تلعب العلاقات الدولية بين العواصم العالمية دوراً أساسياً في الاستقرار العالمي ويزدلد عمق تلك العلاقات إذا كانت هناك مصالح مشتركة بالإضافة الى علاقات شخصية تربط صناع القرار السياسي .. والمملكة التي لها مكانتها العالمية وعلاقاتها المتميزة مع دول العالم تستطيع التأثير على كثير من القضايا ذلك أن سياستها الخارجية واضحة ومعروفة للجميع وتساهم دائماً في الاستقرار العالمي والتعايش السلمي دون تدخل في الشؤون الداخلية للغير. ولعل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد جلسة خاصة للجمعية العمومية للأمم المتحدة لبحث حوار الأديان والثقافات والتي تجاوب معها عدد كبير من دول العالم، دليل واضح وأكيد على مدى الاستجابة لدعوات المملكة وذلك بفضل سياستها الحكيمة التي أوجدت هذه المكانة المتميزة. وبالأمس القريب قام صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بزيارة مهمة الى العاصمة الهندية وذلك بعد التصعيد الإعلامي الكبير بين الهند وباكستان حول إمكانية نشوب حرب بين البلدين بسبب أحداث مومباي الإرهابية في الشهر الماضي.. ولاشك بأن هذه الزيارة تطرقت لهذا الموضوع السياسي المهم والمؤثر على شبه القارة، ونظراَ لحجم العلاقات السعودية - الهندية العميقة نرى بأن هناك شبه هدوء على الساحة الهندية - الباكستانية حيث أعلن رئيس الوزراء الباكستاني في تصريحات صحافية أن بلاده لن تقوم بأي عمل عسكري ضد الهند لكنها سترد على أي اعتداء ضدها. والمملكة وهي الحريصة على قيام علاقات أخوة وجوار وصداقة بين الهند وباكستان قامت منذ مدة طويلة بمساع لدى العديد من الدول الصديقة لايجاد حل سلمي لقضية كشمير التي تمثل بؤرة صراع بين نيودلهي واسلام اباد وبسببها كان توتر العلاقات بين البلدين الجارين وذلك بغية تحقيق سلام دائم وشامل في هذه المنطقة الحساسة خاصة مع تصاعد الأزمات في العديد من مناطق العالم وهذه المنطقة بالذات ومع تسابق بعض الدول لامتلاك السلاح النووي بما فيها الهند وباكستان ما يشير الى مخاطر محتملة يجب تلافيها وتجاوزها من اجل استقرار عالمي شامل وليس في القارة الآسيوية فقط ومن هنا جاء تحرك المملكة الانساني والمسؤول والتي يشهد لها التاريخ بأياديها البيضاء وعملها الدؤوب لايجاد الحلول السلمية لكافة المشاكل العالمية بعيداً عن حروب وخلافات تستنزف مقدرات الشعوب. من هنا يرى المراقبون بأن زيارة سمو وزير الخارجية لها مدلولاتها السياسية المهمة بشأن إصلاح الخلل في العلاقات الهندية - الباكستانية ودعم الجوانب الإيجابية في تلك العلاقات وتقويتها بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية للبلدين الجارين..