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة سبب الكثير من الارتباك على مستوى الشخص المهتم، وعلى نطاق الصفحات الثقافية التي احتارت بين الفعاليات هنا وهناك. نشاطات الأندية الأدبية المحلية تتعدد الملتقيات التي تنظمها الأندية الأدبية المحلية، يمكن القول بأن ابرز هذه الملتقيات في 2008م كان ملتقى النقد الثاني والذي ينظمه نادي الرياض الأدبي، وجاء بعنوان "الخطاب النقدي المعاصر في المملكة العربية السعودية" بالإضافة إلى ملتقى الرواية والذي ينظم في نادي الباحة للمرة الثالثة على التوالي، كما عقد نادي تبوك الأدبي ملتقى الثقافة والتنمية، أما نادي جدة الأدبي فعقد ملتقى قراءة النص الثامن، والذي حمل عنوان "السيرة الذاتية في الأدب السعودي". ونظم نادي الرياض الأدبي جائزة كتاب العام، والتي رعاها وزير الثقافة والإعلام إياد مدني، وكانت من نصيب كتاب "باب السلام" للدكتور عبدالوهاب أبو سليمان.