منحت الحكومة الاندونيسية الدكتور محمد ناصر رحمه الله - الملقب بالمناضل - اعلى وسام يمنح لزعيم او قائد متوفى.. وذلك تقديراً لدوره الكبير ومساهماته الإنسانية والدينية خلال مسيرته النضالية والفكرية - حيث يعد من ابرز القادة والرجالات المفكرين الذين عرفهم عصرهم. والدكتور محمد ناصر عضو مؤسس لرابطة العالم الإسلامي وله اتصال وثيق بأمينها الاسبق الشيخ صالح قزاز والشيخ محمد علي الحركان. ومن أهم علاقاته الخارجية اتصاله بالمغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز والذي طلب عند زيارته لاندونيسيا عام 1972م لقاءً ودياً بالدكتور محمد ناصر.. وهو بصحبة علماء اندونيسيين.. من بينهم الشيخ الحاج عبدالله بن عبدالكريم. والدكتور محمد ناصر من مواليد بلدة ماننجاو، بمحافظة سومطرة الغربية باندونيسيا. حيث تربى في بيت صلاح وتقوى. فقد كان والده من كبار علماء المسلمين بإندونيسيا، فكان لهذا أثره على تنشئته النشأة الصالحة، وقد جمع بين الدراستين الدينية والعامة، حتى نال الاجازة من كلية التربية في باندونغ. ومع ذلك خاض المعارك الشرسة مع الخصوم في كل صعيد بما فيها حمل السلاح للتصدي للأعداء المستعمرين، وكان أيضا من رجال السياسة المحنكين. واهتم الدكتور محمد ناصر بالتعليم العالي الإسلامي، فله دور بارز في قيام الجامعات الإسلامية الأهلية في اندونيسيا منها: الجامعة الإسلامية الاندونيسية وجامعة سومطرة الشمالية الإسلامية وجامعة ابن خلدون وجامعة المسلمين الاندونيسية وجامعة سلطان أغونغ وجامعة باندونغ الإسلامية وجامعة رياو الإسلامية، ومعهد محمد ناصر العالي للعلوم الدعوية، وجامعة الأزهر الإندونيسية. كما اهتم الدكتور محمد ناصر - رحمه الله - بالدعوة الإسلامية رغم تحدياتها الكثيرة. ولذلك نصح الأمة بأن الدعوة الإسلامية لا بد أن تشمل البناء والدفاع. وقد طابق الأقوال بالأفعال، حيث أنشأ المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس والجامعات بالتعاون مع العلماء والزعماء الآخرين. ونشر الكتب والمجلات والنشرات الدعوية. ومن جانب آخر، وقف في وجه الحملات التنصيرية، واللادينية، والحركات الضالة، وقابل هؤلاء فكراً بفكر وقولاً بقول وعملاً بعمل. فانتشرت الدعوة الإسلامية في أنحاء إندونيسيا تدرجاً ومازالت حتى الآن رغم عظم المؤامرات التي حيكت تجاه تقدمها.