تمثل العقوبات التي تتخذها بعض اللجان في اتحاد الكرة حجر عثرة في تعديل الكثير من السلوكيات المعوجة لدى اللاعب والمدرب والإداري بل أنها في كثير من الأحيان تساعد على استمرار ظاهرة التجاوزات في ملاعبنا حتى حطمنا الأرقام القياسية في عدد العقوبات ومرات الاكتفاء بنصف المدة وبذلك أصبح لا قيمة لها. لأنها لا تساعد على التقويم ولا تردع المخطئ ولا تكون مخيفة لمن ينوي الاقدام على التجاوزات في المستقبل؟ في الماضي القريب ماذا قال محمد نور عبر الإعلام عن الحكم سعد الكثيري وماذا اتخذ بحقه من عقوبة تردعه وترد للحكم والتحكيم اعتباره؟.. لا شيء. لماذا؟.. لأن اتخاذ القرارات دائماً ما يكون بصورة متفاوتة وأحياناً يأتي حسب العاطفة وردة الفعل الجماهيرية والإعلامية دون الادراك لعواقب ذلك ومردوده السلبي على الرياضة بشكل عام قبل ان ياتي تصرف أسامة المولد الذي امتهن (البصق) في لقاء فريقه أمام الهلال وحتى لو اوقف فان ذلك لن يؤدي الغرض مالم تكن العقوبة غير قابلة للعفو . في مرة سابقة رأى اتحاد الكرة أن عضو إدارة النصر عبدالعزيز الدغيثر خرج عن النص بتصريحه حول إقامة مباريات دوري المحترفين في وقت واحد حينها استدعي وتم التحقيق معه ومن ثم لفت نظره بعدم تكرار مثل هذه التصريحات - والسؤال أيهما أشد خطورة؟ الدغيثر أم اتهامات نور. طبعاً نحن لا نقر التجاوزات أياً كان مصدرها ولكن لماذا مر تصريح قائد الاتحاد الذي كان يضرب في أعماق نزاهة التحكيم مرور الكرام وهل كانت لجنة الانضباط الموقرة في إجازة تزامناً مع إجازة الحج أم أن اللاعب يتمتع بحصانة لا تجوز لغيره؟ أما أولئك الذين يطالبون بمعاقبة المخطيء فنقول لهم لا فائدة من المطالبة بذلك ما دام أن فقرة (الاكتفاء بنصف المدة) موجودة لأنها أتاحت الفرصة لأي لاعب لا يريد أن يشارك فريقه في مباراة معينة قد لا تناسبه أما لرغبته بالسفر أو يغيب لغرض في نفسه كاللجوء للبصق واللكم وخربشة وجه الخصم حتى يوقف لمباريات معدودة مع وضعه في ذهنه فقرة (الاكتفاء بنصف المدة) التي فيها تشجيع على السلوكيات المرفوضة، وعدم تطبيق للنظام الذي يجب أن يسري على الكبير قبل الصغير حتى يتم ترسيخ المبادئ الجميلة في وسطنا الذي أصبح يعج بالاحتجاجات والشكاوى والاتهامات والدخول في الذمم نتيجة غياب الحزم وكثرة التراجع عن العقوبات المتخذة ما لم تستكمل مدتها وكم أتمنى أن تتكرم اللجان المعنية بالرفع للمسؤولين لمن أجل الغاء فقرة (نصف المدة) والسبب أنها لم تخدم الأندية واللاعبين بل وسَّعت من دائرة التجاوزات في ملاعبنا.