تعتزم الولاياتالمتحدةالأمريكية التخلي عن خططها الرامية إلى نشر عناصر منظومة الدفاع الصاروخي في أوروبا الشرقية. وأوضح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في تصريحه للصحفيين في أعقاب قمة منتدى التعاون الاقتصادي لبلدان آسيا والمحيط الهادي في "ليما" قائلا لقد كان تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما بصدد هذه المسألة على جانب أكبر من الدقة أثناء لقائه مع الرئيس البولندي. وقال ميدفيدف إن الفرصة لا تزال واردة. كما أن نبذ هذه الخطط يبدو محتملا. وإذا كان موقف الإدارة الأمريكية الراهنة يفتقر كليا إلى المرونة فإن موقف الرئيس المنتخب يبدو على درجة أكبر من الدقة. وقال إن واقع إقدام الجانب الأمريكي على إصدار تكذيب في أعقاب الاتصالات بين أوباما والرئيس البولندي بأن الولاياتالمتحدة لم تبت في هذه المسألة ولم تضع النقطة الأخيرة فيها بعد إنما يدل على الأقل على أن شركاءنا الأمريكيين المقبلين لا يزالون يفكرون بذلك. وإنهم لا يملكون على صعيد هذه القضية قرارا مسبقا يرفضون التخلي عنه. كما قال ميدفيديف إذا كان الحوار ممكنا فلا تستبعد التغيرات في الموقف وصولا إلى التخلي عنه. وأكد أن الولاياتالمتحدة إذا ما أقدمت على نبذ خططها الرامية إلى نشر عناصر منظومة الدفاع الصاروخي في أوربا فلسوف تنتفي الحاجة إلى نشر المجمعات الصاروخية الروسية من طراز "اسكندر" في مقاطعة كالينينغراد. هذا وقد أكد الرئيسان الروسي والأمريكي دميتري ميدفيديف وجورج بوش في لقاء "ليما" على الاستعداد لمواصلة التعاون في مسائل الأمن الاستراتيجي. وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وهو يتحدث عن لقاء زعيمي البلدين الذي عقد أثناء قمة المنتدى الاقتصادي لمنطقتي آسيا والمحيط الهادئ في عاصمة بيرو أنه اتفق هو ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس على عقد لقاء الخبراء حول مسألة تمديد سريان مفعول المعاهدة حول الأسلحة الهجومية الاستراتيجية. وقال لافروف إننا نقوم حاليا بتنسيق المكان الذي سيلتقي فيه الخبراء وسنعد مسبقا رد فعلنا على الاقتراحات الأمريكية حول الدفاع المضاد للصواريخ. وأضاف أنه لا يوجد في هذه الاقتراحات أي شيء جديد. أما الدفاع المضاد للصواريخ فمن الأفضل التخلي عن هذه الخطط كما يرى وزير الخارجية الروسي. وفي سياق متصل اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ما حدث على الحدود الجورجية - الأوسيتية الجنوبية استفزازا. وقال إن هذا استفزاز واضح. وأشار إلى أن الجانب الجورجي يقبل بنفسه على تدبير كل شيء ليعود من ثم إلى اتهام الأوسيتيين أو الجانب الروسي. ولقد حدث هذا أكثر من مرة عندما زعموا بأن قنبلة روسية وقعت عندهم. كما إن أي إطلاق للنار لم يكن من مواقعنا أو مواقع أوسيتيا الجنوبية. من جهته أوضح مصدر في وزارة الدفاع الروسية بأن أي نيران لم يطلقها العسكريون الروس من داخل اوسيتيا الجنوبية باتجاه جورجيا. إلا أن معطيات أولية مماثلة واردة من جورجيا حول إطلاق نيران من أسلحة أوتوماتيكية أثناء مرور موكب الرئيسين الجورجي والبولندي من على مقربة من الحدود مع أوسيتيا الجنوبية. وقد صرح الرئيس البولندي وشهود العيان بأن ذلك لم يشكل أي تهديد لهم وأن ذلك لا يعود على الأرجح إلا إلى أن الأوسيتيين الجنوبيين أرادوا إطلاق عدة عيارات تحذيرية في الهواء عندما اقترب الموكب إلى مسافة قريبة جدا من الحدود. ومع ذلك فإن تبليسي افترضت أن من قام بإطلاق النار من هناك هم الجنود الروس. غير أن موسكو دحضت بحزم هذه المزاعم.