؟ في عطلات نهاية الاسبوع تقف صفوف من السيارات المنتظرة عند مدخل باتونيس دي آريبا وهي قرية جبلية تبعد 60كيلومتر شمال شرق العاصمة الاسبانية مدريد. ويتجول الزوار الذين يرتدون ازياءهم المعروفة في أنحاء الشوارع المرصوفة بالحجارة وهم مندهشون من المنازل العريقة المبنية من الحجر ويتناولون الغداء في المطاعم الفاخرة على طاولات مفروشة بمفارش بيضاء ويتصاعد اللهب من الاماكن المخصصة للتدفئة. وتقف احدى السيدات لتلتقط صورة لقطة ضالة تجلس بجوار آنية زهور ويقوم الكثير من السياح ايضا بشراء العسل والفطائر ليأخذوها معهم عند عودتهم لمدريد. ويقول أنتونيو كونتريراس فنان محلي درس تاريخ القرية ووضع كتابا عنها "في العطلات الطويلة يمكن لآلاف الاشخاص القدوم" الى القرية والتي بها 20مقر اقامة دائم. وبصعوبة يصدق كريسانتو أراوجو جارسيا، البالغ من العمر تسعين عاما والذي أمضى طفولته في القرية، مدى التحول الذي مرت خلاله. ويتذكر "الحياة في باتونيس كانت تشبه العبودية". ويقول "لم يكن هناك ماء نقي أو كهرباء. وكنا نرتدي ملابس رثة. وكنت أذهب للمدرسة بصعوبة. وكنت احرس الغنم واصطاد الأرانب وعملت كحارس في الغابة. ولم يكن هناك أحد يريد زيارة باتونيس ولكن الآن السياح يأتون حتى من الخارج". والتحول في باتونيس دي أريبا هو نفس ما حدث في القرى الاسبانية الكثيرة التي عادت إلى الحياة بعد الهجرة إلى المدن وتركها آلاف منهم مهجورة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. ولا يزال الناس ينتقلون من المناطق الريفية إلا أن سكان المدينة بدأوا أيضاً في الاستقرار في القرى التي ترك فيها فقط عدد قليل من كبار السن. وتحاول مئات القرى جذب السكان الشباب بتقديم حوافز مثل تقديم وظائف وإسكان رخيص أو بناء مدرسة. وقال أحد أنصار البيئة جيسوس جارسيا لصحيفة إل باييس اليومية "القرى تمثل ثقافة يمكن أن تعود لألف عام وهي ضرورية للحفاظ على الأرض ولانتاج الطعام". وتأسست باتونيس دي أريبا في القرن السادس عشر على يد عائلة رعاة غنم باسم باتون ثم فيما بعد أصبحت معروفة بوجود زعماء لها يعرفون بالملوك كانت لهم اتصالات بالكنيسة الكاثوليكية والقصر الملكي. غير أن الحياة كانت صعبة في القرية حيث يشارك الناس منازلهم مع حيوانات الحفل وتحمل الحمير القمح من الحقول إلى المنازل عبر طرق ضيقة.. وفي أواخر القرن التاسع عشر تزايد سكان باتونيس ليصل إلى ألف شخص لوصول عمال في ذلك الوقت الذي كان يجري فيه بناء سد بالقرب من القرية. وفي أواخر ستينيات القرن التاسع عشر تحول معظم السكان إلى القرية الجديدة التي هي باتونيس السفلى نظراً للتربة الزراعية الجيدة بها وسهولة اتصالها بالعالم الخارجي.. ولكن قرب باتونيس العليا من العاصمة سرعان ما انقذها حيث تحولت إلى مقصد سياحي يضم حوالي 15مطعماً وفندقاً ومدينة سكنية ومتحفاً للفن ومتاجر حديثة. @ (د.ب.أ)