جميلة هي ولكن إن فهمناها.. بسيطة متى عشنا فيها ببساطة. خلقنا فيها من أجل عبادة لا من أجل شقاء وتعاسة.. صاحب الكوخ الصغير مبتسم سعيد لا جاه عنده ولا مال لكن!! سجدة خاشعة في ليلة ظلماء أعنته عن قصور الدنيا وما فيها. السعادة الحقة بأن تحقق ذلك الهدف الذي خلقت من أجله. تخيل لو أن رجلاً غريباً جاور منزلك لا تعرف اسمه ولا نسبه ولا تعلم بطريقة تفكير ذلك الرجل وماذا يحب وما الذي يكره بالتأكيد لن تستطيع التعامل معه، كذلك الدنيا إذا لم نعرف حقيقتها فلن نستطيع الصبر عليها والرضا بالمكتوب فيها.. فالصبر معركة نهايتها الفرج وغنيمتها الحكمة والتأني، مثاله تلك الأم التي ظلت تحمل ذلك الجنين في بطنها تسعة أشهر صابرة محتسبة. بعدها خرج طفلها على هذه الدنيا وهي تنظر إليه بعين حانية دافئة ثم تسرع بضمه الى صدرها مبادرة بإرضاعه قد لا تنوم نوماً كافياً بسبب أطفالها.. يهلك جسدها ويصبح نحيلاً هالكاً من الرضاعة مع هذا لم تشتك يوماً أو تتذمر من طفلها بل المزيد من الحب والحنان.،. ليتنا نعامل الدنيا بمثل ذلك إن أشقتنا وأهلكتنا فهنيئاً لنا بمزيد من الأجر والثواب. وإن أحزنتنا وأصابتنا فإن رب العالمين يحب سماع أصواتنا وهي تلهج بالدعاء.. وإن فرحنا وسررنا ذاك لأن نهجنا قرآن وسنة فهنيئاً هنيئاً لأمة محمد.