قبل أسبوع منح اتحاد نقاد السينما بلوس انجلوس جائزة فيلم العام للفيلم الرسومي (وول إي) وبعده بيومين أذاع الغولدن غلوب قائمة ترشيحاته للأفلام الأفضل في عام 2008، ولينطلق بهذه المناسبتين موسم الجوائز في أمريكا وهو موسم الحصاد الذي تستهدفه شركات الإنتاج فلا تعرض أفلامها المهمة إلا في وقت قريب منه، ما يجعل من نهاية كل سنة، ابتداء من شهر أكتوبر، موسماً حافلاً بأفضل الأفلام وفترة محببة لعشاق السينما. وقد جرت العادة أن تضم قوائم الترشيح أفلاماً انطلقت عروضها الجماهيرية في بداية السنة أو منتصفها، لكن هذه السنة تبدو استثناء، حيث اتجهت أغلب الترشيحات نحو أفلام لم تعرض حتى الآن على الجمهور، ولم يشاهدها إلا النقاد في مهرجانات ومناسبات خاصة، ويبرز ذلك في قائمة الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم دراما في الغولدن غلوب (وهي: فيلم "حالة بنجامين بوتون الغريبة" لديفيد فينشر، فيلم "فروست/نيكسون" لرون هاورد، فيلم "القارئ" لستيفن دالدري، فيلم (Revolutionary Road) لسام ماندس وفيلم (المليونير ابن الأحياء الفقيرة-Slumdog Millionaireس لداني بويل) والتي لن يراها الجمهور الأمريكي إلا في نهاية هذا الشهر أو في بداية يناير، أي قبل انعقاد حفل توزيع جوائز الغولدن بأيام معدودة، وهو ما سيقلل من إثارة "لعبة التخمينات" التي يمارسها الجمهور قبل المناسبات السينمائية الكبيرة. أيضاً فقد ألغى هذا التأخير حالة الجدل التي تصاحب إعلان قوائم الترشيحات والتي يثيرها الجمهور الرافض أو المؤيد للأفلام المختارة، لكن كل هذا لن يلغي فائدة هذه القوائم وفضلها في انتشال أروع ما في السنة من أفلام حتى وإن كانت أفلاماً مستقلة مغمورة لم تأخذ حقها في التسويق الجماهيري.. مثل فيلم (Slumdog Millionaire) الذي يتوقع أن يكون فيلم السنة بامتياز عطفاً على قصته الإنسانية المؤلمة التي تصور أحلام فتى فقير من قاع المجتمع الهندي يدخل في مسابقة تلفزيونية جائزتها مليون دولار. وقصة بؤسٍ وكفاحٍ ونجاحٍ مثل هذه هي التي يفضلها الأمريكيون عادة. في كل الأحوال.. تبقى فائدة قوائم الترشيحات في كونها تضع بين يدي عشاق السينما أسماء أهم أفلام السنة وليس عليهم سوى تسجيل هذه الأسماء وحفظها جيداً ثم السعي الحثيث للحصول عليها؛ لأنها أفلام عظيمة تستحق المشاهدة.