٭ منذ أن بايع الناس عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للوطن، وهو يبحث فيما يسعد الناس.. وإسعاد الناس عند خادم الحرمين الشريفين لا يأتي من فراغ.. فهو - يحفظه الله - يعلم جيداً ان الإنسان أساس النماء ومرتكز التطور وأحد أهم عوامل النمو والاستقرار والعيش الكريم. ٭ وعندما يهتم خادم الحرمين الشريفين ببناء الإنسان فإنه يركز على الإنسان «السعودي أولاً» والإنسان المسلم أيا كان.. ولعل عنايته بأبناء العالم الإسلامي عامة ودوله بشكل خاص تشير بقريب إلى تلك العناية وذلك الاهتمام غير المحدود.. ولعل مبادرة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - للحوار بين أتباع الأديان يصب في محور واستراتيجية الحرص على الإنسان، ذلك أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر «لا أعادها الله» محقت بركة الالفة وسمحت للحاقدين في ممارسة رغباتهم وإشباع نزواتهم لبث الفرقة بين بني الإنسان في كل مكان. ٭ لكن الحديث عن بناء الإنسان السعودي يأتي مختلفاً وذا طعم خاص، ذلك أن استراتيجية الملك المطور عبدالله بن عبدالعزيز جاءت متكاملة بدءاً ببناء ثقافة الإنسان عبر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لبث ثقافة الحوار وتنشيط جمعيات وهيئة حقوق الإنسان التي تساعد الوطن على إبعاد الضيم عن أبنائه، مروراً ببناء ثقافة الإنسان وتعليمه من خلال نشر هذه الجامعات في العديد من مناطق المملكة بعد أن كان الشاب السعودي يرتحل هنا وهناك رغبة في طلب العلم ويعاني الكثير بسبب بعده عن أسرته ومحيطه الاجتماعي الصغير، فأصبحت جامعات المملكة المنتشرة في كافة المناطق أسطورة نحكيها للجميع مع أننا لم نكن نتخيل حدوثها يوماً من الأيام، ولعل العناية بالبحث العلمي وتطوير الجامعات وتنمية وإعداد كوادرها البشرية وإنشاء جامعة الملك عبدالله للتكنولوجيا وغيرها كثير تُعد مشاهد للبهجة في صناعة الثقافة السعودية كجزء من الملحمة الوطنية التاريخية التي نعيشها والتي ستتضح معالم نتائجها في القريب العاجل إن شاء الله. ٭ ومع هذا النماء وهذا الخبر تتمايل بهاءً تلك المدن الاقتصادية الضخمة التي توزعت بين مناطق المملكة من شرقها إلى جنوبها ومن غربها إلى شمالها محدثة ثورة صناعية وتوظيفية هائلة وجالبة العديد من الخبرات البشرية الدولية، والاستثمارات الأجنبية التي تزيد عن المليارات في حسابات تصنعها دولة أسست على مبادئ راسخة وقيم إنسانية تعمل دوماً على إسعاد ساكنيها دون تفريق. والمتابع لما يحدث في المدن الاقتصادية السعودية حتى وإن كانت لاتزال في طور التأسيس والإنشاء يدرك حجم ما ستحققه بحول الله من خير وفير للوطن وأبنائه وساكنيه. ٭ إنها رؤية عبدالله بن عبدالعزيز لنقل الوطن إلى مصاف الدول العالمية، وهي في الوقت نفسه رؤية ملك.. رؤية ثاقبة تؤكد للعالم ان المملكة العربية السعودية غنية ليس فقط بما حباها الله تحت أرضها من ذهب أسود، لكنها أيضاً غنية بإنسانها الصادق مع نفسه والمخلص للآخرين كما أنها غنية باستراتيجياتها وخططها التنفيذية الطموحة والبعيدة كثيراً عن المظاهر والزيف أو الإضرار بالآخرين.