تبنى مجلس الأمن، مساء أمس بتوقيت الرياض، القرار (1850) الداعم لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمنوّه بأهمية مبادرة السلام العربية لعام 2002م. وأعلن مجلس الأمن في القرار تأييده للمفاوضات التي شرع فيها في أنابوليس والتزامه بعدم الرجعة في مسيرة المفاوضات الثنائية. وحصل القرار الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة مدعومة من قبل روسيا على تأييد (14) عضواً في مجلس الأمن في حين امتنعت ليبيا، العضو الخامس عشر عن التصويت. ولاحظ المجلس في قراره ان السلام الدائم لا يمكن أن يقوم إلا على أساس وجود التزام ثابت بالاعتراف المتبادل ونبذ العنف والتحريض والإرهاب وعلى أساس الحل القائم على وجود دولتين. وحضر جلسة مجلس الامن وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس كما تناولوا الكلمة خلالها. وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في افتتاج الجلسة "ان هذا الاجتماع هام جدا للسلام في الشرق الاوسط". وأضاف "ان الاحتلال (الإسرائيلي) الذي بدأ في 1967يجب ان ينتهي وعلى إسرائيل والعالم العربي ان يعيشا في سلام". وقال وزير الخارجية الروسي "ان تبني القرار لا يشكل ضمانة مطلقة" مضيفا "ان جانبا كبيرا (من التقدم المؤمل) يتوقف على قدرة إسرائيل والفلسطينيين على تطبيق تعهداتهم (..) خصوصا في مجال الامن". اما رايس فقد اعتبرت ان الوضع "اليوم مختلف جدا عما كان عليه في 2001لدى تولي الرئيس جورج بوش" السلطة. واضافت وزيرة الخارجية الاميركية في ما قد يكون آخر مداخلة لها قبل تولي الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما مهامه في 20كانون الثاني/يناير 2009، "لا يوجد درب آخر غير مسار انابوليس (..) ولا يوجد حل آخر غير حل دولتين تعيشان بسلام جنبا الى جنب". وعلى الفور رحبت الرئاسة الفلسطينية بقرار مجلس الامن الدولي وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينه ان "قرار مجلس الامن الدولي مشجع لا سيما وانه يدعو لاستمرار عملية السلام بدعم كامل من المجتمع الدولي ويحافظ على الامل في السعي نحو السلام". واضاف ابو ردينه "نطالب مجلس الامن الدولي واللجنة الرباعية الدولية بضرورة سرعة العمل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول الى اتفاق سلام". وتابع ان "قرار مجلس الامن الدولي بدعمه اقامة دولة فلسطينية، يخدم الحفاظ على مسيرة السلام". وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من جهته المجلس "هو خطوة اولى منذ خمس سنوات تبادر لها روسياوالولاياتالمتحدةالامريكية". واضاف "ان صدور قرار يدعو لانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة وتاييد خطة خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية هو خطوة ايجابية". ولكنه اعرب عن امله "ان لا يضاف القرار الى ارشيف القرارات الأخرى التي لم تنفذ"، وتابع "ونريد قرارات الزامية لإسرائيل بوقف النشاطات الاستيطانية وانهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967بما فيها القدسالشرقية".