قالت المملكة العربية السعودية ان الممارسات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة تهدف في الحقيقة الى الاستمرار في تدمير الشعب الفلسطيني ومنشآته وتعريضه لمزيد من القهر والعذاب. وقالت المملكة ان الممارسات الاسرائيلية الحالية المبرمجة تهدف الى استسلام الفلسطينيين لليأس والاحباط. جاء ذلك في كلمة المملكة من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة التي القاها عضو وفد المملكة لدى الأممالمتحدة الأستاذ عمر بن علي العييدي خلال مناقشات الجمعية العامة لقضية فلسطين والحالة في الشرق الأوسط. المملكة عبرت من على المنبر الأممي للمجتمع الدولي عن أملها في انهاء الاحتلال الاسرائيلي الظالم للأراضي الفلسطينية وللأراضي العربية المحتلة الأخرى والذي طال أمده. وتنشر "الرياض" فيما يلي نص كلمة المملكة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "السيد الرئيس: يسرني في البداية أن أشكركم وأشكر معالي الأمين العام لما يبذلانه من جهود لتحقيق الأمن والسلام الدوليين في ظل الظروف والمتغيرات والتهديدات التي تحيط بالعالم في هذه المرحلة الراهنة والحرجة. السيد الرئيس: إن القضايا المعاصرة تتطلب تعاون الدول لتحقيق السلم والأمن الدوليين والاستقرار في العالم. وتستدعي دوراً مضاعفاً للأمم المتحدة وقوة فعالة وفاعلة للشرعية الدولية لدرء مخاطر الحروب والصراعات والعمل على حل جميع القضايا بالطرق السلمية ووفقا لمبادئ الشرعية الدولية. السيد الرئيس: لقد شاركت المملكة العربية السعودية الدول العربية في مباحثات السلام التي عقدت في مدينة مدريد عام 1991م، وفي المباحثات المتعددة الأطراف وكلها أمل في انهاء الاحتلال الظالم للأراضي الفلسطينية وللأراضي العربية المحتلة والذي طال أمده، حيث يتطلع العرب جميعا الى وضع حد للصراع العربي - الإسرائيلي. إلا أن إسرائيل لم تنفذ الاتفاقيات ولا يزال الاستقرار بعيد المنال في ظل بنائها للمستوطنات، وبنائها لجدار الفصل العنصري ومصادرتها للأراضي وتهديمها للبيوت وسلبها للحقوق من أصحابها الفلسطينيين ومنعها من وصول المساعدات الإنسانية لهم. وما زال الفلسطينيون يكابدون العنف والإرهاب على أيدي مستوطنين إسرائيليين مسلحين ومتعصبين. إن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بهذه العمليات يهدف في الحقيقة إلى الاستمرار في تدمير الشعب الفلسطيني ومنشآته وتعريضه لمزيد من القهر والعذاب، كما أن الممارسات الإسرائيلية الحالية المبرمجة تهدف إلى استسلام الفلسطينيين لليأس والإحباط. السيد الرئيس: لقد اختار العرب السلام لا الاستسلام، وكان مطلبهم ولا زال تطبيق الشرعية الدولية وأولها تنفيذ قراري مجلس الأمن الدوليين رقم 242و338، ومبدأ الأرض مقابل السلام العادل والشامل. وهذا يتطلب بالضرورة انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي العربية المحتلة عام 1967م. وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم واسترداد حقوقهم، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وكذلك الانسحاب من هضبة الجولان السورية، ومن مزارع شبعا اللبنانية. السيد الرئيس: إن الصراع العربي - الإسرائيلي لا يزال يهيمن ويطغى على جميع القضايا في منطقة الشرق الأوسط طيلة العقود الستة الماضية والذي أدى بدوره الى تنامي التطرف والإرهاب، ومعوقاً أساسياً لمساعي التنمية والإصلاح في المنطقة التي يفترض أن تلعب دوراً حضارياً بدلاً من انشغالها بالصراعات التي تستنفذ طاقتها وتبدد مواردها. لقد أكدت جميع الدول العربية استمرار التزامها بالسلام العادل والشامل المرتكز على الشرعية الدولية. وما تزال هذه الدول تنتظر التزاماً إسرائيلياً جدياً مقابلاً لذلك. وفي هذا الإطار فإن الحلول الجزئية لا تدعم المفاوضات الجارية بين الجانبين للوصول إلى حل نهائي شامل ويتطلب على الجانب الإسرائيلي الوقف الفوري لعمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة حيث أن استمرار اسرائيل في نشاطها الاستيطاني يفرغ المفاوضات مسبقا عن مضمونها.