في عام 2006خاضت المرأة الكويتية الانتخابات النيابية وهي تتوعد بأن تكتسح هذه الانتخابات وأنها ستكبح سيطرة الرجال على المجلس النيابي لعقود معلنة بداية حقبة جديدة تشارك المرأة فيه بصناعة القرار من خلال أعلى سلطة شعبية وهي مجلس الأمة، كانت تعتقد المرشحة الكويتية أن الرجل هو عدوها الأول، ولكنها صُعقت عندما رأت أن من كان يعيق وصولها كان الناخبات الكويتيات، قُمن بمنح أصواتهن للمرشح الرجل وعند إعلان النتائج لم تحصل المرشحة الكويتية على أي مقعد مع أنها كانت تعول على الصوت النسائي الشيء الكثير. وفي عام 2008عادت التجربة بنفس السيناريو السابق فبعد أن حُل مجلس الأمة تكررت المأساة ولكن بقسوة أكبر، فقد ظهر سيدات في مقابلات تلفزيونية على هامش الفعاليات الانتخابية يُصرحن بالعلن رفضهن نيل أي سيدة لأي مقعد في مجلس الأمة وأنهن سيجتهدن على أن يتم هذا، وقد حدث ذلك بالرغم من الجهد الكبير الذي بذلته الناخبات والمرشحات، وفي النهاية لم تحصل أي سيدة على أي مقعد في المجلس الجديد. موضوعي هنا ليس سياسياً ولكنه اجتماعي بحت وتشكو منه مجتمعات عربية كثيرة، وأتعجب عندما يتم إغفال جانب اجتماعي يعيق تقدم المرأة وتطورها وهو الحرب الذي تواجهه من أختها، فهي نعم بمثابة الحرب وليست منافسة وكثير من النساء وفي بيئة العمل تحديداً يتوقعن أن المكان لا يتسع لهن جميعاً فإما تكون هي بمفردها بلا شريك أو تعلن الحرب لتنتصر في النهاية، وأراهن أن كثيراً من الجهات التي تجمع مجموعة من الموظفات تحت سقف واحد سواء الفروع النسائية للبنوك أو مراكز الإشراف التربوي أو الأندية النسائية المغلقة أو الأقسام النسائية في المؤسسات الصحفية لا تشهد بين فترة وأخرى صراعاً بين سيدتين أو أكثر وخططاً لنصب المكائد لبعضهن بسبب موضوع لو كان بين رجلين لما التفتا إليه أصلاً لأنه ببساطة أصغر من أن يقفا بحدوده. هل هي الغيرة.؟ أم أنه استكثار لحصول إحداهن على فرصة لم تنلها غيرها.؟ أم أنه التعالي الذي تمارسه من نالت فرصة التعلم في الخارج أو حصلت على شهادة عليا في مجال للأسف أنه اجتماعي، أم أنه جهل بأبجديات العمل الجماعي وأن نحب لأخينا ما نحب لأنفسنا؟ أظهر مسح أجراه المجلس الوطني الأردني لشؤون الأسرة أن 87% من نساء الأردن يؤيدن ضرب الرجل لزوجته، في العديد من الحالات، ومن أهم هذه الحالات مخالفة الزوجة لأوامر الزوج، أو غيابها عن المنزل، أو حرق الطعام (( تصوروا حرق الطعام )) أو الدخول في نقاش مع الزوج، أو عدم احترام أي فرد من أفراد عائلته. وأظهر المسح أن 83% من النساء الأردنيات يؤيدن حق الرجل في ضرب زوجته في حال قامت بأي عمل يدل على الخيانة، وأيدت 60% من النساء ضرب الرجل لزوجته إذا قامت بحرق الطعام، ووافقت 52% من النساء على ضرب الرجل لزوجته إذا لم تنصع لأوامره. هذا المسح منشور في موقع لها الالكتروني لمن أراد الرجوع للتفاصيل، حقيقة وبالرغم من رفضي القاطع أن يلجأ أي رجل للعنف مع زوجته مهما بلغ حجم الخطأ المرتكب وبالذات لوجود وسائل عقاب أخرى ومتنوعة الحدة بإمكان الرجل استخدامها حسب الموقف الذي يتطلبه الموقف إلا أنني متألم كون أن من أيد ووافق على ممارسة العنف ضد المرأة هن نساء في الوقت الذي كنت أتأمل أن تكون هي من يقف ضد هذا الأسلوب في حل المشاكل أو ألأخطاء، السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة : لو تم تطبيق عقاب الضرب مع كل زوجه تحرق الطعام هل ستسلم زوجة واحدة من صفعات زوجها؟