في نهاية الجزء السادس من سلسلة أفلام روكي الشهيرة وعندما بدأت أسماء طاقم الفيلم بالظهور فيما يبدو أنه آخر أفلام السلسلة نشاهد لقطات لأناس عاديين كثر يصعدون عتبات الدرج المؤدي لمتحف فيلادلفيا للفنون في فيلادلفيا ببنسلفينيا، هؤلاء ليسوا وحدهم، فآلاف السياح يفعلون الأمر نفسه فيما يقوم مرافقوهم بالتقاط الصور لهم. السبب هو اللقطة الشهيرة التي يقوم فيها الملاكم روكي بلباوا (سيلفيستر ستالوني مؤلفاً وممثلاً) في فيلم روكي (إنتاج عام 1976م) باعتلاء الدرجات على موسيقى أغنية "سأحلق طائراً الآن" خلال تمارينه قبل ملاقاة خصمه الشرس وعند وصوله للقمة يبدأ بالقفز بحماس شديد. اللقطة أصبحت من أشهر اللقطات في تاريخ السينما مما جعل ستالوني يستخدمها بطرق مختلفة في بقية أجزاء السلسلة التي لحقت. لو حصل لكم زيارة المكان أو السلالم التي تعرف الآن باسم (عتبات روكي) فستشاهدون مجسماً برونزياً لروكي يرفع يديه قامت بوضعه السلطات المحلية لما حققه الموقع من جذب سياحي جيد للمنطقة. لم يكن سليفيستر أعظم ممثلي وقته، ولم يكن فيلم روكي -رغم جماله- بأفضل من أفلام أخرى مشهورة! فما السر في هذه الضجة؟ الجواب هو "الإلهام". عندما يقلد هؤلاء الناس روكي هنا فهم لا يفعلون ذلك لأنهم يرونه ملاكماً سيواجه خصمه، بل لأنهم رأوا فيه انساناً عادياً مثلهم يقف في وجه الصعوبات والتحديات التي امتلأت حياته بها، فاستطاع أن ينهض على قدميه رغم الظروف والمآسي. ستالوني خلال تصوير الجزء الأخير ومع صعوبات العمل وانخفاض الميزانية وتدني المعنويات أمر الطاقم بأن يصعدوا العتبات سوية ليشحذوا من هممهم، وكان الأثر الإيجابي لذلك مذهلاً. السينما مليئة باللقطات الملهمة والمؤثرة في حياة الناس، لكن متى كانت آخر مرة ألهمك فيلم عربي أو إحدى لقطاته؟