أطلقت المقاومة الفلسطينية أمس أربعة صواريخ محلية الصنع على مستعمرات النقب الغربي رداً على اغتيال الناشط في (سرايا القدس) الجناح العسكري لحركة (الجهاد الإسلامي) جهاد نواهضة ( 23عاماً) في بلدة اليامون غرب مدينة جنين بالضفة الغربيةالمحتلة. واعترفت مصادر إسرائيلية بسقوط أربعة صواريخ محلية الصنع، مشيرة إلى أنها سقطت في منطقة تجمع "أشكول" دون أن توقع إصابات - على حد زعمها -. وأعلنت (سرايا القدس) مسؤوليتها عن قصف التجمع الاستيطاني "اشكول" الواقع شرق خانيونس بخمسة صواريخ من طواز "قدس". وأكدت أنها تأتي في إطار الرد الأولي على جريمة اغتيال أحد قادة السرايا في جنين الشهيد "جهاد نواهضة" ورداً على العدوان الصهيوني بحق أبناء شعبنا في الضفة المحتلة وقطاع غزة، وتأكيداً على استمرار خيار الجهاد والمقاومة. من جانبها توعدت كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد ياسر عرفات بالضفة الغربيةالمحتلة بالرد على اغتيال نواهضة. وقال القائد العام للكتائب "أبومحمود" ان الرد على جريمة اغتيال القيادي بسرايا القدس سيكون قاسياً جداً. وفي أعقاب ذلك ذكرت الإذاعة العبرية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعادت إغلاق كافة معابر قطاع غزة التجارية، بزعم الرد على إطلاق صواريخ من القطاع على المواقع والمستعمرات اليهودية بالنقب. وذكرت مصادر إسرائيلية أن إغلاق المعابر جاء في أعقاب سقوط أربعة صواريخ فلسطينية على مدينة عسقلان دون وقوع إصابات أو أضرار. وأثارت جريمة اغتيال نواهضة ردود فعل مستنكرة ومتوعدة بالانتقام، حيث حمّل خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي قوات الاحتلال الجريمة، مؤكداً أن حركته تحتفظ بحق الرد على ذلك. وقال البطش "ان حركة الجهاد الإسلامي لديها الحق في الرد المناسب على هذه الجريمة، لوضع حد لجرائمه (الاحتلال) المتواصلة في اغتيال المجاهدين". وأضاف "ان عملية الاغتيال جريمة بشعة تأتي في إطار الحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني وعلى قياداته، لدفع الشعب الفلسطيني وقياداته للاستسلام، ولكن هذه الجرائم لن تثنينا ولن تردع حركة الجهاد الإسلامي ولن تخيفها"، كما قال. وشدد على أن الشعب الفلسطيني "صاحب حق تاريخي في فلسطين، وسيمضي في مشروع الجهاد والمقاومة، وستكون دماء الشهيد نواهضة دافعاً آخر لاستمرار هذا الجهاد"، على حد تعبيره. وكانت قوات الاحتلال فجر أمس اغتالت الشاب جهاد نواهضة فيما شنت حملات اعتقال واسعة النطاق في الضفة، طالت 22مواطناً، معظمهم من محافظة الخليل. وذكرت مصادر حركة الجهاد الإسلامي ان قوات الاحتلال حاصرت الشاب نواهضة في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية أثناء تواجده في مقهى للانترنت على مقربة من منزله في بلدة اليامون. وحسب المصادر فإن قوات الاحتلال طلبت من نواهضة عبر مكبرات الصوت بتسليم نفسه، إلا أنه رفض ووقع اشتباك مع جنود الاحتلال الذين أمطروه بزخات من الرصاص قبل أن يقوموا بإعدامه بدم بارد بعد وقوعه في قبضتهم. غير أن شهود عيان أكدوا أن نواهضة كان يسير على مقربة من مقر بلدية اليامون عندما فاجأته مجموعة من أفراد الوحدات الخاصة "المستعربين"، كانت تستقل شاحنة صغيرة تحمل لوحة تسجيل فلسطينية، حيث ترجلوا منها وشرعوا بإطلاق النار عليه ما أدى إلى اصابته في مختلف أنحاء الجسم، فيما قام عناصر القتل بجره من رجليه إلى سيارتهم، وهناك أجهزوا عليه قبل أن يلقوا بجثته على الأرض ويفروا من المكان. وإثر ذلك، اقتحمت قوة عسكرية كبيرة بلدة اليامون مطلقة الرصاص بكثافة في محاولة لتأمين انسحاب وحدات القتل الخاصة. يذكر ان نواهضة من أبرز كوادر سرايا القدس في شمال الضفة وكان مطلوباً لقوات الاحتلال منذ بضع سنوات ونجا أكثر مرة من محاولات اغتيال أو اعتقال. من جهة أخرى، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية صباح أمس ان قوات الاحتلال اعتقلت 22مواطناً فلسطينياً زعمت أنهم مطلوبون خلال حملات دهم واسعة النطاق في الضفة الغربية تركزت في مخيم الفوار وبلدة بيت أمر القريبين من الخليل والباقي من قرية دير أبومشعل شمال غربي رام الله. وجاءت هذه الاعتقالات بعد ساعات قليلة على اطلاق سلطات الاحتلال سراح نحو 225معتقلاً فلسطينياً من سجونها في إطار "بوادرها الطيبة". وكانت قوات الاحتلال اعتقلت فجر الاثنين 17مواطناً فلسطينياً آخرين، ليصل العدد الاجمالي لنحو 40معتقلاً من الضفة خلال 24ساعة.