صدر العدد 20لصيف 2008م من مجلة الجوبة الثقافية حاملا معه العديد من المواد الثقافية والأدبية والإبداعية تتصدرها افتتاحية المشرف العام الأستاذ إبراهيم الحميد الذي يكتب عن رحيل الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، أحد أهم المفكرين في عالمنا الإسلامي. ويرى الحميد أن المسيري لم يتوقف عند حد ما، فقد تنقل في كتاباته كما أفكاره، من الأدب إلى الفكر إلى السياسة، مما جعله أنموذجا لكل طالب علم ومعرفة. وتقدم الجوبة دراسات، أولاها في رواية خاتم للروائية السعودية رجاء عالم، وهي رواية اللغة والتصوف والحكاية، رواية الماضي الذي يتلبس الحاضر ويكونه.إنها كذلك،وبالضرورة،سيرة حواء العالم العربي المختلفة،التي قُدِّر لها أن تسافر عبر عالم مغلق، ماسحة بعين النقد الكشافة صور العالم المهتز الذي قُدِّر لنا أن نعيش فيه،حيث المرأة علامة زائدة مكملة،والذكر أساس. والثانية دراسة أدبية لمجموعة (مدن العزلة) التي يتساءل في بدايتها د.عدنان الظاهر عن كيف ولماذا وقع اختياره على عنوان هذه الدراسة (عاشق في فرنسا) .. ويفسر ذلك، لأنَّ شريف - كاتب المجموعة - ولأول مرة يكتب غزلاً وحباً مشوبين بلوعة المحبين، وما يعاني المحب من حرقة الفراق بعد اللقاء. ويقول إن هذا الموضوع أغراني لأنني أعتبره المحك الدقيق والمرآة الأمينة لرصد مصداقية الشاعر والإنسان عموماً، والبرزخ أو المعبر الذي يصب الشاعر خلاله أصدق مشاعره وما يعانيه من عذاب الحب والفرقة . لا يخفي محبٌّ حبه ..فكيف بشاعر! وتأتي الجوبة على دراسة ثالثة للمنهج الجمالي للأستاذ رامي أبوشهاب ،وفيها محاولة للبحث في ماهية المنهج الجمالي ومفهومه ونشأته، والعلائق التي يقيمها مع عدد من القضايا كأخلاق المجتمع، وجذوره في النقد العربي القديم وآلياته في التعاطي مع النص الأدبي، وقد اعتمد في هذه الدراسة أسلوب العرض والتحليل وصولا إلى رؤية واضحة لهذا المنهج . وتدخل الجوبة في مواجهات أربع أولاها مع أستاذ كرسي الأدب العربي في جامعة لندن كمال أبوديب الذي يرى أنه في ثقافة متفتحة وحية مليئة بالحركة وقلق المعرفة، لا تطغى مثل هذه الدرجة من الوعي بالتراث والاهتمام بمشكلاته التي نعانيها الآن في العالم العربي . ويقول أبوديب إنه كما عانى أدونيس من صدمة الحداثة "فأنا شخصياً أعاني من صدمة التراث"، وأشار إلى أنه "من السذاجة أن نتصور أن لدينا تراثاً منسجماً ( ... ) وأن التراث عالم معقد ووهم كبير تصعب تنقيته". أما المواجهة الثانية فكانت مع الشاعر د. أحمد بن عبدالله السالم الذي يقول إن من لا يشعر بالانتماء للوطن في كل لحظة من لحظات حياته يبقى بلا هوية مهما أوتي من أسلحة التميز . وفي حديثه عن الشعر الأصيل - الذي هو منهجه - يقول إن متذوقه يحتاج إلى ثقافة معجمية، وثروة لغوية ضخمة، وحس موسيقي، وأذن مرهفة، وهو ما يفتقر إليه أكثر المثقفين اليوم، أما شعر الحداثة، ففيه شيء من المباشرة والسهولة ؛ لأن لغته تميل إلى اللغة الدارجة، وإن كانت ضعيفة كما هي لغة الصحافة، لكن الشيء المؤكد أن الشعر العربي الأصيل والحداثي متى ما جمعا في منبر واحد، فإن الكلمة الفصل هي للأصالة لا للحداثة، وأكبر دليل مسابقة الشعر في قناتي ( أبوظبي ) و(المستقلة ). وجاءت المواجهة الثالثة مع الأديبة الأردنية د.سناء شعلان التي تحلم بعالم ليس فيه دمعة أو صرخة أو سجون أو أسوار أو جياع أو ظلم أو ظلمة، تحلم بجنّة الله على الأرض، إلاّ أنّها تعرف أنّ جنّة الله في السّماء، ولن تكون أبداً في الأرض مهما حلم الحالمون، واجتهد المجتهدون. وتنشر الجوبة قصصاً لإبراهيم الحميد، وهويدا صالح، وسهام الدهيم، وفاطمة الناهض، وزهرة أبوسكين، وخالد الأحمد، كما تنشر قصائد ليوسف العارف، ومحمود مغربي، وميسون أبوبكر، وعماد الدين موسى، وحمدي هاشم حسانين، وفاتن محمود، ومحمد بنيس، وأسامة رابعة. والجدير ذكره أن الجوبة مجلة ثقافية تصدر كل ثلاثة أشهر، ضمن برنامج النشر ودعم الأبحاث بمؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية بمنطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية ويمكن التواصل معها عبر البريد الالكتروني [email protected]