أسأل دائماً: هل هناك إحصائيات علمية موثقة تستطيع إعطاء لمحة عن عدد ممارسي الرياضة المدرسية؟ وكم تبلغ نسبتهم إلى المجموع الطلابي العام؟ وهل هذه الممارسة تتم بصورة صحيحة سواء من ناحية التجهيزات الفنية والمنشآت، أو من ناحية الجوانب التعليمية التربوية المصاحبة للدرس الرياضي؟ - أسئلتي السابقة لها بقية، ترى: هل توجد معايير علمية لتوجيه كل ممارس رياضي في مدارسنا إلى اللعبة المفضلة له بناء على معايير شخصية بدنية مرتبطة بالبناء الجسماني للطالب؟ أم أن العملية تتم هكذا دون معيار واضح ومحدد؟ - تستمر الأسئلة من النوعية السابقة دون توقف، وتطرح علامات الاستفهام دون جواب مثل: هل يوجد فعلاً منهج دراسي رياضي متكامل في مدارسنا يبدأ من الابتدائية وينتهي في المرحلة الثانوية يشمل كل نشاط رياضي فردي أو جماعي يمارسه الطالب في مراحل الدراسة المختلفة مقبلاً على ما يبدع فيه ومدبراً عن اللعبة التي تثير ضجره؟ - أكمل أسئلتي: هل يوجد منهج دراسي جامعي يسمح بتخريج معلم ألعاب رياضية قادر على اكتشاف الموهبة الرياضية ومحاولة تشكيلها في بدايتها وفق أسس علمية ومنهجية؟ وهل يقوم المدرس الرياضي بتقديم مادته العلمية بأسلوب دراسي ممتع يستند إلى الأسس النظرية لكل لعبة ومناسبتها للبناء الجسماني للطالب وممارستها في المدرسة؟، وهنا يمكن أن تستمر الأسئلة دون توقف مثل: هل النسبة والتناسب بين عدد الطلاب وبين عدد مدرسي الرياضة يتلاقيان عكسياً أو طردياً؟، وكم يبلغ عدد الطلاب الذين يشرف عليهم المدرس الواحد؟ وهل هم بالمئات أم بالآلاف؟ - ولعلي أترك هنا الجانب "المنهجي" البحت لمادة الرياضة جانباً، وأبدأ أسئلتي حول المفهوم "العام" للممارسة الرياضية، الذي يفترض فيه أن يساهم في تنمية صفات حميدة مطلوبة في شخصية الطالب مثل حب العمل الجماعي والتعاون والعمل بنشاط للوصول لهدف مشترك وتنمية روح الفريق، وأسأل: هل استطاعت الرياضة المدرسية أن تطلق الصفات السابقة من الواقع النظري إلى واقع عملي محسوس عبر ممارسة رياضية صحيحة تترك أثرها السلوكي على مستقبل الطلاب، مستقبل الأمة؟ وأترك هنا قضايا كبيرة مثل ملاءمة المبنى المدرسي للممارسة الرياضية الصحيحة، وأسأل: هل تُمارس رياضات مثل السباحة، أو ركوب الدراجات، أو ألعاب القوى، أو ألعاب القوة، أو الرماية، أو الفروسية، أو التنس ضمن رياضتنا المدرسية؟ - وأعود أيضا وأسأل: لماذا لا تتحول رياضتنا المدرسية إلى مصنع للمواهب كما هو الحال عليه في أغلب دول العالم؟ ولماذا لا يكون لرياضتنا المدرسية أثر وانعكاس على الجوانب الشخصية والسلوكية للطلاب وبالذات من حيث تنمية صفات روح الفريق والتعاون وحب الجماعة. - الأسئلة لا تنتهي، أو لأقل إنها سرعان ما تنتهي حتى تبدأ من جديد وهكذا، سؤالي الأخير هو: هل توجد فعلاً رياضة مدرسية غير ركض الطلاب وملاحقتهم "نطنطة" الكرة؟ وهل علتنا الرياضية الرسمية بشكل عام تعود أسبابها إلى علل رياضتنا المدرسية؟