أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الامارات أن دولته لا تتعاطى مع حقوقها الثابتة في جزرها الثلاث المحتلة، طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى، على شكل ردات فعل، بل بمنهج واضح يقوم على مجموعة من الأسس الثابتة. وقال في حوار مع جريدة (الأهرام) المصرية، "نحن لا نتعاطى مع حقوقنا الثابتة بالجزر على شكل ردات فعل، بل لدينا منهج واضح يقوم على مجموعة من الأسس الثابتة، أبرزها التمسك بخيار التسوية السلمية لهذا النزاع، عن طريق تحكيم مبادئ الشرعية الدولية ومبادئ وأحكام القانون الدولي وقبول التحكيم أو الدخول في مفاوضات ثنائية جادة، وهي أسس لم تتبدل أو تتغير، على الرغم من كل الإجراءات والعقبات التي اعترضت مسعانا السلمي". وأضاف قائلاً "إننا على الرغم من تمسكنا بحقنا الثابت في الجزر ننظر إلى إيران كجارة لدينا معها تاريخ طويل من العلاقات والمصالح المتبادلة في مجالات عديدة، ونحن نعمل على توظيف هذه العلاقات في دفع المساعي السلمية لحل النزاع على الجزر، مدركين أن حل هذا النزاع بشكل عادل من شأنه توسيع آفاق التعاون بين البلدين وتحسين مناخ الأمن والاستقرار في المنطقة". وأكد سموه أن "الرهان على فرض واقع معين على الأرض رهان خاسر، ولن يؤدي إلى أي نتيجة، ذلك أنه لن يثنينا، طال الزمن أم قصر، عن الاستمرار في المطالبة بحقوقنا المشروعة والعادلة في الجزر". وقال "إننا نأمل أن يشكل التفهم العربي والدولي للطروحات السلمية الإماراتية عاملا مساعدا لإقناع إيران بالجلوس إلى مائدة حوار تفضي إلى تسوية سلمية عادلة لهذه القضية". وحول الواقع العربي وما يتصل بالقضية الفلسطينية قال صاحب السمو رئيس الدولة "قد يكون الواقع العربي على غير ما نتمنى، ويتمنى المواطن العربي، لكن هذا الواقع على علاته فيه العديد من عوامل القوة الكامنة التي تجعلنا متفائلين بالمستقبل إذا أحسنا استثمار ما نملكه من أسباب القوة والتطور، ولا شك أن من بين أبرز الأسباب التي حالت وتحول دون الاستفادة الكاملة من عوامل هذه القوة حالة عدم الاستقرار التي يمر بها العالم العربي منذ عقود عدة، التي كانت في بعض جوانبها من إفرازات ونتائج الفشل في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على أرضه". وأكد سموه رفضه أن تتحول هذه القضية إلى شماعة لتعليق الأخطاء والتقصير في جوانب كثيرة من العمل العربي المشترك، موضحاً أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، والرفض المستمر لمساعي السلام وعدم جدية إسرائيل في مفاوضات الحل النهائي الجارية مع الفلسطينيين يترك شعورا بالقلق وعدم اليقين، تنعكس آثاره على مجمل الأوضاع في المنطقة. وأشار سموه إلى أن الأوضاع في العراق من عوامل القلق التي عانت المنطقة منها ولاتزال. وأكد سموه وجود حاجة ماسة لدفع الموقف العربي نحو مزيد من الإيجابية في التعامل مع الأوضاع الخطيرة التي يمر بها العراق بمساندة شعبه وحكومته للخروج من دائرة العنف وتشجيع جميع مكونات الشعب العراقي وأطيافه على الانخراط في العملية السياسية. وأضاف سموه أن الامارات تعمل على استكمال فتح سفارتها في بغداد كجزء من التزامها بالدعم السياسي والمعنوي للجهود المبذولة على الصعيد الأمني، وتشجيع فئات الشعب العراقي على نبذ كل أشكال العنف الطائفي والمذهبي. على صعيد آخر قال سموه إن "مضيق هرمز ممر مائي حيوي للاقتصاد الدولي، وهو أحد مفاتيح الأمن والاستقرار، ليس للمنطقة فحسب بل للعالم أجمع. ولذلك فإن مسؤولية تأمين سلامة الملاحة عبره مسؤولية دولية، وبالتالي فإن من غير الملائم أن يصبح هذا الممر الحيوي موضوع مزايدات سياسية". وأكد سموه أن الامارات وقفت دائما ضد محاولات إقحام المنطقة في سباق التسلح "لكن هذا لا يعني الانتقاص من حقنا في امتلاك أسلحة متطورة تخدم الاستراتيجية الدفاعية التي نعتمدها". من ناحية أخرى، أكد سموه أن "الامارات خطت خطوات مهمة نحو معالجة قضية التركيبة السكانية على مستويات عدة".