سار التعليم العالي في المملكة العربية السعودية سيراً حثيثاً نحو بلوغ الآمال والتطلعات التي ما زال يرسمها رائد التعليم في بلادنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - والتي تؤكد على الأخذ بكل أسباب التثقيف والتعليم والتفكير من وسائل إيجابية داعمة مع الأخذ في الاعتبار بأن هدف التعليم الأساس هو تنمية الفرد السعودي علمياً وفكرياً وثقافياً وتطويره تطويراً يأخذ بكل أوجه المعارف والعلوم ووسائلها؛ ولكنه يقف على قواعد ثابتة من الاهتمام بالعقيدة الإسلامية الصافية والمنهج الرباني الصحيح؛ كما إن هذه المسيرة تتكئ على توجيهات كريمة من صاحب الأيادي البيضاء سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله - الذي تشهد لقاءاته بمنسوبي التعليم العالي مزيداً من الحث على الرقي بمستوى الجامعات السعودية علمياً وتقنياً في الأداء والجودة والمخرجات التعليمية. ووزارة التعليم العالي تسعى جادة إلى تحقيق تطلعات ولاة الأمر في بلادنا الكريمة عبر جهود مخلصة يقودها معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري وفريقه المتميز عن طريق إعداد الخطط العلمية المناسبة التي توازن بين متطلبات الجامعة وسوق العمل وسمعة الجامعات السعودية، ولعل من أهم أوجه اهتمام الوزارة بالتعليم الجامعي هو العناية بالتعليم الإلكتروني والتشجيع عليه باعتماد الموازنات المالية اللازمة وتوفير الكفاءات الإدارية القادرة على تنفيذ تلك الخطط؛ وتأتي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سباقة في إقرار التعليم الإلكتروني وتنفيذه عن طريق عمادة التعليم عن بعد التي تنفذ برامج مختلفة في سياق التعليم الإلكتروني ومن أهم تلك البرامج الانتساب المطور مما يكفل فرصاً إضافية للكثير من طلاب العلم ليس فقط في المملكة بل على مستوى العالم؛ ولقد كان الهدف من إنشاء عمادة التعليم عن بعد وتهيئة التعليم الإلكتروني لطالبيه هو نشر العلوم العربية والإسلامية التي تخدم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بما يحقق الرسالة الكبرى التي من أجلها أنشئت هذه الجامعة المباركة. إن الجامعة تحقق أدواراً كبرى في مسيرة التعليم العالي، وإنها بإقرار التعليم الإلكتروني - ممثلة في عمادة التعليم عن بعد - تسابق الخطى في الاستجابة والامتثال لتوجيهات ولاة الأمر في بلادنا الذين عقدوا العزم على أن تكون الجامعات السعودية في مصاف الجامعات المتقدمة علمياً وتقنياً على مستوى العالم، وإن الجامعة بإنجازاتها الجديدة كالانتساب المطور والقناة التعليمة الخاصة بالتعليم عن بعد، ووسائل الانتشار كالبوابة الإلكترونية والتعلم الإلكتروني والسعي إلى تحويل كافة القاعات الدراسية في الجامعة إلى قاعات ذكية مصممة بأحدث وسائل التقنية الحديثة في مجال التعليم تحقق إنجازاً يستحق من منسوبي الجامعة أن يحافظوا على تميزه، وأن يسعوا إلى تطويره، وأن يخطوا خطوات فذة في تحقيق إنجاز أكبر، والله المستعان على كل أمر، وهو المرجوّ في تحقيق الآمال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. ٭ مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية