ستعلن منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عن تقليص جديد يرجح ان يكون كبيرا في انتاجها الاربعاء في وهران (الجزائر) لدعم اسعار النفط التي انهارت مع تدهور الاقتصاد العالمي. وصرح رئيس اوبك التي تؤمن 40٪ من النفط العالمي شكيب خليل «يتوقع ان يقرر اجتماع وهران تقليصا حادا لاعادة التوازن بين العرض والطلب». واعلنت ايران المنتج الثاني للنفط في اوبك الاحد انها ستطالب بتقليص يتراوح بين 1.5 ومليوني برميل يوميا من انتاج الكارتل في اجتماع وهران (الجزائر) في 17 كانون الاول/ديسمبر، بحسب وكالة ايسنا للانباء. وقال وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري «موقفنا في اجتماع اوبك المقبل في الجزائر سيقضي بطلب خفض انتاج الكارتل 1.5 الى مليوني برميل في اليوم». وما ان انتهى الاجتماع الاستشاري في القاهرة في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر حتى اعلن الامين العام اوبك عبد الله البدري وجود «اجماع عام» على الحاجة الى خفض الانتاج في وهران للمرة الثالثة على التوالي. وامام تراجع الطلب للمرة الاولى منذ 25 عاما، لا يملك الكارتل اي خيار اخر اذ خسر سعر برميل النفط 70٪ من قيمته منذ بلغ مستواها القياسي خلال الصيف. ووصل سعر برميل النفط آنذاك الى 150 دولارا. اما الجمعة فسجل السعر 46 دولارا. وهذه الاسعار لا تسمح للمنتجين بتحقيق توازن مالي وتغطية تكاليف الانتاج. فحتى السعودية لم تعد راضية عن الاسعار الحالية بعدما صرح الملك عبد الله بن عبد العزيز ان سعر 75 دولار للبرميل «عادل». ولا يزال ينبغي تقييم حجم التقليص «الحاد» بالارقام مقارنة بانتاج رسمي من 27.3 ملايين برميل في اليوم. واعتبر جوليان جيساب من مؤسسة «كابيتال ايكونوميكس» ان «الكارتل قد يعلن تخفيضا من مليوني برميل في اليوم على الاقل» في وهران. وقال ديفيد كيرش من «بي اف سي انرجي» ان «مندوبي اوبك يتحدثون عن (خفض من) 1.5 الى مليوني برميل في اليوم، ولكن بما ان خليل قال بالاستعداد لمفاجأة، نتوقع تخفيضا بكميات مرتفعة». وتجازف اوبك كذلك بالتسبب بانهيار جديد في الاسعار في حال خيبت امال السوق عبر اعتماد رد خجول.واعتبر فريديريك لاسير من سوسييتيه جنرال ان الاعلان عن خفض من مليوني برميل في اليوم او اكثر لن يؤثر على اسواق «صماء» ولا تعمل بحسب الانظمة الاساسية للاسواق، وتوقع خفضا من مليون برميل في اليوم. وقد يثير السعوديون على غرار ما حصل في القاهرة حجة عدم جدوى القيام بخفض كبير في حال امتناع اعضاء الكارتل ال12 عن احترام القرارات ومواصلة تجاوز حصص انتاجهم. وقال لاسير ان تخفيضا «هائلا» في الحصص قد يؤدي الى «نتيجة عكسية» على الاسعار في حال عدم احترامه. بالتالي تم تطبيق التقليصين اللذين اقرا في الاشهر الماضية (520 الف برميل في ايلول/سبتمبر و1.5 مليون برميل في اليوم في تشرين الاول/اكتوبر) بشكل متفاوت. واضاف محللو مؤسسة «جاي بي سي انرجي» السويدية ان اي خفض يفوق 1.5 الى 2 مليون برميل «يبدو صعبا، بسبب مشكلة احترام الحصص» غير ان «اوبك قد تحتفظ بمفاجأة تكمن في دعم روسيا لها».