عن النادي صدر العدد التاسع عشر من مجلة دارين؛ الفصلية الثقافية (ديسمبر 2008). وقد جاء العدد يحمل بصمة الفنانة ريم البيّات من حيث الغلاف والرسوم الداخلية. وتوزّعت مواد العدد بين النقد والشعر والسرد والتشكيل والترجمة، بالإضافة إلى الحوار وكتابة الأسفار. في افتتاحية العدد يكتب محمد الدميني، مدير التحرير، عن غياب ثلاثة من رموز الكتابة العربية على مشارف السبعين (محمود درويش) والمحلية (عبدالله جفري وجبر جمعة). في باب النقد نقرأ لعلي شدوي "المقدمات التاريخية للحداثة في المملكة العربية السعودية" فيما كتب فيصل الجهني مقاربة للرواية السعودية وفيها يرجع تدني هذه الرواية إلى قصر ومحدودية الرؤية للعوالم الروائية خاصة، والحياة الإنسانية عامة بمظاهرها المتنوعة؛ والفقر الفني المعرفي الذي ينتج أعمالا حكائية غاية في البساطة على مستوى الصياغة والتقنية، ويرى أن معظم إصدارات الرواية الاجتماعية السعودية تحولت إلى مجرد بوح فضائحي لا يمت للأدب الروائي بصلة.. فيما يتوقف علي الدميني في مقاله بهاء الهزائم في قصيدة "حديث الشتاء لغازي القصيبي"، ويقارب الدكتورمحمد عبدالرحمن يونس "أهمية الأسطورة شعرا وفكرا" حيث تشكّل الأسطورة نظاما خاصا في بنية الخطاب الشعري العربي المعاصر. وفي السرد والشعر نقرأ في هذا العدد عن (الحنين) لحمد الفقيه؛ و(دلّني صوتي عليك) لعلي الحازمي؛ و(عشب أيديهم الخشنة يابس من التعب) لمعتز طوبر؛ و(أول الأبجدية) لشفيق العبادي؛ و(ملحمة تذكارات المغني الضرير) لأحمد الواصل؛ و(في جفن الشمس تظلّين) لمجبل المالكي؛ و(رثاء) لجبير المليحان؛ و(مدينة الألعاب) لعبدالله الدحيلان؛ و(إنسان يفكر في الأمر) لضيف فهد؛ و(يدان) لهناء حجازي؛ و(طقس أزلي) لعبدالله الوصالي؛ وقصص قصيرة جدا من توقيع: هيام المفلح؛ تركي الرويتي؛ عبدالله علي المطمي. ومن الترجمات في هذا العدد: مقابلة مع الروائي الفرنسي لوكليزيو الذي حصد جائزة نوبل لهذا العام وقد أجراها معه ترثانكر تشاندا (ترجمة د. مبارك الخالدي).. وكذلك نقرأ حوارا مطوّلا مع المخرج السينمائي الراحل فلليني والذي يفضي إلى تحقيق فهم أعمق لمحرّكات ومصادر ودوافع الإبداع عند واحد من أهم السينمائيين في العالم (ترجمة أمين صالح).. ونقرأ لنيتشه الحقيقة والزيف وعلاقتهما بالأخلاق (ترجمة د.طارق النعمان).. وهناك دراسة نقدية لجون ماكسويل كويتزي حول رواية نصف حياة ل في.إس. نايبول (ترجمة كميل الحرز)..ومن الشعر الفرنسي يترجم أحمد عتمان قصائد لأندريه فيلتر.. ومن الأدب الياباني نقرأ قصة "طبق طائر في كوشيرو" لهارووكي موراكامي (ترجمة عبدالوهاب أبو زيد). ويضم العدد حوارا مع الناقدة الدكتورة فاطمة الوهيبي، وملف للتشكيل، فيما في باب (أسفار) يكتب يوسف المحيميد "أمشي في نيويورك مأخوذاً بالفوضى" وفيه يعرض جزءا من يوميات رحلته الأخيرة إلى مدينة نيويورك والتي سيضمّنها في كتاب يصدر قريبا بعنوان "حجر أحمر". وتستعرض المجلة عددا من الكتب الصادرة مؤخرا، يكتب الدكتورعبدالرحمن الطلحي عن مجموعة "دماء الفيروز" للقاص طلق المرزوقي؛ وأحمد سماحة عن قصص "ظل البيت" لصالح الأشقر؛ وعلي دهيني عن "رياح وأجراس" لفهد الخليوي. وفي الصفحات الأخيرة من العدد يقرأ عبدالله السفر أعمال الفنانة ريم البيات ويكتب عن هاجس البناء والتشكيل الذي يمكِّنُها من تحرير اللقطة وتصعيدها إلى لوحة فنيّة صنعتءها روحُ فنّانةٍ لها القسط الأوفى من الإبداع تسخِّر الكاميرا والتقنية؛ توظيفاً لرؤية تعتمل تحت السطح في ماء الأحلام، ثم تمثُلُ بازِغةً في مزيجٍ من الأمشاج الغارِقةِ في ضباب اللون وارتعاشه بما يشبه "ظلالَ الصّخب" تنحلُّ فيها الملامِح والوجوه وأجزاء البدن ونُثار الأشياء؛ ما يتبقّى مغموسا في السكينة يقول بأن شيئاً مرَّ من هنا وثمّة حاجاتٌ تركَها الصّاخبون، تنبئُ عن نقصانٍ، وتَشِي بتوءقٍ هائم يفرُّ من صورة إلى صورة حيث لا مُستقَر إلا هذه الحركة الجوّابة تبتلعُ العينَ.. ويصافح القارئ دليل الفعاليات الثقافية التي أقامها النادي خلال الفترة الأخيرة من العام الهجري 1429ه.