قدمت بمركز الأمير سلمان الاجتماعي سلسلة من المحاضرات التوعوية ضمن الحملة الوطنية للتوعية بالسرطان "نعم للحياة... لا للسرطان" والتي نظمتها وزارة الصحة ممثلة بالإدارة العامة للأمراض غير المعدية بالتعاون مع جمعية زهرة السرطان الثدي وذلك على مدى يومين للتوعية بالقاتل الأول للمرأة في المملكة. وقالت استشارية النساء والولادة الدكتورة أمل حكيم: أن الفحص الذاتي حجر الأساس لاكتشاف سرطان الثدي فعلى كل سيدة أن تتوجه إلى الطبيب بمجرد إحساسها بأي تغيير في شكل ثديها وهو بدوره يطلب لها إجراء صورة الأشعة أو الماموغرام التي تبين الورم ولو كان بمقدار حبة البركة وأن تتم زيارة طبيب العائلة بشكل دوري ولو مرة في السنة على الأقل حيث تتم وللأسف اكتشاف المرض في المراحل الأخيرة بصورة كبيرة". ونصحت د. أمل حيكم السيدات بالابتعاد عن الضغوط النفسية وعدم أخذهن للهرمونات بدون وصفة طبيب وبدون إجراء التحاليل، وشددت على ضرورة ممارستهن للرياضة بشكل يومي، والابتعاد عن السمنة، وتناول الأكل الصحي وشرب الكثير من الماء. كما أكدت مدير عام جمعية زهرة لسرطان الثدي الأستاذة هنادي العوذة أنه يتم دعم مريضات سرطان الثدي ويعمل لهن جلسات مجانية يقمن بها الأخصائيات النفسية بعد أن يوزعن المريضات على مجموعات بعد إقناعهن، حيث ان بعضهن لديها أفكار انتحارية ولا يمكن وضعهن مع البقية. أما الأستاذة جيهان الطويرقي إحدى الناجيات من المرض عن تجربتها قائلة: "الخوف أكثر ما يدمر مريضة السرطان، كنت أخاف من كل شيء ولكن أكثر ما جعلني أخاف لحظة اكتشافي المرض هو فكرة استئصال الثدي"، وأضافت "المجتمع لا يرحم المرأة المريضة بل ويحب أن يشهد على مأساتها، وجهل الناس وشفقتهم عليها تجعل مريضة السرطان تشعر بالاستياء والحزن". كما أوضحت المثقفة الصحية الأستاذة إيمان بن يمين للسيدات على الطريقة الصحيحة لإجراء الفحص الذاتي وشرحت لهن كيفية تدوين الملاحظات بعد إجراء كل فحص وشددت على أهمية الاستمرارية والمتابعة وقياس كل تغيير وتبليغ الطبيب المختص به، مؤكدة أنه قد يصعب على السيدات التفريق بين الورم وبين نسيج الثدي في كثير من الأحيان. كما شددت بن يمين على ضرورة توعية الأطباء وإجراء دورات لهم بكيفية تبليغ المريض بإصابته بالمرض مؤكدة أنهم في الخارج يدرسون هذه المادة ضمن منهج الطب وهذا الأمر غير متبع لدينا. الكشف المبكر كما بينت أخصائية أشعة الثدي الأستاذة ليندا الوابل أن على المرأة التي بلغت سن ال 40إجراء صورة الماموغرام سواء كنت تشعر بألم أولا وذلك كل سنتين، أما المرأة التي بلغت ال 50فيجب أن تجري صورة الماموغرام كل سنة لأن بعض التكلسات تبدأ تظهر بعد انقطاع الدورة الشهرية.أما بالنسبة لمن هن أقل من 40يطلب لهن الأشعة الصوتية وليس الماموغرام وذلك لأن الأنسجة الخاصة بالثدي لا تكون واضحة إذا أجريت لهن صورة الماموغرام إلا لمن لديها تاريخ عائلي ففي هذه الحالة تطلب لها طبيبة النساء والولادة أشعة الماموغرام. بدورها لفتت أخصائية التغذية سحر مدخلي إلى أن التغذية الصحية تقي من الإصابة بسرطان الثدي والأمراض الخبيثة بشكل عام وأن على المرأة أن تنوع في الطعام الذي تتناوله وأن تتضمن وجبتها جميع الألوان. وأشارت إلى أن الخضار التي تؤخذ من جذورها تتضمن مواد معينة تقوي الخلايا بشكل كبير، إضافة إلى احتوائها على الألياف التي تنظف الجسم من السموم، والفواكه ذو اللون الأحمر تتضمن مادة لابكوبين التي تمسك بالخلايا وتعزز مناعتها. وشددت على أهمية بذرة الكتان التي اعتبرت أنه لو أخذتها المرأة الحامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل تزيد نسبة الذكاء عند الجنين بنسبة 30%، وكذلك البقول لتوفر كمية كبيرة من البروتين، وكذلك المكسرات التي لم تحمص "النيئة" لأنها تحتوي على فيتامينات عالية خاصة فيتامين E وقد أثبت أنها تساعد على عدم حدوث جلطات القلب فهي موسعة للشرايين. وبشرب 4فناجين شاي يوميا سواء أحمر أو أخضر أو صيني لأنه يعزز مناعة الخلايا. كما أشارت الأستاذة سحر مدخلي إلى أن المصابة بعد العلاج قد تعاني من فقدان الشهية مما يقلل من وزنها ويزيد التقيؤ لديها وقد تعاني من الإمساك وهنا يكون لا بد من المتابعة مع أخصائية تغذية أثناء وبعد أخذ العلاج. ونصحت مرضى السرطان أن تأكل جيداً لأن العلاج الكيميائي يحتاج إلى أكل صحي حتى تستطيع تقاوم ويتكون لدى جسمها المناعة والقدرة على مقاومة التعب ويتسبب في التقرحات في فمها غالبا تنقطع عن الأكل وتفقد الشهية بسبب الألم الذي يعتريها. كما نصحت مريضة السرطان أن تبتعد عن المشروبات الغازية والمنبهات لأنها قد تتعارض مع بعض الأدوية التي تأخذها وعدم تناول الشاي في حال فقر الدم وعدم الامتناع عن تناول الطعام في حال الغثيان لأن ذلك سيتسبب بنزول وزنها مما يجعلها هزيلة ويزيد فقر الدم لديها وتبدأ تظهر الدوخة ويقل نشاطها وتضعف مناعتها ولا يعود لديها القدرة على التحمل. وقد تحدثت أخيرا أخصائية العلاج الطبيعي الأستاذة مي إدريس وهي تنتمي إلى مجموعة إدارة أسلوب الحياة في جمعية زهرة قائلةً: "نحن متواجدون لنؤكد على المرأة السعودية ضرورة إدخال الرياضة في أسلوب حياتها اليومية لأن المرأة السعودية خاصة تفتقد إلى ذلك نتيجة بعض الضغوطات الاجتماعية والنفسية التي تعيشها، خاصة وأن الرياضة تخلص الجسم من السموم وتخفف من ضغوط الحياة اليومية وتحرق الدهون -أحد مسببات السرطان-. كما تحدثت الأستاذة مي عن دورهن بعد إزالة المصابة بالسرطان للغدد الليمفاوية الموجودة في الصدر خاصة وانه قد يحدث انتفاخ ولا يصبح الجهاز الليمفاوي قادرا على سحب السوائل الموجودة في اليد القريبة من الثدي المصاب، فنساعد المريضة كي لا تدخل في المرحلة الحادة، وفيما لو لا قدر الله ودخلت في هذه المرحلة بعد إجراء العملية نقوم بمساعدتها على الشعور بالتماثل والتوازن.