الهيروين الأبيض المخدرات.. دقائق لذة موهومة.. وسنوات من الضياع.. تعددت الأصناف واختلفت التركيبات ولكن النهاية مأساة إنسان.. وتشرد أسرة.. وضياع مستقبل.. تجار الموت يتقنون في تركيبتها واطلاق الأسماء ويزينون للمخدوعين آثارها نصحبكم في سلسلة تعريفية بأكثر المخدرات شيوعاً ونعرض في كل أسبوع نوع المخدر وعلامات تعاطيه وآثاره المدمرة. الهيروين واسمه العلمي هو (دياستيل المورفين) أو الديامورفين وقد اكتشفه (هنريش دريسر) العالم الألماني سنة 1989م وهو نفس العالم الذي قدوم الأسبرين للطب، وكان يبحث عن قاتل للألم له قوة المورفين وغير قابل للادمان، وهو عبارة عن بودرة بيضاء ولا رائحة لها متبلورة مرة المذاق تذوب في الماء، وقد سميت هذه البودرة بالهيروين من الكلمة الألمانية (Heroisch) بمعنى بطولي. وعند تعاطي الهيروين فإن الجسم يحول إلى مورفين كما أن أربعة مليجرامات من الهيروين تساوي تأثيرها عشر من المورفين، وقد يؤخذ الهيروين عن طريق الشم أو الحقن الوريدي. لون الهيروين ورائحته للهروين ألوان عدة تتراوح بين اللون الأبيض واللون الأبيض العاجي، اللون الرمادي الغامق، واللون الرمادي المائل للون البني، واللون الأسمر المصفر أو اللون البني وبتعريضه للهواء بصورة مستمرة يجعل لونه غامقاً خفيفاً. كما أن للهروين الأوروبي والشرقي ألوان فاتحة مما يدل على درجة جودته العالية وتنقيته. أما الهيروين المكسيكي لونه غامق وله ملمس حبيبي نظراً لتعرضه لضوء الشمس أو عمليات المعالجة الكيماوية التي تؤدي لتكوين ناتج من الهيروين غير نقي ويوجد نوع من الهيروين منشؤه الشرق الأوسط يتراوح لونه بين اللون الأحمر والداكن، والرمادي والأبيض ويتكون من حبيبات غير منتظمة تشبه رائحة الفلين. ومن الممكن أن يكون للهروين رائحة قوية أو ضعيفة تشبه رائحة الخل (حامض الخليك). ومفعول الهيروين أقوى من مفعول الأفيون أضعاف المرات. كما ذكرنا سابقاً لتحضيره في معامل غير مشروعة يتم استخلاصه كيمائياً من عجيبة المورفين إحدى مشتقات مادة الأفيون الخام وليس له أي استخدامات طبية. ويعتبر الهيروين أخطر أنواع المخدرات، وأغلاها على حسب نسبة تركيز المادة الفعالة من المنتج وتزداد أسعاره وفقاً لهذا المعيار، كما يصنف الهيروين من أكثر المخدرات خطراً على الصحة لشدة الادمان عليه. فكم من نفس ازهقت بهذا السم الأبيض وتذكرة الموت كما يسميه البعض. ويحتاج متعاطي الهيروين إلى زيادة الجرعة وتكرارها في أوقات متقاربة وإذا لم يعثر على جرعته من الهيروين يشعر بالتعب والارهاق فيدخل في مرحلة من النوم القلق الذي تصحبه الكوابيس والأحلام المزعجة وإذا لم يعط جرعة من الهيروين أو بديلاً لها يدخل المدن في مرحلة اضطراب الوعي ويكون ذلك مصحوباً بارتفاع شديد في درجة الحرارة ومن آثاره أن مدمن الهيروين نهايته أما الوفاة أو المرض النفسي أو السجن. أما بالنسبة للمرأة فيؤثر تعاطي الهيروين المخدرات عليها كثيراً فهو يسبب اضطراباً شديدة في الجهاز التناسلي فتقل الرغبة الجنسية، كما يحدث اضطراباً في الدورة الشهرية وقد تمتهن المرأة البغاء لتأمين المال لحاجتها إليه لشراء المخدرات. كما لوحظ ظهور بعض علامات الرجولة على المدمنات كخشونة الصوت وهو أيضاً يسبب للمرأة حدوث اجهاضات متكررة أو ولادة أطفال مشوهين أو ميتين. ومن المؤكد أن الهيروين الذي يباع 90%، منه مغشوش والذي يستعمله المدمن على أنه هيروين وهو عكس ذلك لا يحوي من الهيروين الحقيقي إلا نسبة تتراوح بين 1-10% ويغش بمواد شديدة السمية على الإنسان يكفي 4ملغرام منها لقتل إنسان بشكل فوري ناهيك عن الأمراض التي تسببه المواد المغشوشة فيه (عادة يستعمل المدمنون على الهيروين حقنة واحدة لحقن أنفسهم بالمخدر مما يساعد على نقل الجراثيم والأمراض الخطيرة مثل الإيدز وغيره. وحسب الإحصائيات العالمية تجد أن نسبة انتشار مرض الإيدز بين مدمني الهيروين تصل إلى 50% في بعض البلدان. ويصاب المدمن "بالتهاب الكبد الفيروسي" من نوع (C) وهذا المرض شائع لكل مدمن لليهروين تقريباً وينتقل هذا الالتهاب الكبدي بواسطة الدم بسبب استعمال الحقنة الواحدة. ومن المعروف أن الالتهاب الكبدي (C) مرض خطير وصعب الشفاء وقد يتحول إلى إصابة مزمنة أو يصاب بتلف الكبد أو يتحول المرض إلى سرطان كبدي مميت حمانا الله وإياكم من هذه الآفة الخطيرة.