في كل عام نرى صورا بيضاء مشعة تنير دروب الحجيج بمكةالمكرمة متمثلة بجهود وخدمات تبذلها كافة قطاعات الدولة ليتنقل الحجاج بين مقار سكنهم والحرم المكي الشريف براحة وطمأنينة وهي صور وان كانت معبرة عن تضافر الجهود المبذولة بين أجهزة الدولة والمواطنين فإنها تعبر بصدق عن الأدوار التي يقوم بها كل مواطن على ثرى هذه الأرض المباركة الطاهرة بحثا عن الأجر والمثوبة من رب العباد. وان كانت حكومة خادم الحرمين الشريفين تقف أمام خدمات الحجاج موقف الداعم والمؤازر والمساند لكل ما فيه راحة الحجيج من خلال المشاريع المنفذة والخطط المعدة فإننا نجد في المقابل أفرادا جندوا أنفسهم وبذلوا طاقاتهم وإمكانياتهم لخدمة ضيوف الرحمن دون النظر إلى ما سيجنونه من عائد مادي فالكسب المادي في نظرهم لاوجود له. ومن بين أولئك الذين سجلتهم أعين الكاميرا وهم واقفون على الأرصفة في خدمة الحجاج عمدة محلة الهجلة بمكةالمكرمة الشيخ محمود بن سليمان بيطار الذي لم توقفنا عدسات الكاميرا أمامه بل أوقفتنا نظرات الحجيج نحوه من خلال الأعمال التي يقدمها والمتمثلة في إكرام الحجاج وإطعامهم وإرشادهم إضافة لأعماله التي يؤديها والمتمثلة في العمل على حل المشكلات التي قد تصادف الحجاج مع أصحاب الفنادق والمحلات التجارية والعمل على توفير عدد من أهالي الحي لإرشاد الحجاج التائهين إضافة لاستعانته بعدد من أفراد الكشافة في عمليات الإرشاد. وبين الإرشاد والمتابعة وحل المعضلات نرى أن هناك دورا بارزا آخر يؤديه من خلال التنسيق مع مؤسسات الطوافة لمعرفة مقار سكن الحجاج داخل الحي وأرقام هواتف المباني التي يقطنونها. الواضح من صور الكاميرا التي التقطناها أن هناك هدايا خاصة يسعى لتقديمها بشكل يومي حيث يقوم بتوزيع هدايا تحوي بروشرات ومطويات توعوية. ومن حي الهجلة الملاصق للحرم المكي الشريف انتقلنا الى حي البياري لنرى ما اذا كان عمدة هذا الحي الذي يبعد عن الحرم المكي الشريف بنحو كيلو مترين يقدم خدماته للحجاج ام ان دوره تقليدي كما هو طوال العام. لكن الكاميرا رصدت دورا جيدا يؤديه عمدة حي البياري العمدة ناجي سعيد سعد المولد متمثلا في عمليه ارشاد الحجاج التائهين واقام مركزا لارشاد الحجاج وتقديم واجب الضيافة المكية لهم. وقد لاحضنا انه استطاع بناء علاقات جيدة مع عدد من الحجاج الذين يشكل العرب نسبة كبيرة منهم والعلاقة لا تتمثل في كرم الضيافة من مأكل ومشرب لكنها تجاوزت ذلك ببعض الصور التذكارية التي قدمها العمدة لهم كهدية رمزية تمثل الحرمين الشريفين والمواقع التاريخية بمكةالمكرمةالمدينةالمنورة. ومن حي البياري الى حي التيسير توجهنا لنرى ما اذا كانت هناك ابداعات اخرى لعمد احياء مكةالمكرمة فوقوفنا امام مكتب عمدة حي التيسير العمدة طلال بن محمد حسن الحساني الذي وان كان لا يختلف عن نظرائه في خدمة الحجاج لكننا وجدناه وقد اجلس الى جواره احد الاخوة ممن يجيدون اللغة الاردية والسبب في ذلك عائد الى ان هناك نسبة كبيرة من الحجاج الباكستانين والهنود الذين يسكنون هذا الحي وفي حديثة معهم تتنوع الكلمات اذ تتناول مستوى المعيشة والمنتجات والصناعات التقليدية لهذه الدول كما لاحظنا حرصه على اعداد طبق متكامل من الحلويات المكية المتميزة وهو مايعني انه جمع بين الحاضر والماضي. ومن حي التيسير الى حي الرصيفة الذي يعد من الاحياء البعيدة نسبيا عن الحرم المكي الشريف توقفنا تحديدا امام مقر عمدة حي الرصيفة سامي معبر لنرى ما اذا كان يؤدي دورا ذا علاقة بخدمات الحجاج ووجدناه لا يختلف عن غيره من عمد الاحياء فمن ارشاد وتوعية الحجاج الى اكرامهم بماء زمزم والذي يتم تقديمه لهم بالطريقة التقليدية بالدورق والطاسة حيث يتم صب مياه زمزم من قبل احد العاملين لديه بطريقة تقليدية بدءا من اللباس الى الاناء وطريقة السقيا. تلك صور تعبر عن اصالة ابناء مكةالمكرمة وحرصهم على المساهمة بشكل فاعل في خدمة ضيوف الرحمن حتى ولو لم يكونوا من العاملين بمؤسسات الطوافة المعنية بتقديم الخدمات المباشرة للحجاج وهي بحق صور مشرفة لوطننا ومواطنينا.