كثر الحديث عن خطورة استخدام الجوال أثناء قيادة السيارات، وخاصة لمن يكثرون من الحديث ويجعلون السيارة هي المكان الأهم للحديث وتلقي المكالمات.. وقبل أن أتحدث عن استخدام الجوال أثناء القيادة بودي أن أتحدث بشكل موجز عن الناحية العلمية للموجات الصادرة عن الجوال. يستخدم الجوال عادة حزام الموجات الدقيقة المليمترية للتخاطب، لكنها ربما تكون أخطر من غيرها من الموجات وذلك لقربها من خلايا الجسم، وخاصة خلايا الدماغ، ولاستخدامها ترددات موجية نافذة ( - 950850ميغاهيرتز) ولا عبرة بضعف قوتها الكهربية التي لا تكاد تصل إلى - 42واط. وقد أثبت أحد الباحثين وهو الدكتور لوبيك (Lubeck) الألماني من خلال ملاحظاته لمجموعة من التخطيطات الدماغية بأن خلايا الدماغ العصبية تضطرب بعد 15دقيقة من الحديث بالجوال، حيث تظهر ذبذبات دماغية شبيهة بتلك التي يسجلها الجهاز عندما يرسم تخطيط دماغ رجل تنتابه حالة عصبية ونفسية شديدة، وأن هذا الاضطراب العضوي العصبي لا يُشفى كلياً قبل 24ساعة من المحادثة، وهذا دليل واضح على تأثير الجوال على الدماغ وخاصة إذا استمرت المحادثة أكثر من 15دقيقة. ويؤكد بعض الباحثين الأمريكيين أن قائدي المركبات (السيارات) الذين يتحدثون بالجوال أثناء القيادة، وحتى مع استخدام السماعات - يمكن أن يتعرضوا لخلل في الرؤية مما يعرضهم وغيرهم للخطر والاصطدام.. ويقول الدكتور ديفيد ستراير بجامعة يوتا (Utah) والمشرف على الدراسة إن التشريعات التي تلزم قائدي السيارات الذين يستخدمون الجوال أثناء القيادة باستعمال السماعات تعطي إحساساً زائفاً بالأمان. وقد استعان د. ستراير الذي أجرى مع فريقه سلسلة من الدراسات على استخدام الجوال أثناء القيادة بجهاز محاكاة للقيادة مع عشرين متطوعاً، وقام الأشخاص الخاضعون للدراسة باستخدام الجوال، وقد أخضع زمن رد الفعل لديهم وأسلوبهم في القيادة للمراقبة.. وأتت نتيجة الدراسة مؤكدة على أن التحدث بالجوال أثناء القيادة - يتسبب فعلاً في تشتيت انتباه السائقين، وتؤكد هذه النتيجة سلسلة دراسات مماثلة أبرزها تقرير نشرته مجلة (نيو انجلاند) الطبية، حيث أشار التقرير إلى أن التحدث بالجوال أثناء القيادة يزيد من خطر وقوع الحوادث بحوالي أربعة أضعاف. ولذلك فقد سنت بعض الدول قوانين وأنظمة لحماية قائدي المركبات ومنعهم تماماً من استخدام الجوال.. ففي سنغافورة مثلاً يمنع استخدام الجوال عند القيادة أما في اليابان فإن على السائق التوقف واجراء المحادثة، وهناك دول فرضت بعض الغرامات مثل المانيا وبلغاريا واسبانيا.. وتتراوح هذه الغرامات بين 38إلى 100دولار. والسؤال هل تُمنع المحادثات الطويلة بالجوال، أم أن هناك غرامات من أجل الحد من أخطار الحوادث؟!