شدد وزير الإعلام السابق الدكتور محمد عبده يماني على أن إنشاء جمعيات وهيئات تعنى بشأن حقوق الإنسان في المملكة أمر صائب ويتفق مع روح الإسلام، ف "ديننا يدعو للتمسك بحقوق الإنسان، بل وحتى حقوق الحيوان". وقال في ندوة "مفهوم حقوق الإنسان في الإسلام" التي نظمتها مساء أول أمس (الأربعاء) هيئة حقوق الإنسان (فرع الشرقية) بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في الغرفة التجارية بمدينة الدمام: "إننا نحتاح لفهم صحيح للدين ولحقوق الإنسان التي يشدد عليها، عندها سنقوم بتعليم العالم معنى هذه الحقوق". والندوة التي حضرها حقوقيون من مختلف مناطق الشرقية سجلت انتقاداً وصف ب "اللافت جداً" رأوا أن المجتمعات الغربية تقدمت حين وضعت القوانين التي تجرم منتهكي حقوق الإنسان، وعن اهتمام الدين بحقوق الإنسان قال يماني: "هناك أفراد مسلمون يهتمون حتى بحقوق الحيوان، وهذا لا يأتي إلا مع وجود ثقافة جاءت من سلوكيات الرسول الكريم في أمته، مذكراً بأحد المسلمين الذين زاروا مكة، إذ قام بإيقاف مُلك له لإطعام الكلاب الضالة في مكة". وفي مداخلة للشيخ حسن الصفار قال "نعرف أن ديننا يوصي باحترام حقوق الإنسان لكننا كطالبي علوم دينية نعرف أن هناك شعاراً لحقوق الإنسان، وينبغي أن يكون هناك قوانين وتقنينات للشأن الحقوقي"، ضارباً المثل بالمجتمع الغربي "لا شك أن المجتمعات الغربية حولت حقوق الإنسان إلى أنظمة وتقنينات"، مشيراً إلى إن هذه الجزئية هي نقطة التقدم على المسلمين، وأضاف "في عالمنا الإسلامي لا يزال أمامنا طريق طويل في هذا المجال"، مستدركاً "علماً أن السيرة النبوية والتراث الإسلامي مليئين باحترام حقوق الإنسان". ونفى الصفار وجود منهج متكامل في حقوق الإنسان يدرسه طالب العلوم الدينية، معتبراً ذلك نصاً حاداً في هذا المجال، مضيفاً "لم تتحول حقوق الإنسان لمادة تتكثف حولها البحوث لكنها موجودة كمسائل متفرقة"، مشدداً على ضرورة "أن يكون لدينا منظومة كاملة في هذا الشأن كي نتمكن من حماية حقوق الإنسان". ورأى يماني خلال حواره مع الحضور أن مناهج التعليم بدأت تتغير، بيد أن طلاب المدارس في حاجة ماسة اليوم لإدراج مادة دراسية جديدة في مجال حقوق الإنسان، وهو ما أثلج صدر الطفل يزيد علي ذي السبعة أعوام، والذي تساءل عن إمكانية وجود مادة مختصة تدرس للطلاب، ما لفت الأنظار إليه، ليحصل على تصفيق حار في القاعة. وعلى صعيد المعوقين قال يماني: "لهم حقوق كبيرة في الإسلام، وحين أنشئت مؤسسات تهتم بهم كجمعية معوقي الأطفال تمكنا من انتشال أطفال كان أهلهم ينزلون لهم الأكل بحبال". في إشارة منه لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل الأهل قبل غيرهم، مرجعاً ذلك لعدم وجود ثقافة وتربية دينية. والندوة التي أدار حوارها الكاتب نجيب الزامل، وقدمها عضو هيئة حقوق الإنسان شرف السعيدي ألقى فيها مشرف فرع الشرقية الدكتور منصور القطري، وقال: "يأتي هذا اللقاء ليعزز التواصل بين الهيئة والمثقفين"، مشدداً على أن حقوق الإنسان يعززها الإسلام ويدعو لها، وأضاف: "من المؤسف أن تسيس الحقوق على حساب المنجز الإنساني"، مشيراً إلى أن الإسلام دين نظم العلاقات حتى مع الآخر، إذ خلق مساحات أوسع للتسامح معه، مستدركاً بأن قيم التسامح التي يدعو لها الدين أصابها نقوص على أرض الواقع وهذا شيء مؤسف"، منتقداً الصراعات الطائفية التي تنتشر في العالم الإسلامي، ما يعطي انطباعاً عن حاجة المسلمين لبوصلة أخلاقية، وأضاف "هذه الحال المتردية تفرض علينا كمسلمين أن نرسخ قيم العدل والتسامح والمواطنة واحترام التنوع الثقافي والمذهبي، وقبول الأنا والأنا الآخر قبولاً مطلقاً"، لافتاً إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" في مؤتمر الأديان المنعقد أخيراً في الأممالمتحدة، والذي خرج بتوصيات عدة، منها احترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتأكيد على منح الحريات بما في ذلك حرية الاعتقاد الديني أو المذهبي. من جانبه رأى المستشار القانوني إبراهيم العسيري أن احتفال الحقوقيين باليوم العالمي لحقوق الإنسان في ذكرى الستين عاماً يعد مناسبة لجميع حقوقيي العالم، وأضاف ل "الرياض" "إن هذا اليوم يحمل مبادئ سامية لكرامة الإنسان ويحفظ حقوقه النابعة من 14قرناً من شريعتنا الإسلامية".