أعلن عسكريون يحاولون الاستيلاء على السلطة في غينيا عقب وفاة الرئيس لانسانا كونتي تشكيل مجلس وطني ليحل محل الحكومة لكن لم يتضح بعد من يمتلك مقاليد السلطة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا. ويترأس المجلس قائد الانقلاب موسى داديس كامارا الذي أعلن أمس الأول الثلاثاء حل الحكومة وتعليق العمل بالدستور وذلك بعد ساعات من وفاة الرئيس لانسانا كونت . ويضم المجلس 32عضوا أغلبهم من الجيش إضافة إلى ستة أعضاء مدنيين. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن دبابات وقوات مؤيدة للانقلاب انتشرت في شوارع العاصمة كوناكري الليلة قبل الماضية ولكن الوضع ظل هادئا. وبينما يزعم كامارا أن منفذي الانقلاب أحكموا قبضتهم على السلطة وأنه سيتم اختيار رئيس عسكري خلال الأيام المقبلة ، تقول الإدارة المدنية إنها لا تزال تدير شؤون البلاد. وقال أبوبكر سومباري رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) إن الانقلاب قام مجموعة صغيرة من العسكريين لا يمثلون الجيش كله. يذكر أنه بموجب دستور المستعمرة الفرنسية السابقة فإن سومباري يتعين أن يصبح رئيسا مؤقتا للبلاد لحين إجراء انتخابات لاختيار خليفة للرئيس الراحل الذي حكم البلاد لمدة طويلة. وقال رئيس الجمعية الوطنية لقناة "فرنسا 24" التليفزيونية الفرنسية "إن هناك محاولة انقلاب.. لا أعتقد أن كل الجيش وراء المتمردين.. إنهم مجرد مجموعة". من جانبه قال رئيس الوزراء أحمد تيديان سواري لراديو فرنسا الدولي (أر.إف.إي) إن حكومته لا تزال موجودة وستظل كذلك خلال الفترة الانتقالية. غير أن مصدرا عسكريا صرح لهيئة الإذاعة البريطانية بأن قلة فقط من الجيش تعارض الانقلاب وأن هناك مشاورات تجري في قاعدة عسكرية بكوناكري لإقناع الجنود بتغيير موقفهم. وأدان الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة الانقلاب ودعوا جميع الأطراف إلى احترام الدستور وضمان انتقال سلمي للسلطة. وبدأ "مجلس السلم والأمن" التابع للاتحاد الأفريقي أمس اجتماعا طارئا خلف الأبواب المغلقة لمناقشة الأزمة في غينيا فيما حذر مراقبون من أن الدولة الافريقية مقبلة على شهور من الشك وعدم اليقين. وقال سباستيان سبيو-جاربراه المحلل في معهد "أوروأسيا" الذي يتخذ من نيويورك مقرا له: "وصل الاستقرار السياسي في غينيا ، الآخذ في الهبوط منذ سنوات ، إلى أدنى مستو له". وأضاف: "توقعوا.. احتمالية كبيرة بوقوع المزيد من الانقلابات والانقلابات المضادة وانتخابات مزورة في خضم فترة من الاضطراب العرقي والسياسي".