سعادة - رئيس تحرير جريدة الرياض السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: بداية نود أن نعرب لكم عن شكرنا وتقديرنا على حرصكم واهتمامكم على نشر كل ما يهم المواطن والمقيم وتسليط الضوء عليه للمصلحة العامة. حيث اطلعنا على ما نشر بجريدتكم الغراء بالعدد رقم (14783) ليوم الأحد الموافق 1429/12/16ه تحت عنوان (خطأ طبي في مجمع الملك سعود يتسبب في بتر يدي مقيمة سودانية ورجليها). عليه نفيد سعادتكم بأن زوج المريضه قد حضر إلينا قبل نشر الخبر متقدماً بشكوى وأحيلت إلى سعادة مدير إدارة المتابعة بالمجمع وقد تم التعامل معها بشكل جدي كما هو معتاد لجميع الشكاوى والذي بدوره أحالها إلى سعادة مدير المستشفى العام وشكلت لجنة بذلك تضم مدير إدارة المتابعة بالمجمع واستشاري المخ والأعصاب ورئيس قسم العناية المركزة بالنيابة والمدير الطبي بمستشفى النساء والولادة والمدير الطبي بالمستشفى العام ورئيس قسم الجراحة العامة واطلعت اللجنة على كامل محتويات الملف الطبي الخاص بالمريضة وتبين أن المريضة حضرت إلى قسم الاسعاف والطوارئ بالمجمع بتاريخ 1429/7/27ه وهي تشكو من صداع شديد وضعف في الإبصار وكانت حامل، وتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لها ومنها أشعة مقطعية للرأس وتبين وجود ورم سحائي كبير (HUGE MENINGIOMA) وتم إدخالها المستشفى العام وشرح ذلك لزوجها إلا أنه فضل إحالة المريضة إلى مستشفى آخر وزود بتقرير طبي عن حالتها بناءً على طلبه وخرجت المريضه على مسؤوليته. وبعد شهر وعشر أيام تقريباً من تاريخ خروجها الأول عادت إلى قسم الطوارئ وخلال تلك الفترة وحسب إفادة الزوج بأنه لم يتم قبولها بالمستشفى الذي طلبه لعدم توفر سرير لها فيه وتم إبقاؤها لديه بالمنزل وعند حضورها كانت حالتها الصحية حرجة جداً وتعاني من تدهور شديد في مستوى الوعي وقوة الإبصار لوجود الورم السحائي الكبير وتم شرح ذلك لزوجها بضرورة إجراء عملية عاجلة لإنقاذ حياتها وتم أخذ رأي استشاري النساء والولادة قبل إجراء العملية. وبعد العملية تحسنت حالتها ونقلت إلى مستشفى النساء والولادة لإجراء عملية قيصرية لها وبموافقة الزوج والولادة كانت بالموعد المناسب لها وفي وقتها وكانت الطفلة مكتملة النمو وبصورة جيدة والأم بصحة عامة جيدة ومستقرة وكتب إذن خروج للطفلة إلا أن الأب رفض استلامها بحجة عدم وجود من يرعاها بالمنزل وتقديراً لظروفه تم إبقاء الطفلة لدينا بالحضانة بمستشفى الأطفال ما يقارب الثلاثة أسابيع. وفي اليوم الثالث من إجراء العملية القيصرية للأم ظهر انتفاخ في البطن وتم إعطاؤها المحاليل الوريدية والمضادات الحيوية وأجري لها في نفس اليوم أشعة مقطعية للبطن شخصت حالتها كسل في الأمعاء وهذا طبياً قد يحدث بعد إجراء العملية القيصرية ووضعت تحت العلاج التحفظي، زاد الانتفاخ ودرجة الحرارة وهبوط في ضغط الدعم وتم استدعاء الزوج وشرحت خطورة الحالة له وضرورة إجراء عملية استكشاف للبطن ووافق على ذلك وتم إجراء العملية في نفس اليوم وتبين وجود بقع غرغرينة في جدار الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة وتوسع شديد في القولون وتم استئصال الجزء المصاب من الأمعاء وإعادة توصيلها فتحسنت حالة البطن وبدأت بتناول السوائل بالفم والتبرز بطريقة طبيعية وكانت في حالة صدمة إنتانية ناتجة من الغرغرينة وشدة انتفاخ الأمعاء. وهناك بروتوكول علمي يتم اتباعه في علاج الصدمة الإنتانية متعارف عليه طبياً ويشمل استخدام عقاقير لرفع ضغط الدم للحفاظ على التروية الدموية للأعضاء وخاصة الحيوية منها مثل: (الدماغ - القلب - الكليتين) وكان أعطاء هذه الأدويه ضرورية جداً لحالتها حفاظاً على حياتها مع العلم بأن الجرعات المعطاة لم تتجاوز الحد المتعارف عليه طبياً كذلك لوحظ وجود علامات نقص تروية وازرقاق في أصابع القدمين واليدين تم عمل فحوصات للتأكد من عدم وجود التهاب في الأوعية الدموية وكانت النتائج سلبية. تطورت حالة نقص التروية في الأطراف إلى غرغرينة في الأصابع وبرودة في اليدين والقدمين وكان الحل الوحيد إجراء البتر وشرح ذلك للزوج ولإنقاذ حياتها من التسمم تقرر إجراء عملية بتر اليدين والقدمين وبموافقة الزوج، مع أن مثل حالة المريضة هذه نسبة الوفاة بها عالية جداً إلا أن فضل الله سبحانه وتعالى ومن ثم الجهود المبذولة لها من الفريق الطبي المعالج والرعاية الطبية المقدمة حالت دون ذلك وأصبحت المريضة حالياً بحالة صحية جيدة ومستقرة وواعية والإبصار في تحسن وسيتم تحويلها إلى مركز التأهيل الطبي. ونوضح لسعادتكم أن الورم كبير في الأغشية السحائية أدى إلى فقدان الوعي والإبصار مع وجود حمل احتاجت لولادة قيصرية علاجية إنقاذاً لحياتها أدت إلى كسل في الأمعاء وحدوث غرغرينة بها، وحدوث مثل هذا متعارف عليه طبياً مما تطلب الأمر إجراء استئصال جزء منها ونتيجة لحدوث صدمة إنتانية شديدة حدث نقص شديد في تروية الأطراف أدى إلى حدوث غرغرينة، استدعى ذلك إجراء عملية بتر لها وهذه الحالة تعتبر نادرة، وتم التعامل معها من قبل الأطباء المعالجين كل حسب تخصصه حسب الأصول الطبية المتعارف عليها، ولا يوجد هناك أي خطأ طبي أو تقصير من الناحية الطبية أو التمريضية تجاه المريضة، وقد زود زوج المريضة بتقرير طبي عن حالة زوجته وهذا دليل على أن ما قدم للمريضة حسب الأصول المتعارف عليها طبياً وإنقاذاً لحياتها. والذي نأمله من سعادتكم التكرم بتوجيه المحررين لديكم بضرورة التأني قبل النشر والرجوع إلى المسؤولين المتخصصين بالمجمع للاستفسار عن أي ملاحظات أو شكوى للوصول إلى الحقيقة فيما يكتب من خلال صحيفتكم التي عرف عنها التميز بنشر كل ما يهم المواطن والمقيم على أرض هذه البلاد حفظها الله وقادتها ومن يعيش عليها من كل مكروه. وتفضوا بقبول تحياتي،، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بمجمع الملك سعود الطبي إبراهيم بن عبدالرحمن الصبيح