أعلنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم عن إطلاق معرض دبي الدولي لكتاب الطفل 2009، في مبادرة من شأنها إيجاد قاعدة أساسية لاستراتيجية جديدة تسعى المؤسسة من خلالها لتشجيع القراءة خاصة بين النشء وإيجاد مركز يعزّز صناعة أدب الأطفال في الوطن العربي. وأوضحت المؤسسة أن قرار إطلاق المعرض جاء على خلفية دراسات مستفيضة أجرتها المؤسسة كشفت حاجة الوطن العربي الملحّة لإحياء أدب الطفل الذي يمثل ركيزة أساسية لمستقبل الأمة العربية وخططها التنموية. كما يأتي معرض دبي الدولي لكتاب الطفل في إطار استراتيجية المؤسسة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في مايو 2007لدعم القدرات العربية وحفز طاقات التطوير الإيجابي التي من شأنها التغلب على ظواهر ألمت بالعالم العربي ومن بينها تراجع الإنتاج الفكري وضعف المخرجات العلمية والثقافية، في حين يعكس المعرض رغبة سموه الأكيدة في إطلاق مشاريع نوعية ذات آثار إيجابية على المنطقة والعالم. وحول هذه المبادرة، قال سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي: "يبلغ عدد الأطفال في الوطن العربي حوالي 120مليون طفل تعيش غالبيتهم في دول تتعاظم فيها التحديات على مختلف الأصعدة، لذا رأينا أنه من الضروري الأخذ بزمام المبادرة والتركيز على هؤلاء الأطفال لتقديم ما من شأنه أن يساعدهم في مستقبلهم حيث سيضم المعرض الكثير من النشاطات والمبادرات التي ستوفر لهم فرص الارتقاء بمهارات اللغة والتعليم". وأضاف سموه: "طموحنا في أن تكون دولة الإمارات محركا فاعلا في اتجاه إحداث نهضة معرفية شاملة تطال ملامحها كافة أقطار المنطقة، وهدفنا هو تحويل دبي إلى مركز دولي للآداب وتسليط الضوء على أدب الطفل والقراءة في الوطن العربي وتشجيع الأطفال على القراءة. كما سيقدم هذا المعرض الكثير من الفرص للوطن العربي والسوق الدولي لبناء قنوات التعارف والتشارك". وأكد سمو الشيخ ماجد أن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم عازمة على المضي قدما على درب التنمية ومستعدة لتقديم كل ما من شأنه أن يساهم في تعزيز صناعة أدب الأطفال بشكل خاص والأدب في الوطن العربي بشكل عام. ومن المنتظر أن يشكّل معرض دبي الدولي لكتاب الطفل مع انطلاقته في الربع الأخير من العام المقبل منصة حيوية لإطلاق مجموعة من المبادرات والمشاريع الثقافية النوعية التي تستهدف الطفل وتمتد فعالياتها على مدار العام حيث ستبدأ في تطبيق تلك المبادرات في دولة الإمارات العربية المتحدة ومن ثم تمديدها إلى بقية أنحاء العالم العربي وفقا لجدول زمني محدد. ومن بين أهم المبادرات التي ستنطلق تحت لواء معرض دبي الدولي لكتاب الطفل مشروع "المكتبة المتنقلة" والتي تستهدف المؤسسة من خلاله منح الطفل في مختلف مناطق الدولة، وفي مرحلة لاحقة أطفال دول عربية متعددة، فرصة الاطلاع وتشجيعهم على القراءة مع التركيز على المناطق النائية التي قد يجد بعض أطفالها صعوبة في الوصول إلى كتاب متخصص يوائم احتياجاتهم المعرفية ويمكنهم من بناء منهج فكري متكامل منذ نعومة أظافرهم. كما سيتم من خلال المعرض إطلاق أول مكتبة متخصصة للطفل في دولة الإمارات، والتي سيتم تصميم مظهرها ومضمونها وفقا لأرقى المعايير العالمية، حيث ستحرص المؤسسة من خلال هذه المكتبة على توفير أفضل الكتب الترفيهية والتثقيفية التي تساهم في بناء عقول الأطفال الذين يمثلون حجر الزاوية الرئيس في مسيرة التنمية ومن ثم إيجاد جيل من الشباب الواعي الناشئ على حب القراءة والتحصيل المعرفي. وستُزوّد مكتبة الطفل المتخصصة بنخبة من المؤلفات التي تتناسب مع الفئات العمرية المختلفة للأطفال، وسيُراعى فيها منح جرعات ملائمة من مختلف مشارب المعرفة سواء من خلال الكتب العربية أو المترجمة مع التركيز على القيم والعادات الإماراتية الأصيلة والتي تمثل جوهر شخصية الإنسان الإماراتي المعروف بانتمائه إلى دينه وأرضه وثقافته انتماءً وثيقا وقويا. وسوف يأتي الإعلان تباعا عن تفاصيل تلك المشاريع وغيرها من المبادرات المهمة خلال المرحلة المقبلة ووفقا للأطر الزمنية المحددة والتي تم وضعها على أساس أولويات العمل ضمن استراتيجية مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم التي تهدف بصورة أساسية إلى تعزيز القدرات المعرفية في العالم العربي وإيجاد جيل جديد من القادة الشباب العرب المزودين بالمعارف اللازمة لتأكيد قدرتهم على ريادة حركة التطوير الإيجابي ودعم التنمية المنشودة في العالم العربي.