وصل وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إلى العراق أمس قبل خفض تدريجي في عدد القوات الأمريكية بالبلاد. وتستعد القوات الأمريكية وقوامها 149ألف جندي للانسحاب من مدن وبلدات العراق بمنتصف العام المقبل والانسحاب بالكامل من البلاد بنهاية عام 2011تماشيا مع الاتفاقية الأمنية التي توصلت إليها الولاياتالمتحدة والعراق ويبدأ سريانها في يناير/ كانون الثاني. ووصل غيتس إلى القاعدة الجوية الأمريكية في بلد شمالي بغداد بعد زيارة إلى البحرين وأفغانستان حيث يقاتل 65ألف جندي دولي بينهم 30ألف جندي أمريكي تمردا بقيادة حركة طالبان الأفغانية ومتمردين آخرين. وتريد الولاياتالمتحدة إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان إلا أن قدرتها على القيام بذلك تعتمد بشكل كبير على إمكانية خفض قواتها في العراق. وحذر مسؤولون من أن أعمال العنف في العراق قد تزيد ثانية قبل انتخابات المحافظات المقررة في يناير كانون الثاني والانتخابات العامة التي ستجرى في وقت لاحق من العام المقبل ومع تسليم القوات الأمريكية المزيد من المسؤولية الأمنية للشرطة والجنود العراقيين. إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أهمية تقديم الدعم للعراق على المستوى الدبلوماسي وذلك من خلال إعادة العلاقات وتبادل السفراء بين العراق وباقي الدول مشيدا بالدول التي قامت بإعادة تبادل البعثات الدبلوماسية مع العراق. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها غيتس أمس أمام مؤتمر حوار المنامة المنعقد حاليا في مملكة البحرين. وشدد الوزير الأمريكي في الكلمة على ضرورة إشراك العراق في المنتديات السياسية والاقتصادية والمنظمات الدولية ومساعدته من خلال إسقاط الديون السابقة عنه. وأشاد غيتس بالتقدم الأمني الملحوظ في العراق وشدد على ضرورة محاربة تنظيم القاعدة والإرهابيين والمتطرفين في العراق وأن تقدم دول جوار العراق الدعم له من خلال تأمين الحدود والقضاء على المتطرفين ووضع البرامج والخطط التي تسهم في أن يعم الأمن والأمان في ربوع العراق. وفيما يتعلق بمسألة أفغانستان قال وزير الدفاع الأمريكي (إن الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف تزيد من عدد قواتها في أفغانستان وهي معركة مهمة بالنسبة لنا).. مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة نشأ في هذا البلد وعاد إليها مرة أخرى بعد الهزيمة التي تكبدها في العراق مضيفا أن هناك 42دولة أرسلت قوات إلى أفغانستان بالإضافة إلى منظمات وهيئات دولية تعمل على تقديم الدعم لهذا البلد. وقال غيتس إن دول الخليج العربية قدمت الكثير من الدعم لأفغانستان وحث باقي الدول وخاصة دول الشرق الأوسط على تقديم المساعدة للشعب الأفغاني لبناء قدراته الأمنية. وأشار وزير الدفاع الأمريكي في كلمته إلى عدد من القضايا الهامة كالأمن البحري والجوي والفقر والقرصنة والنزاعات الطائفية وانتشار الأسلحة والإرهاب وبروز أمراض معدية تنتشر بسرعة ودعا إلى تعاون دول العالم من أجل القضاء على هذه المصاعب. وحول عمليات القرصنة التي وقعت في خليج عدن وعلى شواطئ الصومال قال غيتس (إن لهذه العمليات تأثيرات دولية وإن الأسطول الخامس الأمريكي قد أنشأ دوريات بحرية في خليج عدن). وأوضح أنه بإمكان القوات الأمريكية الهجوم على القراصنة ولكن بشرط الحصول على معلومات كافية. وأعرب وزير الدفاع الأمريكي في ختام كلمته عن استعداد بلاده للتحاور مع إيران بشرط أن تقبل بقرارات مجلس الأمن الدولي والتوقف عن البرنامج النووي. وتغيب وفد ايراني كان من المقرر ان يحضر المؤتمر على ما اعلن احد المنظمين أمس. وكان المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي ينظم منتدى "حوار المنامة الاستراتيجي" بالتعاون مع سلطات البحرين اعلن ان الوفد سيضم النائب كاظم جلالي العضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى الايراني ودبلوماسيين اثنين. واعلن المدير العام للمعهد جون تشيبمان قبل الموعد المحدد لمداخلة جلالي ظهر السبت ان الايرانيين لم يحضروا. واكد انه كان تلقى موافقة على مشاركة المسؤولين الثلاث في الدورة الخامسة ل"حوار المنامة الاستراتيجي" خلال زيارة قام بها اخيرا الى طهران.